بسم الله الرحمن الرحيم



لفلم المقال:







أو




http://www.alraqeem3.net/index.php/v...ery/160-565643




الرقمُ 1 يشيرُ لله الواحدِ عزّ وجلّ كما بيَّناه و الرقم تسعة 9 للإنسان والعبادةِ والسجودِ والجهدِ والخضوع والمعاناة . وصَفُّ الرقمين كما في العددِ 19 الذي هو ترتيب سورة مريم يعني السجودَ والقنوتَ والركوعَ والاستسلام لله الواحدِ، لأنَّ التسعة تعني الإنسان والعبادة والسجود، والرقم واحد يرمز لله الواحد تعالى ...


ولأنَّ الإيمانَ يرمزُ له رقمياً بتقريب الـ 9 من الـ 1 أي بتشكيل العدد 19، والكُفر والجحود يرمزُ له رقمياً ببُعدِ الـ 9 من الـ 1 ... فالسورةُ تتضَمَنُ معاني "الاقترابِ والابتعاد" في إشارةٍ إلى الإيمان بالله والاقتراب منه والكُفر به تعالى بالابتعاد عنه، وهو ما سنجده فيها. ولأنَّ خلقَ السمواتِ والأرض قائمٌ على الإيمان بالله الواحد أي على أساس العددِ 19، فإنَّ السورةَ تحوي معاني "أثرِ الكفرِ في تدميرِ الخلقِ والكونِ" وهو ما سنجده فيها ...


ولأنَّ قضيةَ القرآنِ الأساسية هي الترغيبُ في القرب من الله تعالى، والترهيب من البعد عنه، فإنَّنا نستنتجُ أهميَّة سورة مريم وترتيبها التسعة عشر الذي يرمزُ للإيمان والعبودية في القرآن الكريم ...


ولأنَّ أصلَ خلقِ السمواتِ والأرضِ قائِمٌ على إيمان الإنسان بالله تعالى وبعبوديته، فإنَّ أصلَ الخلق قائِمٌ على أساس وفِكرةِ العددِ 19 ومرتبطٌ به أزلياً ... وبهذا يكونُ




(( السُجُودُ سِّرُّ الوجُودِ ))





فكُلُّ شيءٍ يسجدُ له ... فنحنُ الخلقُ نسجدُ له ... ورقمُنا التسعة يسجدُ لرقمِه الواحد ... سُبحانَهُ ...





ففي هذا الفصل سنبحث في قضيتين حول سورة مريم:




الأولى هي أنَّ سورة مريم - لأنَّ ترتيبها يستدعي ذلك - تَسْتعمِلُ مُفردات تحمل معاني "القرب والبعد" في إشارةٍ إلى قرب وبعد الإنسان 9 من ربِّه الـ 1 ...







الثانية هي إثبات أنَّ هذه السورةَ تختصُ بتوضيح ضعف ومعاناة الجنس البشري لكون ترتيب السورة 19 أي العبد الضعيف 9 بجوار الإله الواحد 1 ...






القضية الأولى: استعمال مُفرداتٍ تحمل معاني "القرب والبعد" في سورة مريم



الإيمانُ يتمثلُ عددياً باقتراب الـ 9 مُمَثِلَةً للإنسان من الـ 1 رمزُ الله الواحدِ تعالى ... وسنبين فيما يلي احتواءَ سورة مريم على الكثير من المفردات الدَّالة على معاني القرب والبعد ...


فلقد وردت مُفردات "الرحمة" كثيراً في السورة. فاسمُ "الرحمن" ورد 16 مرة في السورة ولم يرد هذا الاسم الكريم في جميع المصحف إلا 57 مرة فقط، أي حازت سورة مريم على ما يعادل 28 في المائة من ورود اسمه تعالى ”الرحمن“ في المصحف الشريف! فلم؟


السببُ كونُ السورة تُمثلُ الإيمانَ عددياً باقتراب وصِلةِ الـ 9 من الـ 1 ، وصفةُ الرحمةِ بحدِّ ذاتِها تُشيرُ إلى القرب والوِصال ومنها اشتقت "صِلةُ الرحم" ... ولهذا السبب تحديداً تكثر مُفردات "الرحمة" في السورة.


ففي الحديث الشريف: إنَّ الله خلقَ الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه، قالت الرَّحم: هذا مقام العائذُ بكَ من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا ربِّ، قال: فهو لك ... وفي حديث آخر: إنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصَلْتُه ومن قطعكِ قطعتُهُ ...


فمعاني الرحمة والوصال مترادفة وهما يعنيان الشيء ذاته ولهذا ورد اسمُ "الرحمن" 16 مرة في السورة ذات الترتيب 19 في إشارة إلى موضوع هذه السورة وهو قرب ووصال الإنسان التسعة بربه الواحد ...


كما إنَّ السورةَ تحوي الكثير من المفردات الدَّالة على "النبوة" وهي من أقوى الصلات والقرب، لأنَّ الأنبياء من المقربين لله تعالى وللناس. فقد وردت الكلمات الدالّة على النبوة بواقع 8 مرات في السورة على لسان الأنبياء عيسى وإبراهيم وإسحاق وإسماعيل وموسى وهارون وإدريس.


وكذلك عن جميع الأنبياء المقربين:


أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النبينَ مِن ذُرِّيَّةِ ءادمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إبْراهيمَ وَإسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءاياتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً {58}.





كما إنَّ السورةَ تحوي الكثير من المفردات الدَّالة على "البرِّ " وهو أيضاً نوع من أنواع الصلة والقرب. فمعاني البرِّ والوصال مترادفة وهما يعنيان الشيء ذاته ولهذا وردت عبارات "البر" كثيراً في السورة ذات الترتيب 19 في إشارة إلى موضوع السورة وهو قرب ووصال التسعة بربها الواحد ... فتأمل في العبارات التالية:


فعلى لسان زكريا في مستهل السورة: وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً {مريم: 6}
وعن يحْيَى: وَبَرّاً بِوالديْهِ ... {14}
وبلسان عيسى: وَبَرّاً بِوالدتِى ... {32}
وعن إبراهيم: يا أبَتِ إنِّى قَدْ جَاءَنى مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنى أَهْدِكَ صراطاً سَوِيّاً {43} يا أبَتِ لا تَعْبُدِ الشيطان ...
وفي حقِّ إسماعيل: ... وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً {55}


ثُمَّ : فقد جاء ذِكْر عبارات "الذرية" ومرادفاتها {وَلَدَاً، بِوالديْهِ ، وُلِدَ ، بِوالدتِى ، وُلِدتُّ ، غلام ...} كثيراً في السورة وهو ما يُشير إلى القرب الشديد، فالولدُ قريبٌ جداً من أمِّه وأبيه ... كما إنَّ السورةَ تستهل بدعوة زكريا ربَّه ليرزقه الذرية ثم ذكرت ولادة عيسى بالتفصيل ...


ولاحظ الآيات العظيمة التي تتحدث عن الذرية و "قربها" و "بعدها" عنه تعالى :
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النبين مِن ذُرِّيَّةِ ءادمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ وَإسرائيل وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تتلى عَلَيْهِمْ ءاياتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً {58}


ثُمَّ : فقد جاء ذِكْرُتصريف كلمة {عَبْدَاً} كثيراً في السورة وهو ما يُشير إلى القرب الشديد، فالولدُ قريبٌ جداً من أمِّه وأبيه، والعبدُ قريبٌ من سيده وربِّه ...


ثُمَّ : فقد وردت كلمة {شقيا} في السورة في أكثر من موضع في إشارة لشقاء الإنسان ببعده عن ربه وبعد الـ 9 عن الواحد ...


ففي مطلع السورة على لسان زكريا:
... وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً {4}
وعلى لسان عيسى: وَلَمْ يَجْعَلْنى جَبَّاراً شَقِيّاً {32}
وعلى لسان إبراهيم: عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّى شَقِيّاً {48}


ثُمَّ : فقد وردت كلمة "عهدا" في السورة في أكثر من موضع، والعهد صلة وميثاق غليظ في إشارة لعهد الإنسان (التسعة) لربِّه (الواحد) بالقرب والإخلاص في العبادة:


... فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِى إنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً ... (26)
أطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً {78}
لا يَمْلِكُونَ الشفاعةَ إِلا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً {87}



ثُمَّ : فقد وردت مفردات "الورث" كثيرا في السورة، والورث يشير إلى عودة الأشياء إلى أهلها:

فعلى لسان زكريا في مستهل السورة: يَرِثُنى وَيَرِثُ مِنْ ءالِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً {مريم: 6}



إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ {40} ... تِلْكَ الْجَنَّةُ التى نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً {63} ... وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأتينا فَرْداً {80} ...


ثُمَّ : تستهل السورة بقوله تعالى: كهيعص ... ذِكْرُ رَحْمتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ... إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ... والنداءُ الخفي الضعيفُ لا يكون بالتأكيد إلا لمن هو في غاية القرب منك ... ولاحظ رسم كلمة "رحمة" بحرف التاء الممدودة {رَحْمتِ} في إشارة لطيفةٍ إلى الرحمة الممدودة منه تعالى ...


لاحظ إنَّ الرسم العثماني لكلمتي {رحمة} و {نعمة} يرسم بحرف التاء الممدودةالمفتوحة هكذا: {رحمت} و {نعمت} في إشارة إلى مدِّ وفتح الرحمة والنعمة منه تعالى لخلقه ...


ثُمَّ : وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وزكاةً، ... {13} ... والحنانُ لا يكون إلا ممن بقربك إذ يحُفُكَ به حَفَّاً ...


ثُمَّ :وَاذْكُرْ فِى الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} ... وكلمة {انتَبَذَتْ} تومئ إلى البعد والإقصاء ...


ثُمَّ : قَالَتْ أنَّى يَكُونُ لِى غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} ... وكلمة {يَمْسَسْنى} تعني القربَ أيضاً إذ لا يكونُ المسُّ إلا من قربٍ ...


ثُمَّ : فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ {23} ...
ويا له من تعبير عظيم ... تتهاوى العذراءُ الضعيفةُ فلا تجد من يسندها في محنتها إلا جذع النخلة ... فتذهب إليه تستظل بظله وتأكل من ثمره ... تماماً كالإنسانِ يتهاوي في الألم والمرضِ والمعاناةِ والضعفِ فلا يجدُ إلا اللهَ الواحدَ سبحانه ... فكما أجاءَ المخاضُ مريمَ إلى جذع النخلةِ ترتكُزُ عليه وتأوي تحت ظلاله ... تَجِيءُ المُعاناةُ بالإنسان إلى ربه الواحد يأوي إلى ظلال رحمته ... وتقترب الـ 9 مُمَثَلَةً بالإنسان إلى الـ 1 ... ترتكُزُ عليه، وتأوي تحت ظلاله ....


ثُمَّ :قَالَ سلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّى إِنَّهُ كَانَ بى حَفِيّاً {47}وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّى عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّى شَقِيّاً {48} فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ ... {49} ...
والحفيُّ هو المبالغ في الإكرام والبر ...
ثُمَّ : يقول تعالى في حقِّ موسى: وَنَادَينَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأيْمَنِ وَقَرَبْنَاهُ نَجِيّاً {52}


ثُمَّ : جنَّاتِ عَدْنٍ التى وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُمَأْتِيّاً {61}
ثُمَّ :وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً {73}



وكلمة {نَدِيّاً} تأتي بمعنى التجمع فيقالُ: ندَوْتُ أي حضرتُ النَّدِيَّ أي الاجتماع. ومنه عبارات "النادي" و " الندوة" و "المنتدى" بمعنى الاجتماعات. والنَّادي مكانَ التجمع. والمعنى إذاً هو أنَّ الفريقَ الأقربَ من الناس لله تعالى هو فريقُ المؤمنينَ الذين يقتربونَ بعَمَلِهم منه تعالى فيتحققُ فيهم ناموسُ الخلقِ المبني أساساً على أن تقتربَ الـ 9 مُمَثَلَةً بالإنسان إلى الـ 1 الذي يرمزُ لله الواحدِ تعالى ...


ثُمَّ :قُلْ مَن كَانَ فِى الضَلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً {75} ...
وعبارةُ {فَلْيَمْدُدْلَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً} توحي إلى شيءٍ مُتصلٍ بحبلٍممدودٍ ...


ثُمَّ :وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدَىً وَالبَاقِياتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً {76} ...
فكلمةُ {مَّرَدّاً} لم تردْ في أي مكانٍ آخر من المصحفِ وهي تومئ إلى أنَّ عملك ذهبَ ورُدَّ بعد ذلك إليك وبالتالي فالكلمةُ تُشيرُ إلى الصلةِ واللُحْمةِ وهو ما تتحدث السورةُ عنه من صِلَةِ الرقم 9 بالرقم 1تكوينِ الناموسِ الإلهي القائِمِ على العددِ 19 ...


ثُمَّ :في الآية 79 تتكرر كلمة {مَدّاً} مرةً أخرى : كَلا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُوَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً {79} ... والمعنى أيضاً أنه كما مددنا لهم حبلالمُهلة طويلاً حتى أخذهم الغرور فسنمد لهم حَبْلَ العذاب مدَّاً ...


ولأنَّ خلقَ السمواتِ والأرض قائمٌ على إيمان وتقريب الإنسان الذي يُرمزُ له بالتسعة بالله الذي يرمزُ له بالواحد أي على أساس تكوين العددِ 19، فإنَّ السورةَ بالضرورةِ تحتوي على معاني "أثرِ الكفرِ في تدميرِ الخلقِ والكونِ" وهو ما يظهر في الآيات التالية:


فتمعن في التعابيرِ البديعةِ في آياتِ سُورةِ مريمَ {19} والتي تتناغمُ مع ما ذهبتُ إليه: {وقالوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدَاً 88 } وهذا خروجٌ وتمردٌ على نظامِ العبوديَّةِ الكونِيِّ التوحيديِّ القائمِ على أساسِ العددِ 19 ... {لَقَدْ جِئتُم شَيــءـاً إدّاً 89 } وهو شيءٌ شاذٌ عن الأصلِ ... فـ {تكَادُ السَّمَاوَاتُ يتفطَّرْنَّ مِنهُ وتنشَقُّ الأرضُ وتخِرُّ الجِبَالُ هَدّاً 0 9 } فخلقُها أساساً بل وسببُ وجُودِها قائمٌ على مبدأ ونظامِ عبوديَّةِ الـ 9للواحدِ 1 ...


ولاحظ أنَّ ترتيبَ الآيةِ هو 90 والعددُ 9 يرمزُ للسجودِ والخَرِّ لله تعالى حسابياً وهو ما تنصُّ الآيةُ عليه لُغوياً ....


وهو النظامُ نفسُه في كُلِّ مكانٍ وفي كُلِّ خَلق ... فإنْ اضطربَ جزءٌ منه بكُفْرِ الإنسانٍ، اهْتزَ النظامُ كلُّه، فالحسابُ بطبيعةِ وجُودِهِ نظامٌ مترابطٌ متشابكٌ ... فخطأٌ حسابيٌّ في مكانٍ ما من منظومةٍ حسابيَّةٍ ما، يؤدى إلى تداعى المنظومةِ كلِّها ...
وهذا الاضْطِرابُ في السموات والأرض سببُه:



أنْ دَعَوا للرَّحْمَنِ ولَدَاً (91) وما يَنبغِى للرَحْمَنِ أنْ يتَخِذَ وَلَدَاً (92) إنْ كُلُّ من فِى السَّمَاوَاتِ والأرضِ إلَّا ءَاتِى الرَّحْمَنِ عَبْدَاً (93)





فهذا هو الحقُّ وأصلُ الخلق ... فهو الواحد وهم كلُّهم العبيدُ9 ...


لاحظ إنَّ الاضطراب التام والانعكاس المطلق لمفهوم العبودية المتمثل بالعدد 19 والذي فيه عبادة الإنسان التسعة لربه الواحد جاء في الآية 91 أي معكوس العدد 19 ... فالآية 91 تبين العكس وقلب الحقائق لغوياً بإدعاء الولد لله تعالى وعددياً بعكس وقلب العدد 19 ...


{لقد أحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً 94 } فهُم كتابةُ عددٍ ... وعددُهم هذا هو 9 ...
{وكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَومَ القِيَامَةِ فَردَاً 95} أيْ وكُلُّ الخلقِ 9 آتيه يومَ القيامةِ وهو الواحدُ الفردُ 1 ...



ثُمَّ في نهايةِ السورة:

إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً {96} فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً {97}



فلاحظ ْاستعمالَ كلمةِ {وُدّاً} كجزاءٍ لعملِ الصالحات. والوُدّ والوَدُّ والوِدّ بمعنى واحدٍ وهو الحُبُّ الشديدُ الذي يقوي الصلة بين المُحبِ والمَحبُوبِ جداً حتى يرتبطَ الواحدُ بالآخر. والكلمةُ مأخوذةٌ من ربط الدابة بالوتد. فالمعنى أنَّ المؤمنَ مربوطٌ بحبِّ ربه برابطة حُبٍّ قويةٍ لا انفصام لها ... ولقد ذكرت كلمة "وُدًّاً" كأحدِ أسماء آلهة الكفار في سورةِ نوح آية 23. وذلك لزعمِ المشركين أنَّ لهذا الصنم ارتباطاً قوياً بالله تعالى كارتباطِ الوتد بالأرض ...



وهذا المعنى يتفقُ مع ما نقول به من أنَّ سورةَ مريمَ ذاتَ الترتيبِ 19 تتحدثُ عن أمرِ الخلقِ مُمَثلاً بالرقم 9 وابتعاده أو تقربه من ربِّهِ الذي يُرمزُ له تعالى بالرقم 1. فيكونُ الجزاءُ للأعمالِ الصالحةِ من نفس قضيَّةِ السورةِ وهو : قُرْبُ أو بُعْدُ الإنسانِ 9 من ربه الـ 1 ..


أمَّا كلمةُ " لُّدّاً " فتعني عِوجاً عن الحقِّ مائِلينَ إلى الباطل ... وهذا المعنى يتوافق أيضاً بما نقول به ...


وفي آخر آية من السورة نجد تأكيداً لما ذهبنا إليه:




وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً {98}



وحَسُّ الشيءَ بالشيءِ: عَلِمَهُ وشعر به وعادةً ما يكونُ الإحساسُ بتقريبِ الشيءِ ولَمسه بالأناملِ.





وكلمةُ ركزاً والتي لم تتكرر في المصحفِ في أي مكانٍ آخر تأتي بمعنى الصوت الخفي، والصوتُ الخفيُّ بطبيعة الحال لا يُسمعُ إلا بالتقربِ إلى مصدره.


وهناكَ معنىً آخر لـ " ركزاً " فالرِكزُ هو غرسُكَ شيئاً منتصباً ليكونَ كمرجعٍ ومركزٍ لشيءٍ ما. ومركزُ الإنسانِ موضِعهُ. فالمركزُ والرِكزُ إنَّما يكونُ لترتكزَ عليه الأشياء بتقرُبِها واستنادِها وملاصقتِها للركزِ، وفي هذا دعوةٌ إلى ارتكاز الإنسانِ إلى ربِّه ... كما ارتكَزَت مريمُ إلى جذع النخلة ... كما ترتكزُ الـ 9 إلى الـ 1 ...


فالكلماتُ من أول السورةِ إلى آخرها تومئ إلى الصلةِ واللُحْمةِ والعودة إلى رحمة الله تعالى ... إلى صِلَةِ الرقم 9 بالرقم 1 لتكوين الناموسِ الإلهي القائِمِ على العدد 19 ... ترتيب السورة ...



نأتي تالياً إلى القضية الثانية في سورة مريم والتي ترتبط بعلاقة بالعدد 19 ... ترتيب السورة ...




القضية الثانية: سورةُ مريمَ وضعفَ ومعاناةَ الجنس البشري


فيما يلي أبيِّنُ تميزَ سورة مريم من حيثية إظهار صفاتِ الضعفِ والجُثُو والخضوع والسجود لله الواحد الأحد لأنَّ ترتيبَها يحتوي على الرقم 9 بجوار الـ 1 ... أي ضعف العبد لربِّه الواحد ...


· كهيعص ... ذِكْرُ رَحْمتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ... إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ... قَالَ رَبِّ إنِّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً {مريم 1-4} ...



فتأملْ صوتَ العبادة الخَفِيِّ الضَعيفِ الصادِرِ من هذا النبيِّ الواهنِ المُسِنِ الذي وَهنَ منه العَظَمُ وابيَّضَ منه الشعرُ وما نَفَذ منه الدعاءُ وما فقدَ الأملَ في الإجابةِ ... عَبدٌ ضعيفٌ 9 سَخَّرَ حياتَه لعبادةِ الواحِد 1 ....

· اسم السورة "مريم" فمن هي "مريم"؟ تميزتْ مَريمُ عليها السلامُ عن غيرِها من الناسِ بأنَّ أمَّها قد سخَّرَتْها ونذرتْها للتحررِ من كُلِّ شيءٍ عدا عبادةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وهي لا تزالُ مُعلقةً في بطنِها كما وردَ في أوَّلِ ذِكْرٍ لمريمَ عليها السلام في القُرآنِ:


إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّى، إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ { آل عمران : 35}



ولاحقاً وفي نفس السياق :

يا مَرْيَمُ اقْنُتِى لِرَبِّكِ وَاسْجُدِى وَارْكَعِى مَعَ الرَّاكِعِينَ { آل عمران : 43}




فمريمُ الصدِّيقةُ تمثلُ الركوعَ والسُجُودَ والعبادةَ المُخلصةَ لله عزَّ وجلَّ وهي لا تزالُ مُعلقةً في بطنِ أمِّها. لهذا سميتِ السُورةُ 19 باسمها فهي رمزُ العبادةِ المخلصةِ لله الواحدِ سُبحانَهُ وتعالى ... تأملْ في العباراتِ التالية من سورة آل عمران:





يا مَرْيَمُ اقْنُتِى : لِرَبِّكِ وَاسْجُدِى وَارْكَعِى مَعَ الرَّاكِعِينَ


9 : 1




وهي رمزٌ للضعفِ وللمعاناةِ وهو ما يَرْمزُ إليه الرقمُ 9 ... فأنظر إلى قولِ أمِّ مريمَ:




فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إنِّى وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنثَى، وَإنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ ... فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ... { آل عمران : 36، 37 }





فالأنثى أضْعفُ من الرجلِ، فلهذا تمَنتْ امرأةُ عِمرانَ ( أمُّ مريمَ ) أنْ يكونَ وليدُها ذكراً قوياً مُسَخَّراً لخدمة الدين ... ولكنَّ ذلك لم يحدثْ لِحِكمةٍ بالغةٍ ...
والضَعْفُ هذا يزدادُ ضَعْفاً إذا علمتَ أنَّ نبيَّ الله زكريا تكفل بتربيةِ مريم مما يعني أنَّ أمَّ مريمَ لم تستطع (لوفاتِها أو لعدمِ قُدرتها) تربيةَ ابنتها ...


وزكريا نفسُه كان ضعيفاً كبيرَ السِّنِ أثناءَ كفالته مريمَ مما يزيد من ضعف مريم!


و قِصَّةُ حملِ مريمَ بعيسى عليهِما السلامُ تُمثلُ أقصى درجاتِ الضُعف والحِيرةِ والخوفِ عند الإنسانِ. وقد وردَ ذِكْرُ هذه المعاناةِ في السُورةِ (91) وفي الآية (91) أيضاً.


فتأمل تعابيرَ الضُعف فيما يلي :




وَاذْكُرْ فِى الْكتابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} قَالَتْ إنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً {18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأهَبَ لَكِ غُلَامَاً زَكِيّاً {19 : 19}



فكَوْنُ الإنسان أنثى هو ضُعْفٌ بِحدِّ ذاتِهِ، وكونهُ مَكْفولاً في تربيتهِ ضعفٌ على ضعفٍ ...


ثُمَّ تأملْ في خوف فتاةٍ صِدِّيقةٍ عذراءَ ما غادرت مِحرابها قَطُّ وهي وجهاً لِوجهٍ مع رجلٍ غريبٍ ظهرَ فجأةً .... قَالَتْ إنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ {18}...



ثُمَّ الحملُ والولادةُ ضَعْفُ على ضَعْف، وَوَهْنٌ على وَهْنٍ ...
وبالإضافةِ كذلك فإنَّ كَونَ هذا الحملُ غريباً في نسَبِه يَزيدُ من المُعاناةِ والحِيرةِ أضْعافاً مُضاعفة ... وتأمل في شعورها وأحاسيسها وهي الزكية العذراء النقية تحمل طفلاً ... وتأمل في ضعفها وشيوخ وكبار قومها يعنفونها ويكذبونها:


فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيتَنى مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {مريم: 23}

واتهامٌ مباشرٌ لها: فأتت بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شيـءـاً فَرِيّاً{27} يا أخْتَ هارون مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً {مريم: 28} ...


وتأمل في حيرتِها وضعفها حتى أنَّها لا تستطيعُ الكلام دِفاعاً عن نفسها أمام الْمَلإِ : فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ. قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيّاً؟ {مريم: 29}


وكُلُّ ذلك كانتِ العذراءُ مريمَ تخوضُ فيه وقتَ ولادتِها للمسيح ...
وكُلُّ تلك المُعاناة ذُكرتْ في السُورةِ 19 وفي السُورة التي تحمل اسمها ...


فتسمية السورة بهذا الاسم ابتداءً يعطيها معنى الضعف كون ترتيبها تسعة عشر، أي التسعة الضعيفة (رمز الإنسان) بجوار الواحد (رمز الله تعالى) ...

ثمَّ يأتي المسيحُ عيسى عليه السلام من رَحِمِها ... رحمِ المعاناةِ والجُهدِ والإخلاصِ والصفاءِ ....


جاء من أُمِّ المُعاناةِ والتجردِ لله مريمَ الأنثى الضعيفة التي أرادتها أمّها - امرأة عمران - ذكراً قوياً فلم تكون ...


وهي الأمّ اليتيمةُ، واليُتمُ ضعفٌ، والمكفولةُ في طفولتها والكفالةُ ضعفٌ ...


ولقد كانت مكفولةً لرجلٍ عجوز كَبُرَ سِنِّهِ ووهن منه العظم ...
والسورة تقصُّ بالتفصيل حملَ ومخاضَ وولادةَ عيسى وكل هذه الأمور تتضمنُ معاني الضعف والمعاناة والوهن ...

ثم إنَّ ولادة عيسى ليست كولادة غيره من الناس، فحمله كان غريباً في نسبه مما زاد من معاناة مريم وحيرتها أمام أهلها ...


جاء ذِكرُ ولادة عيسى في ظروفٍ صعبة غريبة مُضنيةٍ ... جاءت ولادة عيسى في معاناةٍ وحيرةٍ وضعفٍ ... من بطن المعاناة والضعف ...
جاء بلا أبٍ يحميه ويقوي شوكته ... جَاءَ عيسى ابن مريمَ منسوباً في العالمين لأمٍّ ضعيفةٍ لا تملكُ من أمرها شيئاً وليسَ لأبٍ يعيله ويحميهِ ...


ولهذا جاءَ ذِكرُ عيسى في السورةِ 19 وفي نهايةِ الآية 19:




قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأهَبَ لَكِ غُلَامَاً زَكِيّاً {19 : 19}





  • في الآية 58 من السُورةِ نجِدُ السجدةَ العظيمةَ:



أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إبرَهِيمَ وَإسرَءِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا، إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً {مريم :58}


لاحظ تعابير الضعف والخضوع في كلمات الآية.



· وردتْ كلمةُ " جِثِيّاً" مرتين في السورةِ ولم تردْ في أي موضعٍ آخر من المصحفِ، والكلمة تعني السجود والخضوع:


فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً {68} ... ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظالمينَ فِيهَا جِثِيّاً {72}


والسببُ في وُرُودِ " جِثِيّاً" هنا أنَّ السورةَ تتحدثُ عن الرقمِ 9 مُمَثِلاً للإنسانِ والمعاناةِ يسجدُ ويجْثُو لله الواحد 1 سبحانه ...




  • وأخيراً وبعدَ المُعاناةِ والجُهدِ في سُورةِ مريمَ، بعد ملحَمَةِ التِسْعَةَ عَشَر، تأتي سُورةُ طه والتي تُسْتهَلُ : طه... مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْءَانَ لِتَشْقَى ...



فهذا تأكيدٌ على أنَّ ما سبق للتو (أي سُورة مريم) إنَّما هو الشقاءُ والجهدُ ...كما إنَّ سورةَ طه – ولتخفيف المعاناةِ في السورةِ السابقة لها مريم – تتميزُ بجمال تعابيرها وقصرِ وسهولةِ آياتها ... فتأمل ....



كان ما سبق بخصوص سورة مريم وعلاقة اسم السورة ”مريم“ بترتيبها 19 وعلاقة ذلك كله بالعبودية والخضوع والعودة لله الواحد تعالى ... عودة الـ 9 لربها الواحد 1 ليكتمل الناموس الإلهي القائم على أساس العدد 19 ...