*الحليم* (الحليم :جل جلاله)ومعناه: أنه ذو الصفح والأناة الذي لا يعجل بالعقوبة مع المقدرة , فلا يستفزه غضب , ولا يستخفه جهل جاهل , ولا عصيان عاص.والحلم صفة اتصف بها (الحليم جل جلاله), وخص بها المصطفين من عباده.قال الله تعال: ( إن إبراهيم لحليم أواه منيب)(1).وقد قال قوم شعيب لنبيهم عليه الصلاة والسلام.قال الله تعالى: (قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد) (2).ومن يتدبر قول الله تعالى ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى )(3).يعلم أن الله لا يحبس إنعامه وأفضاله عن عباده من أجل ذنوبهم وهو غني عنهم , فخيره إلى عباده نازل وشرهم إليه صاعد, فهو يمهل ولا يمهل لعلهم يستغفرونه ويتوبون إليه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ(1) هود: الآية 75 (2) هود: الآية 87 (3): فاطر: الآية 45وقد وصف الله نفسه بالحلم مع العلم وأنه غفور حليم , وغنى حليم :وقال الله تعالىوإن لعليم حليم)(1).وقال الله جل جلاله : (إن الله غفور حليم)(2).وقال الله جل جلاله إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم)(3).قال الله جل جلالهوالله غني حليم)(4).وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء ندعوه عند الكرب وفيه التهليل بأنه العظيم الحليم : (لا إله إلا الله العظيم الحليم . لا إله إلا الله رب العرش العظيم. لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم). رواه أحمد والبخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما وحظ العبد من اسم ربه (الحليم جل جلاله): أن يزينه الله بالحلم وهو من محاسن الأخلاق .وقالوا: إذا اتخذة الرئيس ذكراً اتصف بالحلم في رئاسته , وكان مقبول القول , وافر الحرمة , ثابت الجنان , وقالوا من كتبه على ورقة وغسلها ورش زرعه يذلك الماء يقيه الله كل آفة . والله أعلم . (1)الحج: الآية 59 (2)البقرة: الآية 235 (3)التغابن: الآية 17(البقرة: الآية 263 * العظيم جل جلاله *(العظيم (1)جل جلاله): معناه ذو العظمة والهيبة والجلال , المتعالي بعظمته على كل عظيم فلا يعجزه شيء ولا يمكن أن يعصى كرهاً أو يخالف أمره قهراً, فهو العظيم إذا حقاً وصدقاً , ولا يحيط العقل بكنه ذاته ولا بصفاته.وصفة العظمة لغير الله العظيم مجاز, فعظيم القوم : مالك أمرهم وهو لا يقدرون على معارضته ولا مخالفة أمره.قال الله جل جلاله وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم)(2).وقال الله جل جلاله له ما في السموات والأرض وما في الأرض وهو العلي العظيم)(3).وقال الله سبحانه فسبح بسم ربك العظيم)(4).ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ(1) وقد ورد في القرآن الكريم اسم(العظيم جل جلاله) ست مرات: في البقرة مرة , والشورى مرة , والواقعة مرتين ,والحاقة مرتين, ومقترناً مرتين باسم الله العلي.(2) البقرة: الآية 255 (3)الشورى: الآية 3 (4) الواقعة: الآية: 74والحاقة:الآية52ولذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول في ركوعنا (سبحان ربي العظيم ثلاث مرات ).وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه عند الكرب ( لا إله إلا الله العظيم الحليم. لا إله إلا الله رب العرش العظيم . لا إله إلا الله رب السموات السبع , ورب العرش الكريم). رواه أحمد البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ولقد وصف الله نفسه بقوله الكريم بأنه ذو الفضل العظيم:فقال الله جل جلاله والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)(1).كما وصف رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بقولهوإنك لعلى خلق عظيم)(2).ووصف القرآن بالعظيم فقال الله جل جلاله ولقد آتيناك سبعاً من المثلني والقرآن العظيم)(3).ووصف عرشه بالعظيم فقال الله جل جلاله الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم)(4).وقال الله جل جلالهفإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)(5).وكذلك نبه الله عباده بقوله الكريمولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم , وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)(6).ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ(1)البقرة:الآية 105 (2)ن: الآية 4 (3)الحجر: الآية 87(4)النمل:الآية 36 (5)التوبة: الآية 129 (6)فصلت :الآية 35ترغيباً لعباده بمحاسن الأخلاق بالحلم والصبر .وحظ العبد من اسم ربه (العظيم: جل جلاله) :أن يلبسه الله لباس العز والهيبة والعظمة.وقالوا : يقرؤء الخائف من السلطان اثني عشرة مرة وينفث على نفسه فإنه يأمن ويجد لطفاً . والله أعلم. التعليق اخترت هذين الاسمين العظيم والحليم , لما لهما من أثر مباشر على المؤمن يحس به الكمّل والتقاة . وإذا أردنا أن نعرف كيف نتخلٌق بهذين الاسمين , فلنفعل ما يلي : الحليم : 1- لا نغضب لأتفه الأسباب بل نكظم غيظنا ابتغاء وجه الله لنكون محل ثنائه ( والكاظمين الغيظ ) 2- نصبر على ما ينالنا من الجهلة والحمقى , ولا نرد عليهم بكلام نأثم عليه بل نقول لهم : ( سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين . ) 3- لا نعجل بالعقوبة على من نالنا منه أذى بل نصبر عليه وننصحه بعدم العود لما فعل . العظيم : 1- التحلي بالوقار مما يجلب لنا المهابة , فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا هيبة ووقار مما جعل أبا مسعود , يلقي السوط من يده ويكف عن ضرب مملوك له ويبادر إلى عتقه على الفور. 2- الترفع عن الدناءات من الأقوال والأفعال والتصرفات . والإسراع إلى مواطن الخير والعمل الصالح حيث تيسّر السبيل إليها . *ولا ننس أن نجعل من هذين الاسمين ذكراً لنا عند الكروب والشدائد , فنقول: " لا إله إلا الله العظيم الحليم. لا إله إلا الله رب العرش العظيم . لا إله إلا الله رب السموات السبع , ورب العرش الكريم . ***