الحداثة حركة للطعن في الدين

الحداثة هي ثورة على الثوابت الإسلامية الأساسية ، وترمي إلى فتح الطريق أمام حرية الإباحية ، وتمجيد العلاقة الجنسية ، وهذه المؤامرة قد وضعت قواعدها على أساس حركة الزندقة القديمة ، بقيادة ( الشاعر أبو نواس ) الذي كان حاقداً علــــى الإسلام ، والذي جندته قوى الباطنية والمجوسية والقرامطة ليهدم عن طريق الشعر جميع مقومات الثبات الإسلامي في البيئة العباسية.

فهذا علي أحمد سعيد الذي زين له أنطون ســـــعادة أن يغيـــر اســــمه إلى ( أدونيس) منتمياً إلى الحزب القومي السوري ، وهو حزب أعلن عداوته للإسلام والعروبة معاً ، إذ دعا إلى فينقة سورية ، ثم تحـــــــول أدونيـــــس بعد ذلك إلى مذهب اللا منتمي ، وأدونيس هو القائل : إن السبب فى العداء الذى يكنه العرب للإبداع - كل إبــــداع - هو أن الثقافة العربية بشكلها الموروث هي ثقافة ذات معنى ديني ).
و يسخر من حادثة الإسراء والمعراج في قصيدته ( السماء الثامنة ) .

ومعين بسيسو الماركسي يهزأ بالتراث وأعلام التاريخ ، ومن طريقة الإسناد في الحديث النبوي الشريف ويؤلف مقطوعة ساخرة ( حدثني وراق الكوفة ، عن خمار البصرة ، عن قاضٍ في بغداد عن سايس خيل السلطان ، عن جاريةٍ ، عن أحد الخصيان ) إلخ ..

والحق أن الشعر الحر مترع بالدعوة إلى الإباحية على نحو لم يشهده الشعر العربي ، إلا عند بعض الشعراء الشواذ أو المنبوذين .

والعجيب أن دعاة هذا اللون العجيب قد قفزوا في كثير من البلاد العربية إلى حيث التحكم في وسائل الإعلام .

وهي حركة تقصد الطعن في اللغة العربية ؛ لغة القرآن والإسلام وعمادها ؛ توطئة للإجهاز عليها ، وستبقى اللغة العربية والشعر العمودي الأصيل ، وسيبقى من فوقها القرآن والإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ولن يصمد هذا المسمى بالشعر الحر طويلاً لأنه لا يعلق بالذاكرة ، و يفرط في الرمزية والغموض.

وإذا ذهبنا نستعرض الدعاة إلى الحداثة نجدهم جميعاً من متعصبي الأديان الذين دأبوا على محاربة الإسلام واللغة العربية ، واتخذوا شعار الحداثة ستاراً ينفثون من تحته سمومهم ، ويظهر ذلك واضحاً في كتاب غالي شكري ( شعرنا الحديث إلى أين ؟ ).

وكان القس ( يوسف الخال ) وهو مبشر نصراني يقول : ( خاسر من يبيع ثلاثة ويشري واحداً ) . يقصد بالثلاثة عقيدة التثليث النصرانية والواحد هو عقيدة الإسلام .

حتى عندما انتسب إلى مدرستهم بعض من تسمى بالإسلام استعمل التعبيرات النصرانية ، ويبدو ذلك واضحاً في شعر بدر شاكر السياب الذي يدعي أن المسيح صلب وقد كذب هو وأساتذته النصارى واليهود فما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ، ويذكر عن آدم وحواء القصة كلها كما روتها التوراة لا كما رواها القرآن الكريم.

ونجد ذلك أيضاً في شعر معين بسيسو ونزار قباني :

( مصلوبة الشفتين ، الصليب الذهبي ) وعبد الوهاب البياتي ( في صليب الألم ) وأمـــــــل دنقل : ( العهد الآتي ) .

إن الحداثة المزعومة محاولة محكوم عليها بالهزيمة والدمار ،لأنها لا تنطلق من مبدأ غيرة على هذه الأمة، أو رغبة في السمو بها ،ولكنها تنطلق من حقد وكراهية ، والمهزوم يعمل دائماً على كسب المهزومين إلى صفة ليحس بأنه ليس منبوذاً .

إن كل الدعوات التي حاولت أن تنال من الثوابت الإسلامية ، تحطمت وستظل تتحطم لأنها مخالفة لمنهج الله تعالى وستذهب ( الحداثة ) وتدوسها الأقدام قبل أن يعرف دعاتها من أين أتتهم الجائحة ( فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ) الحشر : 2 .