( الحي جل جلاله):
ومعناه : الدائم الباقي الذي لا يموت , ولا تأخذه سنة ولا نوم , لأن النوم يفقد الإدراك والإحساس والشعور فهو شبيه بالموت. (القيوم جل جلاله) ومعناه : أنه القائم بنفسه على تدبير ملكه وخلقه ,القائم على كل نفس بما كسبت , المستغني عن خلقه وهم إليه فقراء . فقال الله جل جلاله : (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم )(1).وقال الله جل جلاله : (آلم . الله لا إله إلا هو الحي القيوم )(2).وقال الله جل جلاله : (وعنت الوجوه للحي القيوم )(3).وقال الله جل جلاله وتوكل على الحي الذي لا يموت)(4).وقال الله جل جلاله: ( هو الحي لا إله إلا هو فاد عوه مخلصين له الدين) (5).فإذا تدبرت معاني هذه الآيات توكلت على الحي القيوم الذي عنت له الوجوه , وخضعت له الرقاب , وأخلصت له الدعاء .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ(1)
وقد ورد في القرآن الكريم اسم (الحي جل جلاله ) خمس مرات : في البقرة , وآل عمران , وطه, والفرقان , وغافر مرة واحدة . وكما ورد اسم القيوم ثلاث مرات في البقرة , آل عمران , وطه.(2) البقرة: الآية 255 (3) آل عمران : الآية1 (4) طه : الآية 111(5) الفرقان : الآية 58 (6) غافر : الآية 65وقال الله جل جلاله وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً)(1).وحظ العبد من اسم ربه( الحي جل جلاله ) أن يحصل على الشهادة لأن الشهداء أحياء عند ربهم ويحيي الله قلبه بنور المعرفة ويحييه حياة طيبة.وحظه من اسم ربه(القيوم جل جلاله) أن يستغني عمن سواه . وقالوا :
من قرأ اسم (الحي) ثلاث آلف مرة لم يمرض أبداً , ومن كتبه بالمسك وماء الورد , وحله وشربه المريض ثلاثة أيام يبرأ من مرضه إن شاء الله.وقالوا : إذا قرأ البليد اسم( القيوم في كل يوم ست عشرة مرة في مكان خال , فإن الله يوقيه عوارض النسيان , ويقوي حفظه , وينور قلبه .قالوا: من أصيب بالأرق وأراد النوم فليقرأ أقوله تعالىوتحسبهم أيقاظاً وهم رقود), وقوله تعالى فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً) فإن شئت اقرأهما لنومك أو نوم غيرك في أذنيه لينام ).واعلم أن ( الحي جل جلاله , والقيوم, جل جلاله) اسمان عظيمان وهما ذكر لأهل الحضرة , وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة أن تقول صباحاً ومساءً ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث , أصلح لي شأني كله , ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ(1)
الجن : الآية 18وقالوا : إن من يكثر نومه فليقرأ على رأسه (ألم , لا أله إلا هو الحي القيوم ) يذهب عنه النوم.وقالوا : إذا أردت أن يحيا قلبك فلا يموت أبد , فقل في كل يوم أربعين مرة : يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت. فافهم ذلك , والله أعلم . للأمانة العلمية : منقول من كتاب : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها , جمع وترتيب : أحمد عبد الجوّاد – تقديم الدكتور الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر , رحمه الله رحمة واسعة – طبع في مطبعة محمد هاشم الكتبي – دمشق – نشر مكتبة مرزوق . التعليق المنهجية والالتزام نراه بوضوح في هذا الكتاب الّذي نقلنا منه , وقد غاب فيه شخص المؤلف وعمقه الفكري , وغلب على أسلوبه كثرة الاستشهاد وبالطبع هذا له لا عليه . وقد آثرت اختيار هذين الاسمين لما لهما من شمولية واتساع بعيد الغور في عمق الوجود كله وأما ماذكره المؤلف من حظ العبد من هذين الاسمين فلم يقدّم عليه أدلة تثبته كما رأينا , ولعل مستنده فيه ما نقل إليه من تجارب الّذين اتخذوا من الأسماء الحسنى أوراداً لهم . لذلك نقف إزاءه موقف الحياد .
1- التخلق باسم الله ( الحي ) سبحانه وتعالى يتحصل بأمرين : أ- الحيوية والنشاط والبعد عن الكسل والخمول . ب- القيام بكل عمل يساهم في استمرار الحياة كإسعاف المريض ومداواة الجريح وسقاية النبات والزرع والشجر وإطعام الجائع وسقي الظمآن والرفق بالحيوان , إطعامه , وسقايته ومداواته .
2- التخلّق باسم الله ( القيّوم ) سبحانه وتعالى أيضاً يتحصل بأمرين : أ- القيامة على رعاية نفسك وتدبير أمورك في ضوء منهج الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم . قتقوم بكل عمل يقربها من رضا الله والجنة وتنأى بها عن كل عمل يبعدها عن الله ويدخلها النار . ب- تدبير شؤون أسرتك زوجتك وأبناؤك بالانفاق عليهم باعتدال في الطعام والشراب واللباس والمسكن وحضهم على مكارم الأخلاق والقيام بالأعمال الصالحة وهجر المعاصي والسيّئات . * وجميل أن نجعل لنا ذكراً من هذين الاسمين , فنقول : ( ياحي يا قيّوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كلّ ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.) قله صبح مساء وعلّمه زوجتك وأبناءك.