منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19
  1. #1

    كتب ومطويات عن الحج والعمرة ::.

    صحتك في الحج

    الحج ركن عظيم من أركان الإسلام ، لا يتم إسلام المرء حتى يأتي به إذا استطاع إليه سبيلاً ، وإذا حج المسلم حجًا مبرورًا فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وليس له جزاء لهذا العمل إلا الجنة كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
    والحج أعماله كثيرة فهو يشتمل على أعمال تحتاج إلى جسد صحيح قوي ، لكي يستطع الإتيان بها كاملة ، فهو يشتمل على طواف وسعي وحركة وانتقال من منسك إلى منسك ،من منى إلى عرفة ، ثم إلى مزدلفة ثم إلى منى لرمي الجمرات ، ويستمر رمي الجمرات ثلاثة أيام لمن تأخر ويومين لمن تعجل ، إلى غير ذلك من أعمال الحج ، لذلك فلا بد للمسلم أن يعد نفسه جسديًا لتحمل هذه الأعمال المشتملة على بعض المشقة التي لا توجد في غيره من العبادات .
    وهذه بعض الإرشادات التي ينبغي أن يأخذ بها الحاج لتجنب أسباب المرض الذي قد يعوقه عن الإتيان ببعض مناسك الحج .

    أولاً : الإهتمام بالنظافة وتشمل:

    1. النظافة الشخصية : فاحرص أخي الحاج على نظافة جسدك وملابسك قدر الاستطاعة.

    فالنظافة من الإيمان ، ووقاية من الأمراض ، وقد علمنا الإسلام النظافة الشخصية حيث جعل الوضوء شرطًا لصحة الصلاة ، وجعل الغسل فرضًا في بعض الأحوال ومستحباً في أحوال أخرى

    وحثنا كذلك على نظافة الثياب ، وقد جمع كل هذا في قوله تعالى : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) (الأعراف : 31).

    2. نظافة المسكن والبيئة :
    لا تقتصر نظافة الشخص على تنظيف جسده وملابسه بل تتعدى كذلك إلى نظافة المسكن الذي يعيش فيه ، والبيئة المحيطة به ، وذلك بتنظيف فراشه والأدوات التي يستخدمها داخل السكن ، أو عدم إلقاء القمامة في أرضية السكن أو في الشوارع في غير الأماكن المخصصة لها ، بل يتم تجميعها في الأكياس الخاصة بها ، ووضعها بعد ذلك في الصناديق المخصصة لها ، وذلك لتجنب وجود وتكاثر الحشرات الضارة حولها وإيذائها للحجاج ونقل الأمراض إليهم ، ومما ورد في السنة في وجوب المحافظة على نظافة البيئة ، والوعيد الشديد لمن خالف ذلك وتسبب في أذى المسلمين قوله صلى الله عليه وسلم : [اتقوا اللاعنين ، قالوا : يا رسول الله وما اللاعنان ؟ قال : الذي يتخلى في طريق المسلمين وفي ظلهم] رواه مسلم وغيره .

    3. نظافة الطعام :
    الطعام هو غذاء جسدك ، وسبب بقائك ، وقوة لجسمك ، وسبب نموك فلا تجعله سبب هلاكك وضعفك ، فاحرص على أن تأكل طعامًا نظيفًا معدًا إعدادًا جيدًا ، من مصدر تثق بنظافته وأمانته ، وإذا كان الطعام معلباً فتأكد من تاريخ صلاحيته ، واغسل الفواكه والخضروات جيدًا ، و احرص على تغطية آنية الطعام والفاكهة ، ولا تعرضها للغبار والحشرات ، حتى لا تصاب بالتسمم الغذائي والأمراض المعدية .

    4. الحلاقة :
    لضمان سلامتك بإذن الله من الأمراض التي تنتقل عن طريق الجروح (خصوصًا أثناء الحلاقة) احذر من التعامل مع الحلاقين غير النظاميين وغير النظيفين ، واحرص على اختيار الحلاق النظيف الذي يحمل الشهادة الصحية ، ويخضع للإشراف والتفتيش الدوري عليه ، وذلك حتى تجنب نفسك الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم ، لذلك فمن الأهمية أن تنتبه للآتي :

    - اختار المكان المناسب والشخص النظيف ، وتجنب حلاقي الطرقات والأرصفة .
    - الحلاقون النظاميون تحت الإشراف الصحي كثيرون ومنتشرون حول الحرم والجمرات في أماكن معروفة ومرخص بها .
    - تأكد من استعمال شفرة جديدة للحلاقة لكل شخص ، ومن تطهير الأدوات .

    ثانياً : اجتناب الزحام :

    الزحام وسيط فعال لنقل الأمراض ، ويعرض حياة الحجاج للخطر ، وبخاصة كبار السن والعجزة ، فقد يودي بحياتهم ، كما يمنع الحجاج من تأدية مناسكهم بيسر وسهولة ، فابتعد أخي الحاج عن الازدحام والمزاحمة ما استطعت حتى لا تصيبك هذه الأخطار .

    ثالثاً: تجنب ضربات الشمس :

    تحدث ضربة الشمس نتيجة لتعرض الجسم لدرجات حرارة عالية مع التعرض المباشر لأشعة الشمس مع بذل مجهود جسدي ، فيؤدي ذلك إلى فقدان الجسم كميات كبيرة من الماء والملح عن طريق العرق الكثير .

    أعراض ضربة الشمس :

    - ارتفاع شديد في الحرارة.
    - الشعور بالدوران والغثيان ووجع الرأس .
    - ازدياد سرعة النبض وفقدان الوعي .

    الوقاية منها :

    - عدم التعرض لأشعة الشمس باستخدام الشمسية البيضاء .

    - تناول كميات وافية من السوائل والمأكولات المالحة ، أو اضافة بعض الملح إلى ماء الشرب لتعويض الأملاح المفقودة .

    - إعطاء الجسم قسطاً وافرًا من الراحة والنوم .

    رابعًا : سوار المعصم :

    وهو سوار من البلاستيك أوغيره يتضمن بداخله اسم الحاج وجنسيته وعنوانه وحالته الصحية وفئة دمه .

    أهميته :

    - يساعد الحاج على إرشاده إلى ذويه وجماعته بسرعة في حالة ضياعه .
    - يساعده على تلقي الخدمات الصحية الإسعافية والتشخيصية بسرعة عند الضرورة.
    - يساعد على تسهيل الإجراءات الصحية والإدارية في حالات الظروف الطارئة.

    فاحرص أخي الحاج على أن تضعه حول معصمك طوال أيام الحج

  2. #2
    جزاك الله خيرا اختي
    وحج مبرور وسعي مشكور لكل من حج هذه السنة

  3. #3

  4. #4
    وصايا مهمة للحاج

    1. رافق أهل الصلاح والعلم واستفد منهم .
    2. تعود الصبر ، وتحمل أذى جيرانك ، ولا تؤذ أحدًا من إخوانك وادفع بالتي هي أحسن .
    3. ابتعد عن الكذب والغش والسرقة والغيبة والنميمة والسخرية .
    4. كن سمحًا في بيعك وشرائك وأعمالك حتى يرحمك الله .
    5. احذر لمس النساء ، أو النظر إليهن ، واحجب نساءك عن الرجال .
    6. احذر شرب الدخان فهو حرام لقوله تعالى : (ويُحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) (الأعراف : 157).
    7. اللحية زينة للرجال فاحذر حلقها لقوله صلى الله عليه وسلم : (لكني أمرني ربي عز وجل أن أعفي لحيني وأن أقص شاربي) .
    8. "انزع خاتم الذهب فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب ولقوله صلى الله عليه وسلم : [يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ؟] "رواه مسلم". واستبدله بالفضة "فإن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من فضه"
    9. أكثر من قراءة القرآن وتدبره والعمل به ، والذكر والدعاء .
    10. لا تترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة مع الرفق واللين واللطف .
    11. إذا رأيت أن الجدال غير مفيد فاتركه وإن كنت على حق لقوله صلى الله عليه وسلم : [أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان محقاً] رواه أبو داود.
    12. صالح خصومك ، وأوف دينك ، وأوص أهلك ألا يسرفوا في الزينة والسيارات والحلوى والذبيحة وغيرها ، لقوله تعالى : (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) . (الأعراف : 31).
    13. عجل بفريضة الحج عندما يصبح لديك مال يكفيك ذهابًا وإيابًا ، ولا عبرة للمصاريف بعد الحج كالهدايا والحلوى وغيرها ، حيث لا يقبل الله بها عذرًا ، فبادر إلى الحج قبل أن تمرض ، أو تفتقر ، أو تموت عاصيًا ، لأن الحج ركن من أركان الإسلام ، له فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة .
    14. والمهم جدًا أن تتغلب على حل مشاكلك بالاستعانة بالله وحده ودعائه دون غيره ، لقوله تعالى : (قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحداً) .(الجن : 25).
    15. يحرم سفر المرأة إلى الحج وغيره إلا مع ذي محرم لقوله صلى الله عليه وسلم: [ولا تسافر المرأة ، إلا ومعها ذو محرم] ."متفق عليه" .
    16. لا تؤاخي المرأة الرجل الأجنبي ليصير بزعمها محرمًا لها .

  5. #5
    من أهداف الحج توحيد كلمة المسلمين
    الحمد لله الذي جعل البيت مثابة للناس وأمنا ، وجعله مباركا وهدى للعالمين ، وأمر عبده ورسوله وخليله إبراهيم إمام الحنفاء ووالد الأنبياء من بعد أن يوجه الناس ويؤذن فيهم بالحج بعد ما بوأ له مكان البيت ليأتوا إليه من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات؛ وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين الذي بعث رسله وأنزل كتبه لإقامة الحجة وبيان أنه سبحانه هو الواحد الأحد المستحق أن يعبد والمستحق لأن يجتمع العباد على طاعته واتباع شريعته وترك ما خالف ذلك ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . وخليله الذي أرسله سبحانه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين . بعثه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وأمره أن يبلغ الناس مناسكهم ففعل ذلك قولا وعملا عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم .

    لقد حج عليه الصلاة والسلام حجة الوداع وبلغ الناس مناسكهم قولا وعملا ، وقال للناس خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا فشرح لهم أعمال الحج وأقوال الحج وجميع مناسكه بقوله وفعله عليه الصلاة والسلام . فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين من ربه عليه الصلاة والسلام ، فسار خلفاؤه الراشدون وصحابته المرضيون رضي الله عنهم جميعا على نهجه القويم وبينوا للناس هذه الرسالة العظيمة بأقوالهم وأعمالهم ونقلوا إلى الناس أقواله وأعماله عليه الصلاة والسلام بغاية الأمانة والصدق رضي الله عنهم وأرضاهم وأحسن مثواهم .

    وكان أعظم أهداف هذا الحج توحيد كلمة المسلمين على الحق وإرشادهم إليه حتى يستقيموا على دين الله وحتى يعبدوه وحده وحتى ينقادوا لشرعه فمن أجل ذلك رأيت أن تكون كلمتي في هذا المقام بهذا العنوان " من أهداف الحج توحيد كلمة المسلمين على الحق " وللحج أهداف كثيرة يأتي بيان كثير منها إن شاء الله .

    أما بعد :
    فإني أشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء بإخوة لي في الله في نادي مكة الثقافي الأدبي للتناصح والتعاون على الخير وبيان كثير من أهداف هذا المنسك العظيم وهو حج بيت الله الحرام ليكون حجاج بيت الله الحرام على بصيرة وليستفيدوا مما شرع الله لهم ومما قد يجهله كثير منهم .

    أيها الإخوة في الله ، إن الله جل وعلا شرع الحج لعباده وجعله الركن الخامس من أركان الإسلام لحكم كثيرة وأسرار عظيمة ومنافع لا تحصى ، وقد أشار الله جل وعلا إلى ذلك في كتابه العظيم حيث يقول جل وعلا : قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ

    فبين سبحانه وتعالى أن هذا البيت أول بيت وضع للناس؛ أي في الأرض للعبادة والتقرب إلى الله بما يرضيه ، كما ثبت في الصحيحين في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أخبرني عن أول مسجد وضع في الأرض قال المسجد الحرام قلت ثم أي؟ قال المسجد الأقصى قلت وكم بينهما؟ قال أربعون عاما قلت ثم أي؟ قال ثم حيث أدركتك الصلاة فصل فإنها مسجد

    فبين عليه الصلاة والسلام أن أول بيت وضع للناس هو المسجد الحرام وهو وضع للعبادة والتقرب إلى الله عز وجل كما قال أهل العلم . وهناك بيوت قبله للسكن ولكن المقصود أنه أول بيت وضع للعبادة والطاعة والتقرب إلى الله عز وجل بما يرضيه من الأقوال والأعمال ، ثم بعده المسجد الأقصى بناه حفيد إبراهيم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ، ثم جدده في آخر الزمان بعد ذلك بمدة طويلة نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ، ثم بعد ذلك كل الأرض مسجد ، ثم جاء مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ، وهو المسجد الثالث في آخر الزمان على يد نبي الساعة محمد عليه الصلاة والسلام ، فبناه بعدما هاجر إلى المدينة هو وأصحابه رضي الله عنهم وأخبر عليه الصلاة والسلام أنه أفضل المساجد بعد المسجد الحرام . فالمساجد المفضلة ثلاثة : أعظمها وأفضلها المسجد الحرام ثم مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ثم المسجد الأقصى .

    والصلاة في هذه المساجد مضاعفة؛ جاء في الحديث الصحيح أنها في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، وجاء في مسجده عليه الصلاة والسلام أن الصلاة في مسجده خير من ألف صلاة فيما سواه ، وجاء في المسجد الأقصى أنها بخمسمائة صلاة ، وهي المساجد العظيمة المفضلة وهي مساجد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .

    مفتي عام المملكة العربية السعودية سابقا
    ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
    عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

  6. #6
    جزاك الله خيرا اختي

  7. #7

  8. #8
    الحج : فضله ومنافعه

    لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

    فهذه كلمة مختصرة عن الحج : فضله ومنافعه وشيء من أحكامه :

    1. متى فرض الحج

    فرض الحج على الصحيح سنة تسع من الهجرة، وهي سنة الوفود التي نزلت فيها سورة آل عمران وفيها قول الله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا } .

    2. حكم الحج

    الفرضية ، وهو من أركان الدين ، ودليله ما سبق من الآية الكريمة ، وكذا جاء في السنة ما يدل عليه .

    فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان " . رواه البخاري ( 8 ) ومسلم ( 16 ) .

    3. هل يجب الحج على الفور ؟

    نعم هو على الفور ، ودليله ما سبق من الآية الكريمة ، وهو الأصل في الأوامر الشرعية ، ومن السنة ما يدل على هذا الحكم :

    1. عن أبي هريرة قال : " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا " . رواه مسلم ( 1337 ) .

    2. عن ابن عباس رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة " . رواه أبو داود ( 1732 ) - دون قوله " فإنه قد .. " وابن ماجه ( 2883 ) وأحمد ( 1836 ) .

    وفي رواية عند أحمد ( 2864 ) : " تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له " .

    وكلا الروايتين تحسن إحداهما الأخرى ، انظر " إرواء الغليل للألباني " ( 4 / 168 ) .

    وذهب الشافعية إلى أنه على التراخي لأن النبي صلى الله عليه وسلم، أخره إلى سنة عشر ، لكن يجاب عليه :

    1. بأنه لم يؤخره سوى سنة واحدة ، وهؤلاء يقولون يؤخر إلى ما لا حد له ! .

    2. وأنه أراد صلى الله عليه وسلم أن يطهر البيت من المشركين وحجِّ العراة .

    3. وأنه قد شُغل صلى الله عليه وسلم بإسلام الوفود الذين تعاقبوا على المدينة لإعلان إسلامهم . انظر " الشرح الممتع " للشيخ ابن عثيمين ( 7 / 17 ، 18 ) .


    4. والحج يجب مرة واحدة في العمر

    عن أبي هريرة قال : خطبَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أيها الناس إن الله عز وجل قد فرض عليكم الحج فحجوا ، فقال رجل : أكلَّ عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو قلتُ نعم لوجبت ولما استطعتم ، ثم قال : ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه " . رواه مسلم ( 1337 ) .


    5. فضله

    وقد جاء في فضل الحج أحاديث كثيرة ، ومنها :

    1. عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل ؟ فقال : إيمان بالله ورسوله ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : الجهاد في سبيل الله ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور. رواه البخاري ( 26 ) ومسلم ( 83 ) .

    والحج المبرور معناه :

    1. أن يكون من مالٍ حلال .

    2. أن يبتعد عن الفسق والإثم والجدال فيه .

    3. أن يأتي بالمناسك وفق السنة النبوية .

    4. أن لا يرائي بحجه ، بل يخلص فيه لربه .

    5. أن لا يعقبه بمعصية أو إثم .

    2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " مَن حجَّ لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " . رواه البخاري ( 1449 ) ومسلم ( 1350 ) .

    3. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " . رواه البخاري ( 1683 ) ومسلم ( 1349 ) .

    4. عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قلتُ يا رسول الله : ألا نغزو ونجاهد معكم ؟ فقال : لكُنّ أحسن الجهاد وأجمله الحج حج مبرور ، فقالت عائشة : فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري ( 1762 ) .

    5. عن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " .. وأن الحج يهدم ما كان قبله " . رواه مسلم ( 121 ) .

    6. عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة " . رواه الترمذي ( 810 ) والنسائي ( 2631 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " ( 1200 ) .

    7. عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم " . رواه ابن ماجه ( 2893 ) .

    والحديث : حسن ، حسَّنه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1820 ) .


    6. منافع الحج

    قال الله عز وجل { ليشهدوا منافع لهم } [ الحج / 28 ] .

    والمنافع : دنيوية ودينية .

    أما الدينية : فلتحصيل رضوان الله تعالى ، والعودة بمغفرة الذنوب جميعاً ، وكذا الأجور العظيمة التي لا توجد إلا في تلك الأماكن ، فالصلاة في المسجد الحرام - مثلاً - بمائة ألف صلاة ، ولا يوجد طواف ولا سعي إلا في تلك الأماكن .

    ومن المنافع ولقاء المسلمين ، والوقوف على أحوالهم ، ولقاء أهل العلم ، والاستفادة منهم ، وطرح المشكلات عليهم

    وأما المنافع الدنيوية فمنها التجارة ، وسائر وجوه المكاسب الناشئة والمتعلقة بالحجّ .


    7. أما حِكَم الحج ، وما فيه من آثار على النفس .

    لأداء مناسك الحج فضائل متعددة وحِكَم بالغة من وُفِّق لفهمهما والعمل بها وفق لخير عظيم ، ومنها :

    1. سفر الإنسان إلى الحج لأداء المناسك : يتذكر سفره إلى الله والدار الآخرة ، وكما أن في السفر فراق الأحبة والأهل والأولاد والوطن ؛ فإن السفر إلى الدار الآخرة كذلك .

    2. وكما أن الذاهب في هذا السفر يتزود من الزاد الذي يبلِّغه إلى الديار المقدسة ، فليتذكر أن سفره إلى ربه ينبغي أن يكون معه من الزاد ما يبلِّغه مأمنه ، وفي هذا يقول الله تعالى { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } ( البقرة / 197 ) .

    3. وكما أن السفر قطعة من العذاب فالسفر إلى الدار الآخرة كذلك وأعظم منه بمراحل ، فأمام الإنسان النزع والموت والقبر والحشر والحساب والميزان والصراط ثم الجنة أو النار ، والسعيد من نجَّاه الله تعالى .

    4. وإذا لبس المُحْرم ثوبي إحرامه فلا يذكر إلا كفنه الذي سيكفن به ، وهذا يدعوه إلى التخلص من المعاصي والذنوب ، وكما تجرد من ثيابه فعليه أن يتجرد من الذنوب ، وكما لبس ثوبين أبيضين نظيفين فكذا ينبغي أن يكون قلبه وأن تكون جوارحه بيضاء لا يشوبها سواد الإثم والمعصية .

    5. وإذا قال في الميقات " لبيك اللهم لبيك " فهو يعني أنه قد استجاب لربه تعالى ، فما باله باقٍ على ذنوب وآثام لم يستجب لربّه في تركها ويقول بلسان الحال : " لبيك اللهم لبيك " يعني : استجبت لنهيك لي عنها وهذا أوان تركها ؟

    6. وتركه للمحظورات أثناء إحرامه ، واشتغاله بالتلبية والذكر : يبين له حال المسلم الذي ينبغي أن يكون عليه ، وفيه تربية له وتعويد للنفس على ذلك ، فهو يروض نفسه ويربيها على ترك مباحات في الأصل لكن الله حرمها عليه ها هنا فكيف أن يتعدى على محرمات حرمها الله عليه في كل زمان ومكان ؟.

    7. ودخوله لبيت الله الحرام الذي جعله الله أمناً للناس يتذكر به العبد الأمن يوم القيامة ، وأنه لا يحصله الإنسان إلا بكد وتعب ، وأعظم ما يؤمن الإنسان يوم القيامة التوحيد وترك الشرك بالله ، وفي هذا يقول الله تعالى { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } ( الأنعام / 81 ) .

    وتقبيله للحجر الأسود وهو أول ما يبدأ به من المناسك يربي الزائر على تعظيم السنة ، وأن لا يتعدى على شرع الله بعقله القاصر ، ويعلم أن ما شرع الله للناس فيه الحكمة والخير ، ويربي نفسه على عبوديته لربه تعالى ، وفي هذا يقول عمر رضي الله عنه بعد أن قبَّل الحجر الأسود: " إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبِّلُك ما قبلتك " . رواه البخاري ( 1520 ) ومسلم ( 1720 ) .

    8. وفي طوافه يتذكر أباه إبراهيم عليه السلام ، وأنه بنى البيت ليكون مثابة للناس وأمناً ، وأنه دعاهم للحج لهذا البيت ، فجاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ودعا الناس لهذا البيت أيضاً ، وكذا كان يحج إليه موسى ويونس وعيسى عليهم السلام ، فكان هذا البيت شعاراً لهؤلاء الأنبياء وملتقىً لهم ، وكيف لا وقد أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام ببنائه وتعظيمه .

    9. وشربه لماء زمزم يذكره بنعمة الله تعالى على الناس بهذا الماء المبارك والذي شرب منه ملايين الناس على مدى دهور طويلة ولم ينضب ، ويحثه على الدعاء عند شربه لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم " أن ماء زمزم لما شرب له " رواه ابن ماجه ( 3062 ) وأحمد ( 14435 ) وهو حديث حسن حسَّنه ابن القيم رحمه الله في " زاد المعاد " ( 4 / 320 ) .

    01. ويذكّره السعي بين الصفا والمروة بما تحملته هاجر أم إسماعيل وزوجة الخليل عليه السلام من الابتلاء ، وكيف أنها كانت تتردد بين الصفا والمروة بحثاً عن مُغيث يخلصها مما هي فيه من محنة وخاصة في شربة ماء لولدها الصغير - إسماعيل - ، فإذا صبرت هذه المرأة على هذا الابتلاء ولجأت لربها فيه فأن يفعل المرء ذلك أولى وأحرى له ، فالرجل يتذكر جهاد المرأة وصبرها فيخفف عليه ما هو فيه ، والمرأة تتذكر من هو من بنات جنسها فتهون عليها مصائبها .

    11. والوقوف بعرفة يذكر الحاج بازدحام الخلائق يوم المحشر ، وأنه إن كان الحاج ينصب ويتعب من ازدحام آلاف فكيف بازدحام الخلائق حفاة عراة غرلا - غير مختونين - وقوفا خمسين ألف سنة ؟

    21. وفي رمي الجمار يعوِّد المسلم نفسه على الطاعة المجردة ولو لم يُدرك فائدة الرمي وحكمته ، ولو لم يستطع ربط الأحكام بعللها ، وفي هذا إظهار للعبودية المحضة لله تعالى .

    31. وأما ذبح الهدي فيذكّره بالحادثة العظيمة في تنفيذ أبينا إبراهيم لأمر الله تعالى بذبح ولده البكر إسماعيل بعد أن شبَّ وصار مُعيناً له ، وأنه لا مكان للعاطفة التي تخالف أمر الله ونهيه ، ويعلمه كذلك الاستجابة لما أمر الله بقول الذبيح إسماعيل { يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين } ( الصافات / 102 ) .

    41. فإذا ما تحلل من إحرامه وحلَّ له ما حرمه الله عليه : رباه ذلك على عاقبة الصبر ، وأن مع العسر يسراً ، وأن عاقبة المستجيب لأمر الله الفرح والسرور وهذه فرحة لا يشعر بها إلا من ذاق حلاوة الطاعة ، كالفرحة التي يشعرها الصائم عند فطره ، أو القائم في آخر الليل بعد صلاته .

    51. وإذا انتهى من مناسك الحج وجاء به على ما شرع الله وأحب ، وأكمل مناسكه رجا ربه أن يغفر له ذنوبه كلها كما وعد بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " مَن حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " ، رواه البخاري ( 1449 ) ومسلم ( 1350 ) ، ودعاه ذلك ليفتح صفحة جديدة في حياته خالية من الآثام والذنوب .

    61. وإذا رجع إلى أهله وبنيه وفرح بلقائهم ذكره ذلك بالفرح الأكبر بلقائهم في جنة الله تعالى ، وعرَّفه ذلك بأن الخسارة هي خسارة النفس والأهل يوم القيامة ، كما قال تعالى : { قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين } ( الزمر / 15 ) .

    نسأل الله أن يوفقنا لطاعته وبلوغ بيته والقيام بفرائضه وصلى الله على نبينا محمد

  9. #9
    كتر خيرك خيتوه
    اخوك
    فتى الشام

  10. #10

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من أجمل الخطب التي قيلت في الحج: دمعة في الحج
    بواسطة أ.د. محمود نديم نحاس في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-21-2013, 09:12 PM
  2. موقع رائع يشرح صفة الحج والعمرة بشكل إحترافي عالي الإحترافية كأنك في الحج
    بواسطة احمد الشريف في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-02-2012, 03:15 AM
  3. أطلس الحج والعمرة تاريخاً وفقهاً
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-25-2012, 12:23 PM
  4. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-29-2009, 06:04 AM
  5. واتموا الحج والعمرة لله
    بواسطة فاطمه الصباغ في المنتدى فرسان المناسبات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-06-2007, 09:09 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •