حررها محمد المشعل < بتاريخ أبريل 9th, 2011
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي كتب الرواية والمقالة وعمل صحافياً ورئيساً للتحرير
العربية.نت
غيب الموت في العاصمة البريطانية لندن الكاتب والصحافي السعودي محمد صادق دياب، يوم الجمعة 8-4-2011، عن عمر يناهز السبعين عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض.
روايته احتفلت مع الناس في الرياض
ومن المفارقات الدرامية، أن معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي انطلق في مارس/ آذار الماضي، شهد عرض رواية جديدة للراحل، دون أن يكون حاضراً هو، حيث كان يصارع المرض في لندن، وقد حملت الرواية عنوان (مُقام حجاز)، والتي تناولت مراحل متباعدة من تاريخ الحجاز، وخصوصاً مدينة جدة؛ بداية من عام 1513م -حيث بناء سور جدة- إلى 2011م.

ويستعين المؤلف بمقطوعات صغيرة من كتب تؤرخ لهذه المراحل، مثل مخطوطة "الجواهر المعدة في فضائل جدة" لأحمد الحضراوي، و"تأريخ مكة" لأحمد السباعي، و"موسوعة تاريخ مدينة جدة" لعبد القدوس الأنصاري.
محمود تراوري في قراءة "مقام حجاز"
وعن الرواية، كتب محمود تراوري: في مقام حجاز يستعيد دياب حقبة بناء السور وإجبار الكردي الأهالي بما فيهم الأثرياء والتجار على حمل الحجر والطين، وبكل قسوة، وشدد على البنائين لدرجة أنه إذا تأخر أحدهم عن الحضور مدة قصيرة أمر بالبناء عليه حياً في جوف السور.
ويضيف تراوري في قراءة للرواية في جريدة الوطن: "من هذه القسوة يعبر دياب، جادلا روايته في قرابة 220 صفحة ملأى بالوجد وصبابات العشق، مستعيداً عبر أربعة فصول فضاءات جداوية عتيقة، هي المدينة في بعدها التأسيسي والجمالي حيث مواسم الجدب والبحر والمطر ومناخات (المعادي، سقيفة الهنود، زقاق الخراطين، سوق الندى، بحر الأربعين، برحة العيدروس، قوز الهملة مسجد عكاش، باب البنط الخاسكية، وحارات جدة الأربع التاريخية "البحر، اليمن، الشام، المظلوم")، والأخيرة تظهر فانتازيا وتستثمر أسطورة تسمية المكان من واقعة إعدام البرزنجي أحد أبطال الرواية، والذي قرأ النظارة في دمه المراق لحظة إعدامه أنه مظلوم، كونه ثار على الأجانب الذين كانوا حاضرين في المدينة عبر القنصليات الدبلوماسية".
بينة الملحم ومقالة العيد والفرح
الكاتبة السعودية بينة الملحم كتبت يوما عن "الفرح" في عمودها، وعلق "دياب" على مقالتها في عموده بـ"الشرق الأوسط" اللندنية.
تقول الملحم عن دياب "نبتة جداوية، استطاع أن يكون نبضاً للفن والفرح والبهجة؛ ميداناً للحياة والتأمل بالفنون والألوان، إنه تمثال الجمال الحجازي بلا منازع".
وعلقت على رحابة صدره وحرصه على نشر الفرح في كل مكان فقالت"رحل (مقام الحجاز) الفنان والكاتب والروائي الباسم حتى آخر أيام حياته".
وأضافت "كان من دعاة البهجة والفرح في وقت كان يصارع المرض، حين كتبت عن العيد وضرورة الفرح؛ علّق بمقالته عليّ وما أجمله من تعليق، أي جمال إنسان كان يسكنه.. كان يبث ثقافة الفرح في جسد حللته ثقافة الموت.. وما كان الموت عنه ببعيد".
مسيرة أدب وصحافة وكتابة
ودياب من مواليد مدينة جدة عام 1363هـ، وتنقل في مسيرته الصحافية بين عدد من المطبوعات صحافياً وكاتباً ورئيساً للتحرير، من أبرزها مجلة "الجديدة"، و"إقرأ"، ومجلة "الحج" العريقة في السعودية.
فقيد الصحافة السعودية كان كاتباً دورياً في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، وله العديد من الإصدارات الأدبية والاجتماعية، من أبرزها رواية "مقام حجاز" التي كتب فيها صوراً من تاريخ مدينة "جدة" السعودية.



محمد المشعل
عن موقع القصة العربية