ملاحظات على ترجمة د. محمد مندور لبحيرة لامارتين
بقلم: د. إبراهيم عوض
Le Lac par Lamartine
Ainsi, toujours poussés vers de nouveaux rivages,
Dans la nuit éternelle emportés sans retour,
Ne pourrons-nous jamais sur l'océan des âges
Jeter l'ancre un seul jour ?
Ô lac ! l'année à peine a fini sa carrière,
Et près des flots chéris qu'elle devait revoir,
Regarde ! je viens seul m'asseoir sur cette pierre
Où tu la vis s'asseoir !
Tu mugissais ainsi sous ces roches profondes,
Ainsi tu te brisais sur leurs flancs déchirés,
Ainsi le vent jetait l'écume de tes ondes
Sur ses pieds adorés.
Un soir, t'en souvient-il ? nous voguions en silence ;
On n'entendait au loin, sur l'onde et sous les cieux,
Que le bruit des rameurs qui frappaient en cadence
Tes flots harmonieux.
Tout à coup des accents inconnus à la terre
Du rivage charmé frappèrent les échos ;
Le flot fut attentif, et la voix qui m'est chère
Laissa tomber ces mots :
"Ô temps ! suspends ton vol, et vous, heures propices !
Suspendez votre cours :
Laissez-nous savourer les rapides délices
Des plus beaux de nos jours !
"Assez de malheureux ici-bas vous implorent,
Coulez, coulez pour eux ;
Prenez avec leurs jours les soins qui les dévorent ;
Oubliez les heureux.
"Mais je demande en vain quelques moments encore,
Le temps m'échappe et fuit ;
Je dis à cette nuit : Sois plus lente ; et l'aurore
Va dissiper la nuit.
"Aimons donc, aimons donc ! de l'heure fugitive,
Hâtons-nous, jouissons !
L'homme n'a point de port, le temps n'a point de rive ;
Il coule, et nous passons ! "
Temps jaloux, se peut-il que ces moments d'ivresse,
Où l'amour à longs flots nous verse le bonheur,
S'envolent loin de nous de la même vitesse
Que les jours de malheur ?
Eh quoi ! n'en pourrons-nous fixer au moins la trace ?
Quoi ! passés pour jamais ! quoi ! tout entiers perdus !
Ce temps qui les donna, ce temps qui les efface,
Ne nous les rendra plus !
Éternité, néant, passé, sombres abîmes,
Que faites-vous des jours que vous engloutissez ?
Parlez : nous rendrez-vous ces extases sublimes
Que vous nous ravissez ?
Ô lac ! rochers muets ! grottes ! forêt obscure !
Vous, que le temps épargne ou qu'il peut rajeunir,
Gardez de cette nuit, gardez, belle nature,
Au moins le souvenir !
Qu'il soit dans ton repos, qu'il soit dans tes orages,
Beau lac, et dans l'aspect de tes riants coteaux,
Et dans ces noirs sapins, et dans ces rocs sauvages
Qui pendent sur tes eaux.
Qu'il soit dans le zéphyr qui frémit et qui passe,
Dans les bruits de tes bords par tes bords répétés,
Dans l'astre au front d'argent qui blanchit ta surface
De ses molles clartés.
Que le vent qui gémit, le roseau qui soupire,
Que les parfums légers de ton air embaumé,
Que tout ce qu'on entend, l'on voit ou l'on respire,
Tout dise : Ils ont aimé !
أنظل هكذا منساقين أبدا إلى شواطئ جديدة
محمولين دائما وسط الليل الأبدي بغير رجعة؟
أو ما نستطيع أن نلقي بمرساتنا يوما
على شاطئ الزمن اللجي؟
****** أرى أن كلمة "مَسُوقين" أو "مدفوعين" أدقّ من "منساقين". ذلك أن صيغة المطاوعة: "انفعل ينفعل، فهو منفعل: انساق ينساق، فهو منساق" توحى بأن الزمن يسوقنا نحن البشر فنستجيب وننساق له. وهذا يناقض فكرة الحتمية التى يعمل الشاعر على أن يؤكد، فى نفوس قرائه، أن البشر يساقون بمقتضاها سوقا جبريا ليس لهم فيه أى اختيار ولا يتوقف الأمر فيها على المطاوعة أو عدمها. ولعل القارئ لاحظ ما أشرت إليه فى دراستى لترجمة الدكتور محمد غنيمى هلال من أن أكثر المترجمين لقصيدة "البحيرة" قد قسموا المقطع الأول جملتين بدلا من الإبقاء عليه جملة واحدة كما هو فى الأصل الفرنسى. وها هو ذا د. مندور يصنع الشىء ذاته فيجعل الجملة الواحدة التى تستغرق هذا المقطع جملتين. وقد سبق أن ترجمت المقطع كما هو دون تجزىء فقلت فى الدراسة المشار إليها: "أفلا نستطيع أن نلقى بمرساتنا فوق أوقيانوس الحِقَب ولو يوما واحدا بدلا من أن نظل هكذا مدفوعين نحو شواطئ جديدة يحملنا الليل السرمدى دونما عودة؟". ونفس ما قلناه عن ترجمة بعض من تَصَدَّوْا لنقل تلك القصيدة البديعة إلى لغة الضاد إذ قالوا: "أو ما نستطيع أن نلقي بمرساتنا يوما...؟"، بدلا من "يوما واحدا" مما ينقل المعنى من تمنى الرسوّ ولو يوما واحدا إلى تمنى الرُّسُوّ (الدائم) يوما من الأيام، نقوله هنا أيضا، إذ ترجم مندور الكلمة بالطريقة التى بينّا أكثر من مرة عدم مناسبتها لما يريد الشاعر. وأخيرا فقد حدد مندور الرُّسُوّ المراد بأنه رُسُوٌّ على شاطئ الزمن اللجى، فى حين يحدد الشاعر موضعه بأنه على صفحة الأوقيانوس لا على شاطئه.
أيتها البحيرة! لم يكد العام يتم دورته، ومع ذلك انظري
ها أنا وحدي جالسا فوق هذه الصخرة
التي رأيتِها تجلس عليها
وإلى جوار أمواجك العزيزة التي كانت ستعود إلى رؤيتها
****** ها هو ذا د. مندور أيضا يترجمà peine" " بــ"لم يكد العام يتم دورته"، بما يعنى أن العام لم ينته بعد، فى حين أن الشاعر يقول بصريح العبارة إن العام قد انتهى لتوه. أى أنه قد انتهى فعلا، وإن لم يمر على انتهائه وقت يذكر. ولو كان لامارتين يقصد ما قاله مندور لاستخدم "presque" بدلا منà peine" ". كذلك أكرر هنا ما قلته فى موضع آخر من هذه الدراسات من أننى أوثر أن يقال: "على الصخرة التى كان ينبغى أن تراها مرة أخرى"، بدلا من "التى كانت ستعود إلى رؤيتها"، إذ استخدم الشاعر الفعل: "devoir"، كما أن الترجمة حسبما اقترحتُ أنا تدل على أن عودتها كانت أمرا مقررا متفقا عليه بينها وبين الشاعر، وليست راجعة إلى أنها كانت ستفعلها والسلام. ويلاحظ القارئ كيف قدم مندور وأخر فى ترجمة المقطع، فذكر جلوسه وحيدا على الصخرة قبل ذكر الأمواج الحبيبة (أو "العزيزة") كما وصفها هو. وليس فيما صنعه من بأس، إذ الترجمة تسير من هذه الناحية فى سلاسة ويسر.
هكذا كنت تهدرين تحت هذه الصخور العميقة
وهكذا كنت تتكسرين على جوانبها الممزقة
وهكذا كانت الرياح تلقي بزبد أمواجك
فوق قدميها المعبودتين
****** لعل د. مندور هو الوحيد الذى احتفظ بترجمة "adorés" كما هى، وهى ترجمة مقبولة بل جميلة. لكن كما أخذنا على من ترجم "déchirés" بالممزَّقة نأخذها عليه هو أيضا، إذ لا يسوغ فى العربية أن نصف الصخرة بأنها ممزقة، بل متثلمة مثلا. والسر فى هذا التجاوز عند أولئك المترجمين هو تصورهم أن الفعل: "déchirer" لا يعنى إلا "مزَّق"، على حين أنه فى الفرنسية يعنى ما نعنيه نحن حين نقول: "مزَّق"، وكذلك حين نقول: "كسَّر أو ثلَّم". ومثله فى الإنجليزية الفعل: "to break"، الذى يستخدمونه لانفصام الخيط مثلا وانكسار الصخر وما أشبه من المواد الصُّلْبة، على حين يسبق إلى خاطر كثير من العرب أنه لا يعنى إلا التكسير فحسب.
أو ما تذكرين كيف كنا نجدف صامتين ذات مساء
وكنا لا نسمع عن بعد فوق الموج وتحت السماوات
غير حفيف المجاديف وهي تضرب في صمت
أمواجك الناغمة؟
****** حفيف المجاديف؟ الحفيف للريح: نعم، وللقماش والورق وأغصان الشجر وأوراق النبات وعَدْو الحصان وانطلاق السهم، أما إسناده للمجاديف لدى ضربها الماء فيبدو لى غريبا. ولقد نص الشاعر لا على حفيف المجاديف بل على ما تحدثه من ضجة وجلبة (bruit)، وهى أبعد ما تكون عن الحفيف. كذلك فضرْب الماء بالمجاديف لم يكن يتم فى صمت (en silence) كما وَهِمَ مندور، بل على نحوٍ موقَّع (en cadence) حسبما ورد فى النص. وإضافة إلى هذا ينبغى التنبيه إلى أن النص لا يذكر "مجاديف" بل "جدّافين"، وإن كان من المقبول الاستعاضة عن هؤلاء بتلك على سبيل المجاز كما قلنا فى حلقة أخرى من هذه الدراسات. وتبقى "الناغمة"، ومن معانيها: "الناطقة" و"المتكلمة بكلام خفى"، فضلا عن معنى التنغيم. وكان يمكنه تضعيف الغين فيقول: "المنغَّمة"، وبذلك لا تعنى سوى "الأنغام"، وهو المراد فى كلام لامارتين.
وفجأة ترددت في الشاطئ
أصداء نغمات تجهلها الأرض
فأنصت الموج وتساقطت من الصوت الحبيب
هذه الكلمات:
****** الواقع أن ترجمة مندور تأبى إلا أن تكون فى كثير من الأحيان سلسلة، وإن لم تخل من الملاحظات فى ذات الوقت، فهذه نقرة، وتلك نقرة. على أنْ ليس فى هذا المقطع ما يمكن أن يكون موضع ملاحظة إلا نسيان مترجمنا وصف الشاطئ بــ"المسحور: charmé".
أيها الزمن، قف جريانك
وأنت، أيتها الساعات السعيدة، قفي انسيابك
واتركينا ننعم باللذات العابرة
التي تتيحها أجمل أيامنا
****** مرة أخرى لا أملك إلا أن أقول إن ترجمة مندور هنا أيضا تتميز بالسلاسة والانسيابية. ولا أجد شيئا آخر أقوله ذا بال.
كثير من منكوبي الحياة يضرعون إليك
فأسرعي، أسرعي إليهم
واحملي مع أيامهم الآلام التي تنهشهم
وانسي السعداء
****** كذلك فترجمة هذا المقطع هى ترجمة جميلة لا أجد عليها ملاحظات تُذْكَر.
ولكنني أسألك عبثًا فضلاً من اللحظات
فالزمن يفلت ويهرب
وأقول لها الليل: تمهل
والفجر سيبدد الليل
****** أحسب أن المعنى فى السطرين الأولين من هذا المقطع غير واضح تماما، ولعله يكون أوضح لو جاءت الترجمة على النحو التالى: "لكنى عبثا أسألك أن تملى لى فى عمر السعادة لحظات أخرى فالزمن يفلت ويهرب". كما أن ترجمة بقية المقطع تحتاج إلى شىء من الضبط فنقول: "كم أقول لهذا الليل: تمهل. إلا أن الفجر مبدِّدٌ الليل رغم ذلك لا محالة". صحيح أن الرباط الذى يصل بين الجملتين فى الأصل الفرنسى هو الواو. لكن هذا فى الشعر مقبول، أما فى النثر فيحتاج الأمر أن يكون ذلك الرباط من الوضوح بحيث يبين معناه تماما، وهو ما صنعته فى ترجمتى، إذ المقصود أن العبرة ليست بما نقول أو نتمنى، بل بطبيعة الحياة، تلك الطبيعة التى تأبى توقف الزمن مهما رجونا وتمنينا وابتهلنا، فهو ذاهب ذاهب لا محالة، وهو لا يصيخ لأحد سمعا ولا يحقق لأحد أمنية. ولعل الفرق بين الشعر والنثر فى تلك النقطة تتضح إذا أوردنا بيت بشار التالى:
بكِّرا صاحبىَّ قبل الهجيرِ* إن ذاك النجاح فى التبكيرِ
حيث لا يوجد رابط بين الشطرين. ومع هذا فعندما نريد التعبير عن هذا نثريا نجد أنفسنا ملزمين بإظهار ذلك الرابط، وهو هنا رابط العِلِّيّة، فنقول: بَكِّرا يا صاحبى قبل الهجير لأن النجاح فى مثل ذلك التبكير". ذلك أن ثم أشياء تصلح للشعر ولا تصلح للنثر، إذ القيود التى تفرضها موسيقى البيت على الشاعر تمنعه من أن يكون على راحته فى التعبير، ومن ثم يجد نفسه مضطرا إلى استعمال ألوان من الصيغ والمفردات والتراكيب لا يستخدمها الناثر عادة. ثم إن هذه الموسيقى ذاتها تستدير وتأتينا من الناحية الأخرى فتضفى سحرا وفتنة على العبارة الشعرية، مما يمنع السامع والقارئ من إبصار ما فيها من خروج على مألوف التراكيب والصيغ والمفردات بسبب تلك الموسيقى ذاتها. ويا لها من مفارقة!
فلنحب إذن، فلنحب!
ولنسرع إلى المتعة باللحظة الهروب
فالإنسان لا مرفأ له، والزمن ما له من شاطئ
إنه ينساب وننساب معه
****** قول المترجم: "ولنسرع إلى المتعة باللحظة الهَرُوب" لا يتضح معناه بسهولة إلا لمن قرأ الأصل الفرنسى. ولو قال مثلا: "فلنسرع إلى الاستمتاع بهذه الساعة قبل أن تفرّ من بين أيدينا" لاتضح المعنى كثيرا. أما ترجمة السطرين الأخيرين فجيدة، وإن كان قد خطر لى أن أترجمهما على النحو التالى: "آه ليس للإنسان مرفأ يأوى إليه، و لا للزمن ساحل يقف عنده، بل هو دائم الجريان، ونحن معه ماضون". إلا أننى ينبغى أن أسارع فأنبه إلى أن لكل شيخ طريقة فى الترجمة، وأن الأذواق مختلفة، وليس فى هذا أو ذاك من بأس أى بأس.
أيها الزمن الغيور
هل يجوز أن تنساب عنا لحظات النشوة
التى يسكب لنا فيها الحب السعادة جرعات طوالا
بالسرعة نفسها التى تنساب بها أيام الشقاء
****** ربما يكون من الأفضل قلب الإثبات فى الجملة الأولى من هذا المقطع نفيا حتى يشرق المعنى الذى أراده الشاعر، فنقول: "ترى أليس من الممكن أن ترحل عنا اللحظات التى يَصُبّ فيها الحبُّ علينا السعادةَ صبًّا بنفس البطء الذى ترحل به عنا أيام الشقاء؟". يتمنى الشاعر أن يبطئ الإيقاع الذى تنقضى به أويقات السعادة بنفس البطء الذى تتحرك به أيام التعاسة.
ثم ماذا؟ أوما نستطيع ان نستبقى الأثر؟
أهكذا تمر إلى الأبد؟ أهكذا يضيع كل شىء؟
وهذا الزمن الذى منحها والذى محاها
لن يردها إلينا قط؟
****** أى أثر يا ترى؟ لم يوضح المترجم، مع أن الشاعر لم يترك الأمر فى عماية، بل حدده بالضمير: "en" العائد على لحظات السعادة. ومن ثم ينبغى أن نقول: أليس من الممكن أن نستبقى على الأقل أثر تلك اللحظات السعيدة؟: N'en pourrons-nous fixer au moins la trace?".
أيها الأبد! أيها العدم! أيها الماضى! أيتها الأغوار الداكنة!
ماذا تفعلين بما تبتلعين من أيام؟
تكلمى: هل ستردين إلينا تلك النشوات العلوية
التى تسلبينها منا؟
****** "أيتها الأغوار الداكنة": ستكون الترجمة أفضل لو قلنا بدلا من هذا: "أيتها الهُوَى الحالكة: sombres abîmes". أما بقية المقطع فترجمته سلسة بكل تأكيد.
أيتها البحيرة! أيتها الصخور الصامتة، والكهوف والغابات الحالكة!
أنت التى يستبقيك الزمن أو يجدد شبابك،
احتفظى من هذه الليلة، أيتها الطبيعة الجميلة، على الأقل بالذكرى
****** "أنت التى يستبقيك الزمن...": لعلها تكون أوضح وأدق لو جعلناها: "أنت التى يعفيك الزمن من أفاعيله، وقد يجدد شبابك". والباقى بسيط وجميل.
وفى لحظات هدوئك أو صخبك
أيتها البحيرة الجميلة وفى شواطئك الباسمة
وفى صنوبرك الأسود وصخورك الموحشة
الحانية فوق أمواجك
****** ويمكن أيضا أن نترجم هذا المقطع كما يلى: "وفى سكونك، أيتها البحيرة الجميلة، أو لدن هبوب عواصفك، وفى شواطئك الضاحكة، وفى أشجار الصنوبر، وفى هذه الصحور الموحشة التى تطل على مياهك...".
وفى النسيم الذى يرتعش ويمر
وفى النغمات التى ترددها شطآنك
وفى النجم الفضى الذى يضىء صفحتك
بأشعته الرخية
****** ترجمة أخرى: "وفى النسيم الراعش الذى يهبّ، وفى ألوان الصخب التى ترددها شطآنك، وفى النجم الفضى الجبين الذى يضىء صفحتك بأشعته الرقيقة...".
وفى الريح التى تئن، والغاب الذى يتنهد
وفى العطور الخفيفة المنسابة فى أريج هوائك
وفى كل ما يُسْمَع وما يُرَى وما يُتَنَفَّس
ليتردد فى كل هذا: أنهما كانا حبيبين
****** "لتقل الريح الباكية، وليقل القصب المتنهد، ولتقل العطور الرقيقة التى ينفح بها نسيمك المضمخ بالعبير، وليقل كل ما نسمع، وكل ما نرى، وكل ما نتنفس، ليقل كل هذا: لقد كانا عاشقين!"