قراءة في قصة من لحس قرن البوظة ، تأليف رانيا زغير

صدرت الطبعة الأولى منها عام 2009 عن دار الخياط في لبنان ، رسوم راسيل اسحق ، الطبعة التي بين ايدينا طبعة خاصة ضمن مشروع مكتبة الفانوس اصدار كولاج 2014 ، حيث توزع وزارة المعارف في اسرائيل هذا الكتاب مجانا بعشرات الاف النسخ على طلاب الروضات العرب ، عدد الصفحات 21 صفحة يضاف اليها صفحتين محاولة شرح اهداف ومضمون القصة للأهل ، وعلى الغلاف الاخير شرح عن المشروع واهميته ، وعن الشركاء في دعم مشروع القراءة .
القصة : تسرد لنا حكاية طفلة جالسة على حافة جسر خشبي ، وهي حائرة كيف تأكل قرن البوظة ؟ وما هي الطريقة المثلى كدش ام لحس ، وكيف تأكلها دون ان تشر على نفسها ، يظهر لها الغول وله اقتراح خاص بان تلحس البنت البوظة من تحت الى فوق وطبعا يطلب تطبيق الاقتراح بنفسه ، ثم نط التنين من تحت الجسر وقال لها لو كنت مكانك للحست البوظة من فوق الى تحت ، وطبعا يريها قصده ، ثم يظهر لها الغرفين ويقترح عليها اقتراحا جديدا " بشكل دائري بادئا من فوق وصولا الى تحت " ويطبق واقتراحه ، ثم نطت حورية البحر واقترحت على البنت كدش البوظة كدشة واحدة وترها تذوب في الفم ، وتمثل لها الاقتراح ، ثم تنبهت البنت انه لم يبق شيء ولا حتى لحسة بوظة ...!! بقي قرن من البسكويت ، هنا يظهر لها عملاق بخمسة رؤوس لكن قبل ان ينبس ببنت شفة ويدلي بدلوه حول قضية البوظة تبادر البنت الى كدشه ومضغه وبلعه وتقر انه في المرة القادمة سوف تقوم بلحس البوظة كما تريد ولن ترد على احد ..


رسالة الكاتبة : - ان يكون الطفل ذات شخصية مستقلة تقرر ما يطيب ويحلو لها ، لان تدخل الكبار في كثير من الاحيان يفسد متعة الصغار و يمحو استقلال شخصية الصغار .


- التعرف على مخلوقات اسطورية اليكم هذه المعلومات حول هذه الكائنات الاسطورية : الغرفين هو عبارة كائن اسطوري اعتقد الاغريق بوجوده وهو يجمع بين قوة النسر وقوة الاسد ، ويعتقد بعض العلماء انه هنالك بعض الشبه بينه وبين بعض انواع الديناصورات المنقرضة . التنين هو كائن أسطوري ذو شكل اسطواني أو شبيه بالزواحف، وردت في الكثير من الثقافات والأساطير في جميع أنحاء العالم. له أجنحة وفي بعض الأساطير لا يملك أجنحة، ويقال في بعض الأساطير بأنه ينفث النار من فمه.( انظر موسوعة ويكبيديا ) .الغول هو كائن خرافي يرد ذكره في القصص الشعبية والحكايات الفلكلورية يتصف هذا الكائن بالبشاعة والوحشية وغالبا ما يتم إخافة الناس بقصصه. وهو إحدى المستحيلات الثلاثة عند أهل الجزيرة العربية. في الجاهلية، العرب لم تسافر بسبب الغول. ولكن عندما جاء الإسلام، تم نفي تلك الأفكار. و قيل هو أحد أنواع الجن.( انظر موسوعة وكبيديا ). حورية البحر : هي حوريات أسطورية خيالية تسكن في البحار والبحيرات تصور بنات البحر أو حوريات البحر ككائنات تجميع بين صفات البشر والأسماك، فالقسم العلوي -وهو القسم البشري- يتمتع بكامل صفات البشر العلوية من الرأس إلى السرة، بينما القسم السفلي -وهو القسم السمكي- يتمتع بجسم سمكي من السرة إلى الذيل. ( انظر وكبيديا الموسوعة الحرة )


- طرح مشكلة أكل البوظة والتي في "نظرها مشكلة عالمية ".
- انتقاد تصرف الكبار: بحجة التوجيه الصغار هم من يستفيد من خلال تسليط رأيهم على الصغار او مقاسمتهم النزر اليسير الذي بين ايديهم ( كما حدث مع قرن البوظة )
- الطفل يتعلم من تجربته الشخصية فقط


- الكاتبة كما عبرت في مقابلات عديدة تبحث عن المتعة للقارئ وليس زرع مضامين تعليمية وتربوية


من ناحية فنية الرسومات بسيطة وواضحة ، و توظيف الخطوط المائلة والكبيرة لخدمة النص وتوضيح قصد الكاتبة ، لذلك توظيف الكائنات الاسطورية ودمجها بالقصة .


ملاحظات حول القصة والكاتبة :


رانية زغير كاتبة وناشرة لبنانية حين تملك دار الخياط الصغير التي اسستها بنفسها ، لها بصماتها على عالم ادب الاطفال في لبنان والعالم العربي ، وحصدت العديد من الجوائز اللبنانية والعربية والعالمية ، لها نشاط في تشجيع القراءة والمبادرة الى عقد مؤتمر خاص حول أدب الاطفال ، ونشرت وترجمت اعمالها الى العديد من اللغات الاجنبية ومن ضمنها قصة " من لحس قرن البوظة " التي بين ايدينا ، كانت زغير قد باعت حقوق كتابها "من لحس قرن البوظة" العام 2009 لـ"Orient Edition الالمانية، التي ترجمته الى اللغات الـ19 التالية: "الالمانية، الألبانية، البوسنية، البلغارية، الانكليزية، الفرنسية، اليونانية، الايطالية، الكورواستية، الكردية، الفارسية، البولندية، الرومانية، الروسية، الصربية، الاسبانية، التركية، والاوردو" رغم نجاح القصة المنقطع النظير ، لكن الامر لا يجعلها بقرة مقدسة ، لنا بعض الملاحظات على القصة.




1- الكاتبة تطرح مشكلة اكل البوظة لدى الصغار كأنها مشكلة عالمية ، لو افترضنا انها انها حقا معضلة عالمية ، هل القصة قدمت للأطفال الحل الامثل لمواجهة المشكلة !!
2- ظهور شخصيات خرافية في القصة ربما بهدف الاثارة والمتعة ،من الممكن ان تخيف هذه الشخصيات الأطفال ( الغول ، الغرفين ، العملاق ذات الخمسة رؤوس ، التنين )
3- البنت لم تخف من هذه المخلوقات الخرافية ولم تقاومها الا في نهاية القصة عندما ظهر العملاق ذات الخمسة رؤوس ، قامت بأكل البسكويت دون ان تسمع تعليماته .


4- في جيل مبكر من المهم ان يستمع الطفل الى همسات وملاحظات الكبار بهدف تقويم سلوكه وتوجيهه الى في التفكير السليم وتحديات الحياة بحلوها ومرها ، في القصة دعوة للتمرد .


5-ورد ص 20 " وبكدشة واحدة اكلت قرن البوظة " في هذه الجملة اشارة الى الشراهة التي يمكن ان تسبب الاختناق للطفلة .


6- بطلة القصة لا تحمل اي اسم ، بعكس المخلوقات الخرافية التي تشاركها القصة . بينما في الترجمة الالمانية البطلة تحمل اسما " ليلو لاوش" " 7- الفعاليات المقترحة للاهل حول القصة فقيرة وشحيحة وبعضها لا علاقة له بالقصة مثل " صنع بوظة بيتية مشروع ممتع يمكن ان نقوم به مع طفلنا في يوم صيفي حار " .(كما ورد في ملحق القصة ).


في مقابلة خاصة في صحيفة النهار اللبنانية اجرتها هنادي الديري ( 19-11-2014)عن الكتاب، تقول زغير، "هو بسيط، حتى ان الرسوم المرفقة بالنص بسيطة، يعني منا احلى شيء بالعالم. ولكنهم في دار النشر الالمانية تفاعلوا مع بساطته. وترتكز القصة على فتاة تبحث عن افضل السبل لتلحس من خلالها قرن البوظة من دون ان – تشرشر – (تسفك) البوظة على ثيابها. وهذه مشكلة عالمية! كلمات القصة بسيطة ولكنها تنطوي على كيفية اتخاذ الولد قراراته بنفسه. كيف نشجع الولد على اتخاذ القرارات. هو صنع القرار. واهمية ان يستمع الولد الى نفسه. في نهاية القصة تصغي البطلة الى صوتها الداخلي وتتبع احساسها... وهذا الشعور الغريزي أهم رادار، و – كل مرة بيطلع صح -". المصدر مقابلة مع الكاتبة صحيفة النهار اللبنانية. خلال مشاركتها في ورشة خاصة لأمناء المكتبات في الامارات عبرت عن وجهة نظرها حول مضامين الكتب 16-11-2013 ورد في صحيفة اليوم السابع ، كتب بلال رمضان : "دعونا نوجه القراء الشباب لكتب جديدة وفريدة من نوعها ومختلفة جداً عن كتب الأطفال التقليدية المعتادة التي ركزت على مدى سنوات طويلة على التعليم دون تنمية ملكات الخيال والحس والتفكير عند الأطفال، لمساعدتهم على التفكير البنّاء لفك الرموز المعقدة للحياة المعاصرة، ومنها الكتب ذات المحتوى الأدبي والقصصية الجذاب، والمكتوب بلغة ذكية مدروسة تربطهم بالحاضر، وتجعل من قراءتهم للكتب العربية متعة ومعرفة في الوقت نفسه".


خلاصة : هنالك اشكالية لتدريس القصة لاطفالنا للأسباب التالية :


القصة بعيدة عن أطفالنا من حيث المضمون ، هذا الأمر لا يتعارض مع نجاح القصة في المانيا - اقحام شخصيات خرافية في عالم الطفل في سن مبكر هذه الشخصيات بعيدة عن عالمه الخاص وثقافته ، بل يحاول محيط الطفل عدم تذكيره بهذه الشخصيات الاسطورية والتي هي بالأصل غير تابعة لموروثنا الثقافي ولإنساني والحضاري ، وبعضها كالغول كان الكبار يستحضرونه لإخافة الصغار واجبارهم على النوم المبكر ، وان كان البعض حتما سوف يستميت ويدافع عن القصة او الشخصيات الاسطورية بادعاء انها ودودة وغير مخيفة ولا تخيف الطفل ، وفي الغرب تساعد الطفل . ومن الصعب فرض ثقافة اخرى جديدة تنسف العديد من الافكار الراسخة التي تصور الغول والتنين وتقرن الاسماء بالشر وايذاء البشر، والكاتبة رانبا زغير في مقابلة متلفزة معها تشير ان القصة استوحتها من الثقافة السويدية التي يميزها حسب رايها حب البوظة والايمان بالكائنات الخافية ، ما يناسب في السويد قد لا يناسب في بلاد الشرق والعكس صحيح .


لا يعتقد البعض اننا ضد دراسة وتعلم قصص من عالمنا العربي أو مترجمة من حضارات ولغات أخرى ، بل العكس تماما اننا نرحب بالتواصل الانساني والثقافي شريطة ملائمته لاطفالنا وليس العكس . وهي دعوة لفحص نجاح وتفاعل الاطفال في الروضات مع القصة وتفاعل الاهل وردود المربيات العاملات بالحقل .


اخيرا بقي أن نشيد بمشروع مكتبة الفانوس أهميته في تعزيز القراءة وحب الكتاب وزيادة الثروة اللغوية لدى الطفل وتعاون الاسرة في المشروع وعدم اقتصاره على التعلم في الروضة ، اضافة لكونه مجانيا ، لكننا نطلب اخيار افضل القصص الممتعة والمفيدة لاطفالنا .


من مؤلفات الكاتبة رانيا زغير

1- حلتبيس حلتبيس 2- سيسي ملاقط تلبس خروفا ودودتين 3- العملاق العملاق يغني 4- بيتي هو طابة 5- نجمة نجمة يا نجيمة 6- خش خش يا ورق الخريف 7- اخي الصغير 8- لما بلطت البحر 9 - هل رأيت حروفي 10 - العملاق هنا وهناك 11- سبعة ايام في علبة الوان 13 لما ذا أمطرت السماء كوسى وورق عنب 14 لما غنى العصفور 15 - عدنان وحكيم الاسنان 17 - حديد وصابون بونبون .


























نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الكاتبة والناشرة رانيا زغير
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي