في معركتها الشرسة ضد تجارة الرقيق الأبيض في إسرائيل، تحاول النائبة في الكنيست الإسرائيلي زهافا غلؤون، سن قوانين جديدة، للحد من ظاهرة تتزايد بشكل كبير في إسرائيل.
وترأس غلؤون اللجنة البرلمانية الفرعية لمكافحة الاتجار بالرقيق الأبيض، ومن موقعها هذا ناهضت
تجارة الرقيق الأبيض في إسرائيل، حيث تصل سنويا آلاف النساء إلى إسرائيل، عن طريق عصابات التهريب، للعمل في الدعارة.
وقدمت غلؤون، مشروع قانون جديد إلى الكنيست يضع عقوبات ليس على بائعات الهوى، كما هو الوضع حاليا، ولكن على زبائنهن، الذين عادة لا تطالهم أية عقوبة.
وحسب مشروع غلؤون، إذا تم إقراره من المشرعين الإسرائيليين، وهو المرجح، فانه ستفرض عقوبة السجن حتى فترة أقصاها ستة اشهر على كل من يبتاع الخدمات الجنسية من بائعات الهوى، وفي حال كانت المومس قاصرا قد تصل العقوبة إلى خمس سنوات، سيقضيها الزبون الذي تمتع لفترة محدودة وقصيرة، في السجن بدون أية متع جنسية.
وقالت غلؤون، بان الهدف من تقديمها للمشروع، ردع زبائن بائعات الهوى، والسعي للقضاء على ظاهرة ممارسة الدعارة في إسرائيل.
ودعت غلؤون ممثلين عن دول، تم سن فيها قوانين مماثلة تطال زبائن بائعات الهوى، مثل السويد وفرنسا والفلبين، ليستمع منهم أعضاء اللجنة الفرعية لمكافحة الاتجار بالرقيق الأبيض في الكنيست، عن تجربة بلدانهم في هذا المجال.
ويصل إلى إسرائيل، عن طريق شبه جزيرة سيناء المئات من الفتيات، للعمل في الدعارة، معظمهن من دول الاتحاد السوفيتي السابق، ودول أفريقية أخرى.
ومن الدول التي تأتى منها الفتيات، جمهورية اوزبكستان، وهن مسلمات ومعظمهم لا يعرفن أنهن سيأتين إلى إسرائيل للعمل في الدعارة.
ووفقا لريطا حيكين الناشطة ضد المتاجرة بالنساء فان جزء الاوزبكيات يكتشفن بأنهن سيعملن في الدعارة، عندما يصلن إلى إسرائيل، والجزء الآخر يكتشفن ذلك وهن في موسكو. ويطلب التجار من الواحدة منهن آلاف الدولارات مقابل إعادتهن إلى اوزبكستان.
وعندما يتم القبض على بائعات الهوى، يتم وضعهن في معتقلات إدارة شرطة الهجرة، بتكلفة يومية تصل 70 دولارا، ويمكثن في هذه المعتقلات مدة 4 يوما قبل ترحيلهن، ولكن سفارات الدول التي ينتمين إليها، لا تتعاون في إصدار جوازات سفر لهن، لإعادتهن إلى بلدانهن.
وفي مرات سابقة قاطع هؤلاء السفراء، مثل سفيري اوزبكستان ومولدافيا، جلسات اللجنة البرلمانية الفرعية لمكافحة الاتجار بالرقيق الأبيض.
وتم اتهام هؤلاء السفراء بالمراوغة وعدم التعاون لتسهيل عودة المقبوض عليهن إلى بلدانهن، رغم الوعود التي يقدمونها لزهافا غلؤون.
وقالت فتيات اوزبكيات تم القبض عليهن، بأنهن عندما يتصلن مع سفير بلدهن أو العاملين في السفارة، يسمعن كلمات وصفنها بالبذيئة والنابية، ويتم نعتهن بالعاهرات.
وفي مرات كثيرة تم التوجه إلى وزارات خارجية دول المقبوض عليهن، لتسريع عمليات ترحيلهن من إسرائيل، بعد رحلتهن القاسية إليها.
وبين الوقت والآخر، يعلن في إسرائيل القبض على أشخاص بتهمة تهريب نساء إلى إسرائيل، وتشغيلهن بالدعارة.
وتتراوح الأحكام التي تصدرها المحاكم الإسرائيلية عليهم ما بين 6 اشهر و12 سنة، إذا كان المتورطون في ذلك تم القبض عليهم اكثر من مرة، وهو ما يحدث غالبا.
وتأمل غلؤون الان، بان يؤدي مشروع القانون، بمعاقبة زبائن بائعات الهوى، إذا اقر في الكنيست، إلى ردع هؤلاء الزبائن، وعدم اقتصار العقوبة على مقدمات الخدمة الجنسية مدفوعة الآجر، اللواتي يعتبرن ضحايا، في كثير من الحالات، ومغرر بهن.
ادلب الخضراء