كلام يودي في داهية !!!!
كتب مصطفى بونيف
كلام يودي في داهية !!!!
لا أخفي عليكم بأنني كائن "تيليفنيوني " ...بمعني أنني أجلس أمام شاشة التلفزيون طوال اليوم ، وفي يدي "الموبايل "...ومع ذلك لا أزال حيوانا مفكرا !!!!...فمناظر الفتيات الفائقات الجمال في الفيديو كليب يجعلني أفكر ...وأفكر ...وأفكر ، وكلام المشايخ في الفضائيات وهم يذكرون لنا الحديث الشريف "تنكح المرأة لجمالها "
يجعلني أفكر أكثر وأكثر وأكثر ..ويواصل أحد المشايخ كلامه قائلا .." أنصح الزوجة بأن تدلل زوجها وتلاعبه ، بأن تنضح على وجهه الماء قبل ساعة الفجر ، ليستيقظ لقيام الليل ..." ، فتتراءى إلى مخيلتي صورة نانسي عجرم وهي ترش بالخرطوم وجه الشاب الأخرس الذي نطق بقدرة قادر في أحد فيديو كليباتها !!!
وبعد أن يستبد بي التفكير ...ألعن الشيطان ، وألبس ...لأنزل إلى المقهى ...والموضة في المقاهي هذه الأيام ..هو مشروب الزنجبيل المستورد من ماليزيا ...آخر إبداعات النمور الآسياوية ...
كل الطاولات في المقهى ...تطلب مشروب الزنجبيل وصحن الفستق والفول السوداني ...وعلى غير العادة اكتضت مقاهينا بالشباب الملتحي والملتزم ...طلبت كوب شاي بالقرنفل ، فنظر إلى النادل نظرة الكافر لمن صبأ ..وكأنه يقول لي "لماذا لم تطلب الزنجبيل مثل بقية الخلق والناس ؟؟ " ..فأجبته من خلال نظراتي .." أنا لست مؤهلا ..بمعنى لست متزوجا "...ثم سرحت أفكر في فيلم "الوسادة الخالية " لعبد الحليم ..حين كان يحضن المخدة وينام ...وسرعان ما بدأت أفكر ، وأفكر ...وأفكر !!!.
ذهبت إلى صديقي الصيدلي في محله ...أخذت كرسيا ، ورحت أتبادل معه الحديث بينما هو يبيع للزبائن ...وكان أكثر شيء باعه هو الحبة الزرقاء ..اللي ما تتسمى ....والعجيب في الأمر أن أغلب من يشتريها نساء !!!!
دخلت سيدة المحل ومعها رجل يبدو أنه زوجها ...وقالت بصوت مسموع اهتزت له أركان الصيدلية ، وصعقت له أذني .." أعطني علبة فياجرا..ويا ليتها تكون صناعة هندية ، لأننا جربنا الفرنسية ولم تفعل شيئا .."...، أحضر لها صاحبي العلبة اللي ما تتسمى ، ثم قال لها .." قولي لزوجك يتناولها مع كوب زنجبيل " ..فالتفتت إلى زوجها وقالت له .." سامع ؟؟؟؟ ، يقول لك اشربها مع الزنجبيل "...أخذت العلبة وخرجت ...وبغلها أقصد بعلها يتبعها...
فتذكرت والدتي التي تستحي أن تقول لأبي صباح الخير أمامنا ...ووالدي الذي بقي إلى أن بلغ سن الخمسين يدخن السجائر في المرحاض خوفا من جدي ...!!
وسرعان ..ما بدأت أفكر ..وأفكر ...وأفكر !!!!
أصبح الرجل عندما تمر أمامه فتاة يلف إلى الناحية الثانية ويعطيها ظهره ، حتى ولو كانت مارلين مونرو ...بل وحتى ذلك الشاب الذي تعود أن يحتك بالفتيات في الباص ...وضع على أذنيه سماعات جهاز أم بي 4 ...وجلس ناحية النافذة ، وراح يتأمل الشارع ...لدرجة أن الراكبات بدأن يتحرشن به ، وصاحبنا سابح في ملكوت الله ...يرفع صوت الموسيقى وينزل في أول محطة !!!
أنظر إليه ...فأفكر ، وأفكر ...وأفكر ....
أعود إلى البيت ..منهكا ...مهدودا ....خائر القوى ...
أرمي بنفسي على السرير ، لأفتح التلفزيون ....
خبر عاجل : السيد الرئيس - أطال الله بقاءه- يترشح للانتخابات الرئاسية ، بعد أن صنع دستورا يسمح له بالجلوس على العرش إلى أن يزوره ملك الموت ....
الرئيس يعلن ترشحه ...وأمامه مشروب الزنجبيل ..!!!!
أفكر ...وأفكر ...وأفكر ....
عموما ....إذا حدث وأن حاول أحدكم أن يرن على هاتفي المحمول ، ووجدني خارج نطاق الخدمة ، لا تفكروا كثيرا ...فأنتم تعرفون أين يمكن أن أكون !!!
مصطفى بونيف