الإنترنيت , الثورة وما بعدها/نبيل حاجي نائف
الإنترنيت , الثورة وما بعدها
لقد أحدثت الانترنيت ثورة غير مسبوقة في مجال التواصل والتفاعل البشري ( الثقافة والعقائد والأفكار والمعارف والتجارة والصناعة والسياسة ) و نتائج هذه الثورة كانت سريعة ونلاحظها في أكثر من مجال , وهذا يعرفه أغلبنا . ولم تنل وسيلة من وسائل نقل ونشر المعلومات في تاريخ البشرية ما نالته الإنترنت من سرعة في الانتشار والقبول بين الناس ، وعمق في التأثير في حياتهم على مختلف أجناسهم وتوجهاتهم ومستوياتهم ، وما يميز الإنترنت هو تنوع طبيعة المعلومات التي توفرها ، وضخامة حجم هذه المعلومات التي يمكن الوصول إليها دون عقبات مكانية أو زمانية.
لقد أصبح الناس اليوم ينظرون إلى الإنترنت على أنها المصدر الأول والمفضل للمعلومات والأخبار ، ويرى البعض أن وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والمجلات لن تلبث أن تنقرض على يد الإنترنت ، كما انقرض النسخ اليدوي للكتب على يد روتنبرج .
تتخطى الإنترنت كل الحواجز الجغرافية والثقافية والعقائدية التي حالت منذ فجر التاريخ دون انتشار الأفكار وامتزاج الناس ، وتبادل المعارف . فاليوم تمر مقادير هائلة من المعلومات عبر هذه الحدود على شكل إشارات إليكترونية لا يقف في وجهها شيء , وفي ذلك الكثير من نواح إيجابية وبعض النواحي السلبية
والسرعة الكبيرة التي يتم بها نقل المعلومات عبر الشبكة تسقط عامل الزمن من الحسابات ، وتجعل المعلومة في يدك حال صدورها ، وتسوي بين كل البشر ( في حال استخدموا الانترنيت ) في حق الحصول على المعلومة في نفس الوقت .
في وسائل الإعلام التقليدية نتعامل معها أننا كجهة مستقبلة فقط ، ينحصر دورنا في أن نأخذ ما يعطوننا فقط ، ولذلك من يملكون وسائل الإعلام هم الذين يقررون ما نقرأ أو نسمع أو نشاهد .
أما في وجود الإنترنت فأنت الذي تقرر ماذا ومتى تريد أن تحصل عليه من معلومات . وأكثر من ذلك فبإمكانك من خلال منتديات التفاعل والحوار أن تنتقل من دور المستقبل إلى دور المرسل أو الناشر , وهذه نقلة تحصل لأول مرة ، ولهذا أهمية كبيرة بلا شك في الحوار .
فشبكة الانترنيت أزاحت كلّ الأستار والحجب، ولا نقول قلّصت الممنوعات والمحرّمات، بل جعلتها من متناول اليد، ولم يعد الحفاظ على الأسرار شيئاً سهلاً ، وتقلّص مفهوم الرقابة إلى أقصى حدّ
وقد أضافت الانترنيت الكثير للسلطة الرابعة، وجعلت عملها سهلاً وسريعاً، وإذا تحرينا الدقة فأن معظم الصحف غير قادرة على إصدار مطبوعاتها من دون الاستعانة بالشبكة , وهذا السبب لوحده يعد خدمة كبيرة جداً والذي يعني بأن إيجابياتها لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن الاستخدام السيئ والاعتماد الرئيس عليها اضر بالعمل الصحفي . إن خدمة الانترنيت لا تعادلها خدمة أخرى، لأنها جعلت عملية إصدار الصحف سهلة وسريعة، وذلك بما توفره من معلومات تحتاجها الصحافة، بل وأصبحت اليد اليمنى لأغلب الصحف ، إذ تستطيع إدارة التحرير في أية صحيفة إعداد العشرات من الصفحات اعتماداً على ما توفره هذه الخدمة، إلى جانب السهولة التي يمكن أن تتعامل بها الأقسام الفنية . هذا فضلاً عن أنها جعلت عمل الصحفيين ومندوبين الأخبار سهلاً ، كونهم استطاعوا من خلالها إرسال أخبارهم إلى صحفهم عن طريق خدمة البريد الالكتروني، بل والاستفادة من معلوماته في تحرير بعض الأخبار والمنوعات.. ومن هنا نجد بأن الجرائد والمجلات اغلبها قد الزم العاملين فيها على تعلم استعمال الانترنيت والاستفادة منه، وهي خطوة جيدة نحو الأفضل ، كون العالم وكما يقال أصبح قرية صغيرة بفضلها.
أما علاقة الشبكة بالثقافة الجادة فمتناقض ، فمن جانب تكون هذه الحوارات حافزا على البحث و الدراسة ، و من جانب آخر تستقطع وقت القراءة و قد تلغيها ، ويمكن أن تؤثر سلبيا على الثقافة الجادة .
والقراءة من شاشة الكومبيوتر لم يتقبلها القارئ العادي الذي تعود على القراءة من المجلات والكتب , ويجد صعوبة في لتقبلها . بينما يجدها القراء الجدد مناسبة .
وهذه القراءة غالباً ما تكون سريعة ومختزلة وغير مركزة , فكثرت المواضيع ووجود الكم الكبير من المعارف التي يمكن الوصول إليها , أدى لأوضاع سلبية في تناقل ونشر المعلومات , فقدرات الإنسان على استيعاب المعارف الموجودة على الانترنيت وتمثلها وضمها إلى منظومته الفكرية لم تتوافق معها . إن هذه المجالات والقدرات الكبيرة والواسعة التي أوجدتها الانترنيت , لم يستطع الفكر البشري أن يجاريها بقدراته التي يملكها , فالخيارات الكثيرة المتاحة أوسع وأكبر من أن يستطيع العقل التعامل معها , بالإضافة إلى أن المعارف الموجود على الانترنيت متداخلة ومختلطة مع بعضها إن كان من حيث نوعيتها أو دقتها . والانتقال السريع بين هذه المعلومات يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج سلبية . ومن الصحي أن يكف المرء عن البحث عن المصادر بعد فترة ليستطيع هضم ما وجده بالفعل .
عندما يستمد الإنسان ثقافته من الإنترنت فقط , خصوصا إذا كان القارئ لا يعرف أن يتحقق من صحة المعلومات أمامه، لأنه يسهل تزيف الحقائق و تزويرها عبر الإنترنت .
فالمشكلة في المستخدم غير الخبير سواء فيما يقرأه (الموضوع الذي يبحث عنه) أو في الإنترنت عامة و كيف يفرق المواقع ذات الثقة من غيرها.
فمستخدم غير خبير قد يصدق بسهولة أي خبر فارغ أو نظرية غير دقيقة لمجرد وجودها على أي موقع على الويب . ولكن تبقى المزايا أكثر من العيوب - كون الأفكار مطروحة بحرية و ما على القارئ سوى التحقق - و مع الخبرة و الوقت سيكتسب القارئ الجاد هذه القدرة .
فقضية المصداقية يمكن حلها , وهي موجودة أيضا في باقي وسائل الإعلام .
والقراءة من الإنترنيت سوف تزداد وتتسع لتصبح هي الأوسع , وكذلك الكتابة عل الإنترنيت هي التي ستصبح الأساس , وجميع الكتاب سيوجدون على الإنترنيت بإرادتهم أو بإرادة غيرهم .
أهم الميزات :
المجانية وهي أمر لم يحصل تماماً بعد. لكنه سيحصل خلال السنوات القادمة ، حيث إن الكثير من الأنماط التجارية بدأت تتبلور لتمكن المجتمع من اعتبار خدمة الإنترنت من الخدمات الأساسية في الحياة والتي سيتم توفيرها للجميع بشكل مجاني أو شبه مجاني . تتابع الأخبار وتتسوق وتستدعي المعلومات المهمة في الوقت المناسب.
تنوع التطبيقات ، إذ إن التطبيقات والخدمات التي تقدمها الشبكة تبلغ سعتها سعة الحياة فمن التطبيقات التعليمية والتربوية التي تخدم أطفالنا في تعلمهم واستكشافهم للعالم ، إلى الخدمات التي تسهل الاتصال كالبريد الإلكتروني وغرف الحوار ، إلى التطبيقات التجارية التي تحول العالم بأسره إلى سوق صغيرة يستطيع فيها البائع والمشتري إتمام صفقاتهم في لحظات ، إلى المواقع الإخبارية والمعلوماتية والأكاديمية والمرجعية التي تخدم الباحثين والمطلعين في شتى المجالات . سهولة الاستخدام لا تحتاج أن تكون خبيراً معلوماتياً أو مهندساً أو مبرمجاً حتى تستخدم الإنترنت .
بالإضافة إلى :
1 - منحتنا حرية واسعة جداً في التعبير الفكري والعقائدي والأدبي والفني والتعبير عن المشاعر والعواطف . . ، نحن كنا محرومون منها .
2 - أتاحت لنا مجال تواصل ثقافي و فكري وعقائدي . . . مع الآخرين , وسريع جداً لم نكن نحلم به .
3 - حققت لنا سرعة كبيرة في مجال اختبار أفكارنا ومعارفنا . . , عندما مكنتنا من معرفة رأي الآخرين فيها .
4 - فتحت لنا مجالات واسعة تمكننا من إظهار قدراتنا , وبالتالي هيأت لنا ظروف تساعدنا على الإبداع في مجالات كثيرة .
5 - تساعدنا على تطوير الكثير من المهارات , إن كانت في مجال استخدام الكومبيوتر أو في مجال الكتابة واللغة والتأليف الفكري والأدبي والفني . . .الخ
6 - منحتنا مجال واسع للتسلية واللعب والترفيه والمزاح . . . , وكل ما هو موجود في النوادي الواقعية .
7 - أتاحت لنا مجال واسع للإطلاع المعرفي والثقافي في مجالات كثيرة , وبسهولة كبيرة .
8 - مكنتنا من سهولة وسرعة النشر على الإنترنيت , وهي أفضل بكثير من النشر عن طريق المراسلة العادية .
9 - وسهلت لنا البحث عن المراجع والمعلومات والأخبار سهل وسريع , بوجود محراكات البحث المتطورة .
10 - سهلت لنا كتابة المقالات و الموضوعات , لسهولة الوصول للمراجع , ووجود برنامج الورد .
11 - هي عالم يطور المرء في ذاته , وهي مجال تختبر فيه الأفكار والقدرة الكتابية والإبداعية ، وهي ملتقى مع أفراد يجمعك بهم قواسم مشتركة , والتعاطي مع الآخر وإمكانية الحوار معه .
12 - منحتنا سرعة التفاعل مع الآخرين , وبالتالي تسريع تطور الأفكار , واتساع مكان ومجال الحوارات و النقاشات . بوجود النوادي والندوات عبر الإنترنيت .
لاشك أن للمنتديات الحوارية الكثير من المزايا والفوائد كما أن لها سلبياتها ، ككل شيء في الحياة عموما . ففيها الحرية الواسعة في عرض ونشر الأفكار , وضعف الرقابة .
إن حرية التعبير التي حرمت منها مجتمعاتنا جعلت من هذه المنتديات متنفس وهو وضع صحي ومطلوب ومع الوقت ربما تصبح حرية التعبير وتقبل الآراء المختلفة وضع طبيعي ومقبول ، فالكثير من الأفكار التي تطرح لم تتعود مجتمعاتنا على مجرد سماعها ولا أقول قبولها .
و لا شك أن هناك بعض المواضيع القيمة تكتب في المنتديات، و لكن الإشكال هو أنها سرعان ما تذهب خلف الصفحات و تـُدفن . وصفات وخصائص المنتديات لا تحددها وتقررها الإدارة فقط بل صفات وقدرات الأعضاء أيضاً . فمهما كانت الإدارة متطورة وجيدة وحكيمة , فإن هذا لا يكفي لتطور المنتدى وتقدمه إذا كانت غالبية الأعضاء غير مؤهلة لذلك .
الحرية الواسعة في التعبير عن جميع ما تفكر فيه بالإضافة لتنوع المواضيع و اختلاف الأفكار و الثقافات الموجودة , له محاذيره . وكذلك إعطاء الحرية لم لا يستحقها يمكن أن يكون له عواقب سلبية .
لقد تعالت في الوطن العربي أصوات تدعوا للرقابة على الإنترنيت , والبعض أيد ذلك والبعض الآخر لم يؤيده .
إن الرقابة على الإعلام هي كانت موجودة دوماً إن كان بشكل ظاهر أو كان بشكل غير ظاهر , فالتقييم والتوجيه لكافة أشكال الإعلام هو موجود دوماً . وإذا دققنا في التاريخ المروي أو المسجل , وهو شكل من أشكال الإعلام , وكذلك كل الإعلام الواصل إلينا , فإننا نره مراقب ومقيم وموجه من قبل راويه أو كاتبه أو ناشره .
وكل من مارس أو يمارس الإعلام مهما كانت صفته , يترك بصمته عليه بطريقة من الطرق , فيمكن أن يذكر أشياء أو يتحاشى ذكر أشياء ,أو يستعمل طرق كثيرة أخرى معروفة ليترك بصمته (أو بصمت من يكون تابع له ) , وهذا نتيجة الدوافع والأفكار والقيم والمصالح التي يعتمدها , ودوماً الأقوى ( والأقوى يمكن أن يقون الأقوى فكرياً أو عقائدياً أو مادياً أو اقتصادياً ) هو الذي يفرض تقييماته وتوجهاته وينشر ما يحقق مصالحه .
لذلك كان الإعلام غير دقيق وفيه الكثير من التحوير , بالإضافة إلى أنه كان قليل ومحدود مقارنة بالإعلام الموجود الآن , وقد كان دوماً مسيطر على الإعلام وموجه من قبل الأقوياء .
ولكن الآن بوجود الإعلام الفضائي والإنترنيت الذي سمح للكثيرين نشر أفكارهم ومعارفهم وقيمه , وضمن حرية واسعة . أصبحت قوة سيطرة الأقوياء على التحكم وتوجيه الإعلام مهددة , وإن بقيت موجودة .
يجب أن يستغل هذا الوضع من قبل الضعفاء لأنهم تحرروا من سلطة الأقوياء , والسعي لإظهار أفكارهم وقيمهم وتوجهاتهم , فهو الأفضل حتى وإن كان لهذا العديد من المحاذير المعروفة . لأنه في النهاية سوف ينتشر الإعلام الأدق والأفضل ( ولا يصح إلا الصحيح ) ويتوارى الغث والتافه والسيئ , ولن يكون هذا خلال وقت طويل .فيجب أن تتحقق ديمقراطية وحرية الإعلام وإن كان الثمن كبير .
ومن مساوئ ومضار الانترنيت:
1- إدمان الجلوس بين يديه عنده لساعات طويلة بما يعطّل الكثير من أنشطة المستخدم الأخرى: العلمية والاجتماعية والرياضية والإنتاجية.
2- الابتعاد عن الواقع المعاش بما ينتج عن تفكك الروابط والعلاقات المباشرة، والاستعاضة عنها بلقاءات الغرف الالكترونية.
3- الاستغراق في التعامل الآلي يهدّد بالخوف من إلغاء إنسانية الانسان.
4 - الدراسات الطبّية التي أجريت على أناس يتعاملون مع الكمبيوتر لفترات طويلة يومياً، كشفت أن ذلك يؤدِّي إلى: ـ إضعاف البصر. ـ زيادة الإرهاق النفسي.
كيف نتكيف معها
إن المهم هو معرفة وإدراك الخيارات والقدرات التي أتاحتها لنا الانترنيت في مجال التواصل والتفاعل الفكري والمعرفي بما يسمح لنا بالنمو والتطور نحو الأفضل وبشكل سريع جداً .
أما في أي مجال ومن أجل أي أهداف وأي قيم , توظف هذه القدرات وهذه الإمكانيات , فهذا شيء أخر .
فيجب علينا أولاً اعتماد أحكام واقع أي أحكام موضوعية وتؤيدها الوقائع , وتكون عالية الدقة , وبعد ذلك نطلق الأحكام القيمة . أي ما هي قيمة ( فائدة أو ضرر) هذه القدرات التي عرفنا خصائصها , وفي أي مجال يمكن أن نوظفها .
ويمكن أن يكون الحل في إيجاد بنية منظمة ومديرة ومقيّمة , تقوم بالتعامل مع هذا الوضع وتحقق ارتباط فعال ومجدي بين ما هو موجود على الإنترنيت وقدرات الانسان أو الفكر المتعامل معها .
وهذه البنية موجودة وهي النوادي والمنتديات والصحف الإلكترونية وباقي المواقع . فهذه البنيات يجب أن تكون مهمتها الأساسية تحقيق أعلى مردود لتواصل بين ما هو موجود على الانترنيت والمستخدمين لها .
فيجب أن تكون مهمتهم التقييم و التنظيم والإدارة بما يحقق تلافي مساوئ الانترنيت والاستفادة من ميزاتها . ويجب أن يكون هذا مع المحافظة حرية التعامل مع الانترنيت . ومن مهمة إدارة المنتديات أيضاً الاهتمام بالمواضيع القيمة و نشرها على صفحات مجلة إلكترونية لكي لا تذهب هباء .
ومن الواقعي أن نعتبر الحوار على الشبكة هو نوع من الثرثرة أو التسلية و تباسط الأصدقاء أكثر منه حوارا أصيلا أو ثقافيا جادا , وطبعاً هناك فوائد هامة نجنيها من الحوارات الجادة ، ليس أقلها التعرف المباشر على الآخرين ، و لكن الحوار الذي ربما لا يؤدي إلى اتفاق سيؤدي على الأقل إلى تفهم ، و أيضا إلى شيوع روح الاعتدال و التعقل في الحياة العامة .
والحوارات هي ترمومتر ثقافي للإنسان يستطيع خلالها تحديد مدى لياقته الذهنية و الثقافية ، وهذا يحدث تحديدا عند اختلافه مع محاورين جادين أقوياء و هذا نادر للغاية ، و لكنه يحدث أحيانا .
هناك فارق بين المحاور و الكاتب , فالمحاور مشغول أساسا بمن يتحاور معهم , و لكن الكاتب يستغرق في الموضوع نفسه . المحاورة هي عبارات جذابة و لكن غير عميقة غالبا ، فلا وقت للتفكير المركز . والمقال يتوخى العمق لا الجاذبية ، خاصة في المقالات الشهرية أو الأسبوعية . والكاتب الجيد ليس بالضرورة محاورا جيدا.
والآن من يستخدم الإنترنيت في البلاد العربية قلائل جداً ونسبتهم لا تتجاوز 10 %