[center]حدوس منفلتة
عبد الحميد شوقي [/center]
على ربوة الحلم
أوقظ وعيي من سهرته الطويلة
ليشرب قهوته المعتادة
على إدمان الوهم
أوقظه سريعا
قبل افتتاح اليومي ..
طويل هذا الزمان الليلي
وهو يطوي امتداد الرمل في الشغاف
ويختفي كالمطر المؤجل
في شرايين الغيم ..
طويل هذا السهر
من جوبا الثاني
عبر احمرار القمح في حقول الرومان
إلى سنابك الفتح
والتماع الرؤى على أهداب السلطان
في صفحة القمر ..
طويل هذا السفر
وغامض هذا الطريق الجنوبي
حين يكتب برمل البدو
متون الإيالات الحاكمة ..
رأى شبح طريد
ذات زمان رجيم
قامَته في انكسار الغيوم
فأعلن للهاربين من مذابح الشرق :
أنا الصوت الدموي المزكوم
أعلن فيكم رايتي
كي تزرعوني في عروقكم
فارسا يشن حروبه
تحت جبة إمام معصوم .. !
* * * *
على ربوة الحلم
أسحب زمني المغربي
من فراغ الصعود
وانكماش الخيال
خلف غزو الجراد
وخواء الوجود ..
ليس للوقت هنا
ما يدل على ارتفاع المسلات
وعلى احتدام الملاحم
وراء خيول الفرسان ..
ليس للأسماء نبض التراجيديا
ونقوش التاريخ
على أعمدة الوجدان ..
تنحل الوقائع في أشباهها
وعلى أرض الخسران
تعيد النهايات شكل البدايات
وإيقاع السير المعاد
من آلاف الرمال .. !
* * * *
أحب يدي
حين تمتد نحو النجوم
وتلمس ضيق السماء
بأسئلة القلب
وريبية الأشياء ..
أحب وعيي
حين يرفع حدوسه الأولى
أعلى من مئذنة الحي
وأقرب من سكون طير
على أسلاك المساء
أعكس صورتي على صفحة الماء
أوضح من صورة نرسيس في الأساطير القديمة
وأحب أن أتشكك
في لون دمي العتيق
وتنبؤات السحب العمياء
أن أسيء الظن بالأبراج
بالنائحات على أسوار التواريخ
وكتَّاب المراثي في كل العصور
لأفرد لألفاظي صفحتها الموعودة
بالأنثى ورحيق الزهور
لأفرد لخواطري
منطقها الإغريقي ونبض ذبذباتها المخمور ..
شغفي أنا
بانفلات رؤاي من صهد الرمال
شغفي أنا
بشفاهي حين تغني
لحلمي على مرتفع للأقحوان ..!
أواخر غشت 2008