الآتـــــــــــــي
نتجول في أصقاع الوديانْ
ونسافرعبر قواقع ذاكرة مثقوبهْ
إنا نبحث عن أمل .... عن عنوانْ
في ذاكرة تتجرّعُ أدوية النسيانْ
ونغوصُ نغوصُ بقارعة الغثيانْ
ونفتش عن شريان يحمل بعض ندًى بين الكثبانْ
وتحلق بين غرابيب القوم حمائمُنا
نعقتْ فرْحى في كل مناحي الأرضِ ْْ
تزييفُ سمائي ألهية الغربانْ
وتغطي سفح حقول القمح الأبوامْ
فنعيق الغربان يغازلها ويناجيها
ما أصعب ألآ تغضب من قبح آت بجميع الألوان !
أو تسكت حسب مراسيم ٍ عُلوية !
وأوامر سادتنا تنهال كصاعقة فيها الخنجرْ !
ما أقسى أن تهجرنا أصوات العقبان !
وتسوح الأصوات المبحوحة عبر وهادٍ ثكلى
فتنوح بوادي القهر...... عقيرتُها للأعلى
وضفاف بوادينا لهثت خلف رذاذ النبع ِ
المتناثر ِ وهْجاً من جمر الحرقة في أكباد النهر المهزومْ
وثعابين الأرض تطاردنا
إنا نبحث عن ظل ٍيؤوينا
عن بقعة نور أو قطرات سراب ٍ نتخيلها تطفي ظمأ فينا
وبأفياء الصفصاف العالي
وعلى ضفة ينبوع بلادي
ترتاح ذئابٌ وسحال ِ
تشكر مرسوم ( الباب العالي )
وهنا تغزل أفعى لحن الحقد المسموم بمكر الثعلبْ
وأنا اجتر اللعنهْ
وصباح اليوم التالي ألهج بالمحنهْ
فصباحاتي تصبغها ألوان العفن المنقوع بأفئدة السلطان
ما عدنا ندرك همس النسمة في صبح أخرسْ
لوريقات النرجس ْ
وأقاحي حقلي هجرت بوح الحب وكل الألوان
أو همس هيامات الحقل لبعض بقايا من لون شقائق نعمانْ
وجميع مناحي الحقل امتلأت
وغصون الأشجار ازدحمت
بصنوف الحرباوات العطشى لفجور العهرْ
وانهالت فوق ثغاء الخرفان المعدودة للذبح تلاوين أفاع تنفث في الأفْق فحيحا مرعبْ
وتحاول خيلُ الأمة ِ أن تصهل لكن الصوت المسروق بأزمنة الطغيانْ
مصلوب في أقبية الجرذانْ
وغفا ممهورا تختمه أختام طغاةِالأرض ِ من الخصيانْ
يا قدرا من عمرٍ باق ٍ ستجيء بك الأزمانْ
هل نرتشف النور الآتي بضفائر طفلهْ؟
هل يرقص في حقلي الحسون الأخضرْ؟
هل يكبر في بلد العشق البيدرْ ؟
أم أقتطف الحب القادم من زند صبي يرفع قبضته للأعلى؟
أخشى ما أخشى أن ينسى أو يتأخرْ
فالمخبر واش ٍ أحمق من ضبع بل أفجرْ
يهمس في أذن الفجار ويخبرْ :
يا سادة كل المهزومين على خارطة الباغين
هذا إرهابي مارق ْ
قد يرسم خارطة الوطن العربيّْ
ويلون بعض زواياها باللون الأحمر
فضبطناهُ ... بالجرم المشهود ِ
وحين ضبطناهُ
حضن الرسم الملفوف بأجنحة القلبِ
وبين حنايا صدر يلهث بالحبِ
ويقرأ في سرٍ ويتمتم تعويذ العشق الأبدي
وبأعلى الصوت الغامر بالحب لذاك الرسم
المنحوت بألوان الزهر
صرختْ في وجهي قبضته المرفوعةُ كالبرق الصاعق ِ قالت :
لن يمحى وطنٌ مرسومٌ بثنايا القلب ْ
اوفي حضن ِ الطفل القادم من أعماق الأرض ْ
رمزت عليا