وصلتني هذه الرسالة من غزة من السيد أحمد البُرش، ذكرتني بكتيب قرأته منذ سنين، كتبه السيد أبو بكر جابر الجزائري الواعظ بالمجد النبوي الشريف.
لمن أراد الحصول على تحقيق كامل عن حكم الله ورسوله وسلف الأمة على الغناء والمعازف، يطلبه من مكتبة الضياء بجدة هاتف 6893864، وأيضاً من مكتبة دار المدني للنشر والتوزيع في جدة هاتف 6713424
نص رسالة غزة
الغناء حرام شرعاً
قال الله تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين والغناء من لهو الحديث فإنه فتنة للقلب يستهويه إلى الشر ويصرفه عن الخير ويضيع
على الإنسان وقته دون جدوى فيدخل في عموم لهو الحديث ويدخل من غنى ومن استمع إلى تلك الأغاني في عموم من اشترى لهو الحديث ليصرف نفسه أو غيره عن سبيل الله ،
وقد ذم الله ذلك وتوعد من فعله بالعذاب المهين، وكما دل القرآن بعمومه على تحريم الغناء والاستماع إليه ، دلت السنة عليه ،
من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة يأتيهم – يأتي الفقير - لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة " رواه البخاري وغيره من أئمة الحديث فذم رسول الله صلى الله عليه وسلم من يستحلون الزنا ولبس الرجال للحرير وشرب الخمور وآلات اللهو والاستماع لها ، وقرن المعازف بما قبلها من الكبائر وتوعد في نهاية الحديث من فعل ذلك بالعذاب فدل على تحريم العزف وآلات اللهو والاستماع إليها
أما الأناشيد مع الدففي الأعراس
فالدف فيما ذكر العلماء أنه الطار الذي يكون له وجه واحد والوجه الثاني مفتوح يستعمله النساء في الأعراس هذا يجوز لهن في الأعراس؛ لأنه من باب إعلان النكاح يغنين معه بالغناء المعتاد الذي فيه مدح الزوج وأهله والزوجة وأهلها ونحو ذلك، أما إذا استعمل الطار والغناء فيما حرم الله في مدح الخمور أو مدح الزنا فهذا منكر ولا يجوز أن يكون فيه اختلاط بل يكون بين النساء خاصة ولا مانع من فعل الجواري الصغار للطار في العيد للجواري الصغار كما أذن لهن النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ، أما الطبل فلا يجوز لأن شره أكثر وفتنته أكبر فلا يجوز استعمال الطبل.
كلمات الأغاني في ميزان الشريعة:
حكم الغناء في الإسلام، وأنه حرام حرام، وذكرنا الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة في تسميته سبحانه وتعالى للغناء بلهو الحديث الذي أقسم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه الغناء، وأن الله لما قال: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ الإسراء:
64] أن المفسرين قد ذكروا في صوت الشيطان أن منه الغناء. وكذلك سماه الله: سموداً) فقال: أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ [النجم:59-61].
فهو: الغناء بلغة حمير، من أهل اليمن ، وهو الصوت الأحمق الفاجر الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه، وكذلك هو الصوت الملعون، صوت المزمار الذي ذكره عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر. وكذلك فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد تأففوا منه، ولما مر ابن عمر بقومٍ يغنون وهم في حجٍ قال: [لا سمع الله لكم] وسد الصحابي أذنه لما مر بزمارة راعٍ احتياطاً منه رضي الله عنه، وأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك. وكذلك أخبر عليه الصلاة والسلام: (أن هذه الأمة ستستحل الحر والحرير والخمر والمعازف) وهو حديث صحيح بلا ريب لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن قوماً من أمته سيبيتون على لهوٍ ولعب ومعازف، وأن الله تعالى سيخسف بهم ويسقط عليهم جبلاً يكونون تحته، ويمسخ منهم قردةً وخنازير؛ وكل هذا الوعيد يدل على تحريم ذلك. كذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن الكوبة -وهي: الطبل- ونهى عن كسب الزمارة، والأئمة الأربعة وغيرهم من أهل العلم في تحريم الغناء، وأنه يشتد إذا كان بصوت امرأة، ويشتد إذا رافقه معازف وصوت الموسيقى، وأن حضوره حرام، والاستئجار للمغني والمغنية حرام..
خطر كلمات الأغاني:
. لقد وجدت في كلمات الأغاني -بعد الفحص والمراجعة وما جلبه هؤلاء الإخوان- درجات الكفر بجميع أنواعه، والشرك الأكبر والأصغر والخفي، وأنواع المعاصي من الكبائر والصغائر، والمحادة لله ، وأريد أن أعرض لكم بعضاً مما اطلعت عليه ليكون في ذلك عبرة،
أمثلة على الأغاني الإباحية:
لعلك تتصور نفسك وأنت تستمع لبعض هذه المقاطع أحياناً أنك في جو الأغنية، ولكن انقل لنفسك -أيها المسلم- وخصوصاً يا من تستمع إلى الأغاني إلى جو الكتاب والسنة، لتقارن بين هذا وبين ما هو موجود في كلام الرب والرسول صلى الله عليه وسلم.
مغنون لا يعرفون سبب وجودهم في الدنيا:
عباد الله: لقد وجدنا أن في كلمات الأغاني -التي يغنيها المشاهير من المغنين والمغنيات كفراً صراحاً وردةً معلنة عن دين الله تعالى. كان مما غنوه قصيدة الشاعر النصراني:
جئت لا أعلم مـن أين ولكنـي أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريـقاً فمشـيت
كيف أبصرت طـر يقي لسـت أدري
ولماذا لسـت أدري لســـت أدري
لقد غنوا الأغنيات ذات الأشعار التي تبين أنهم لا يعرفون سبب وجودهم في هذه الدنيا، ولا يعرفون أبعد هذا الموت بعثٌ أو نشور، أو أنه يكون هناك الإهمال والترك، وتكون هذه النهاية بكلماتها الفصحى وغير الفصحى، عبروا عنها في أغنياتهم، والله يقول: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]..
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115]..
قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163].
لقد وجدنا في كلمات الأغاني أن هؤلاء القوم يكتبون الكلمات ويغنونها ويلحنونها، فالشاعر كاتب الكلمات، والملحن لها، والمغني ثلاثة في النار، وهم شركاء في الإثم؛ لأنهم يقدمون هذا السم ويعرضونه. تقول قائلتهم أم كلثوم التي طرب بها الملايين، وأعجبوا بها، واستمعوا
الساعات الطوال:
لبست ثوب العيش ولم أُستشر.
*
ويقول الآخر التافه الهالك:
لو كنت أعلم خاتمتي ما كنت بدأت.
هل أنتم تحيون وتموتون كما تريدون؟
وتأتون إلى الدنيا متى ما أردتم وعندما تشاءون؟
وتفعلون ما تشتهون؟ أم الله هو الذي يأتي بكم؟
وهو الذي يحييكم ثم يميتكم ثم إليه ترجعون؟!!
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ [القصص:68] وهؤلاء يقولون: لبسنا ثوب العيش ولم نستشر. ومن الذي سيستشيركم؟ وهل لكم رأيٌ؟ ومن أنتم حتى يكون لكم رأي؟
عبادة المحبوب:
ثم وجدنا في كلمات الأغاني -أيها الإخوة- الصراحة في عبادة المحبوب، وأنه لأجله يعيش في هذه الدنيا، ويصرح بأنه مخلوق في الدنيا من أجله، وأنه يعيش من أجله، ويقول :
* عشت لكي وعلشانك، والله يقول: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ الذاريات:56.
تقول:
* أنا جئت إلى الدنيا من أجلك ومن أجل حبك،
هكذا جاءت إلى الدنيا ولأجل هذا خلقت! ويصرح بعضهم بصرف أنوع من العبادة إلى المحبوب أو المحبوبة: وهو التوبة. فيقول قائلهم: أتوب إلى ربي وإني بمرةٍ يسامحني ربي إليكِ أتوب
ورأيت أنكِ كنت لي ذنبـاً سألت الله ألا يغفره فغفرتِهِ
هذا الذي يقولونه من صرف التوبة إلى غير الله تعالى، فهو يعبد المحبوبة ولأجلها يعيش، وهذا غرضه من الدنيا، ولها يتوب وإليها، ولا يسأل ألا تغفر فتغفر، أو أن تغفر فلا تغفر، والله هو الذي يغفر: وهم يستخدمون ألفاظ التوحيد والدين في العلاقة بالمحبوب والمحبوبة.. وهكذا يعبرون. ومنهم من شيعه الملايين من المسلمين مشوا في جنازته. ويعبرون :
أحب حبيبي، وأعشق حبيبي، وأعبد حبيبي.
وتقول القائلة: وحبك عليَّ أكبر فريضة؛ أكبر فريضة هي الحب!!!!!!!!!!!!
ويقول القائل: الله أمر لعيونك أسهر، الله أمر. قُل إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ الأعراف:28].
في الغناء: العشق والمحبة عبادة ويقول الآخر:
أريد ودك جمـراً ولا أطيق رماده
قلت المحبة عندي لو تعلمين عباده
الحب في الشرع فرضٌ على الجميع ارتياده
:
يقول: لابد لكل أحدٍ أن يحب، ومحبتها هذه عنده عبادة، فيتقربون إلى الله بالكبائر والمعاصي.
ويقول الآخر في أغنيته:
أنا عبدكِ أنا عبدكِ! ومنزلة العبودية أرفع المقامات وأعلاها، ولأجل ذلك سمى الله محمداً صلى
الله عليه وسلم في القرآن عبداً في أربعة مواضع لم يسمه ولم يطلق عليه ولم يصفه إلا بهذه الصفة؛ صفة العبودية؛ لأن العبودية هي كمال المحبة مع كمال الخوف والخضوع والذل لله رب العالمين، في الغناء: الاعتداء على الأنبياء. لقد اعتدوا على ذات الله وشرعه، وعلى كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، واعتدوا على أنبياء الله. فهذا أحدهم يقول في صبره على فراق المحبوب، أو المحبوبة: صبرت مثل صبر أيوب. والآخر يقول: أيوب ما صبر صبري.
بل قد حصل الاعتداء على كتاب الله؛ فلحنوا آيات من القرآن، منها سورة إِذَا زُلْزِلَتْ الزلزلة:1] وعبثوا فيها وبعض الأغاني الشعبية فيها سب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وفيها وصف لله تعالى -تعالى الله عن أقوالهم- بأوصاف شنيعة، وأنه سبحانه يشاركهم الغناء والطرب، وأنه يعمل معهم ذلك -تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً- فماذا بقي أيها الإخوة؟!
في الغناء: سب للقدر.
أما عقيدة القضاء والقدر ولوم الرب، فيقول بعضهم:
ليه القسوة ليه؟ ليه الظلم ليه؟ ليه يا رب ليه؟ فهذا فريد الأطرش يتهم الله صراحة بالظلم والقسوة، والله يقول: وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49].. لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ [الأنبياء:23]
لا نقول لله: ليه، ولا لماذا: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ [الأنبياء:23]. أليس هذا كفراً أيها الإخوة؟! أليست هذه الأغنية قد استمع لها الملايين في ما مضى، ولا زالت تسجل وتسمع فيما بقي من التراث السابق بين الحين والحين..
في الغناء: الاستعداد لدخول النار.
ثم إن منهم من يصرح بأنه مستعد للذهاب إلى جهنم مع محبوبته
:
يا تعيش وياي في الجنة يا اعيش وياك في النار
بطلت أصـوم وأصـلي بـدي أعبــد سمـاكِ
لجهنـم مانـي رايـح إلا أنـــا ويّـــاك
يصرحون بأنهم يختارون بين الجنة والنار:
يا تختار الجنة يا تختار النار
علشانك أنتِ انكـوي بالنـار وألقـح جثتـي
وأدخل جهنم وانشوي واصرخ واقول يا لهوتي
هذا نص كلام غنائهم وما يقولونه، فيتمنى أحدهم أن يذهب مع المحبوب ولو إلى النار.
وماذا يوجد في جهنم؟ وقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [البقرة:24]..
في الغناء: استحلال للمحرمات.
ويصرح قائلهم بأنه قبَّلها في الصباح، فقالت: تفطر يا هذا والناس صيام، قلت لها: أنتِ الهلال، والصوم بعد الهلال حرام فهي الهلال عنده، وأفطر في يوم الصوم؛ لأنه يرى بأنها هي هلاله، وأن الصوم بعد رؤية الهلال حرام. ويصرحون بأنه إذا لم تحل له محبوبته على دين محمد أخذها على دين المسيح بن مريم؛ وهل كان دين المسيح عيسى بن مريم يحل الزنا؟!!
ويقول قائلهم: صوتك ذكرياتي وعزي وصلاتي.
ويقول قائلهم: فكانت حلالاً لي ولو كنتَ أو كنتِ محرمي. لو كانت من المحارم لاستحلها وهي عزته وصلاته، وهي هلاله، وهي التي يفطر عليها. هكذا صارت المحبوبة. يا جماعة! هذه الأشعار التي تقال وتغنى هي السم الناقع، والبلاء القاطع لهذه الأعناق يوم الدين. فيا قوم إنما فتنتم بهذا الغناء، وبهؤلاء المغنين.
الغناء وسوء الخاتمة:
: مرتبة الشهادة، والشهداء أحياءٌ عند ربهم، أرواحهم في حواصل طيرٍ خضر تسرح في أنهار
الجنة، يعجب ربك إليهم ويضحك، ومن ضحك الله إليه فلا حساب عليه. الشهيد هو الذي يقتل بين الصفين مقبلاً غير مدبر في سبيل الله تعالى، هذا هو الشهيد.
ثم يقول عبد الحليم شبانة : يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداءً للمحبوب هكذا جعلوا الشهادة؛ المقام العظيم عند الله، من مات فداءً للمحبوب، ومن المحبوب؟
هل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! لا. لا يقصدون ذلك، لأنه استهل تلك القصيدة بذكر أوصاف المحبوبة التي شعرها كذا وكذا، وعيناها كذا وكذا، ثم ينادي بالشهادة لأجل المحبوبة.
الغناء وتغيير الأسماء:
هذا عبد الحليم شبانة الذي غير اسمه، وملعون من انتسب إلى غير أبيه أو قومه، وهذه من المنكرات العظيمة في الأوساط الفنية العفنة، فتجد تغيير الأسماء بالأسماء الفنية ليشتهروا بها، وينادوا بها، ويكتب عنهم بها، إلا واحداً سمعت عنه فوجدت أن تغييره لاسمه كان في محله، اسمه: محمد، وهو من المغنين الذين فتن بهم الجيل بهم