اختراع مرهمٍ لعلاج الحروق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حصلت مؤخرا المهندسة وسام بربارة، المقيمة ببلدية فوكة بولاية تيبازة، على براءة اكتشاف مرهم مستخلص من النباتات البرية، مضاد للحروق، خاصة العميقة منها، وأثبت نجاعته حسب المخترعة التي أكدت لـ''لخبر'' بأنه
قضى وفي ظرف وجيز على آثار الحروق التي تراوح عمرها ما بين 30 و40 سنة.
وسام بربارة بوشارب هي أصغر مهندسة دولة في تخصص الصناعة الصيدلانية والكيميائية بالجزائر، حصلت على ديبلومها وهي لم تتعد بعد عتبة الـ22 سنة، ضمن أول دفعة في هذا التخصص سنة .2006
اكتشاف وسام كان ثمرة أبحاث ودراسات معمقة، بعد أن دلّتها جدتُها بالصدفة على نبتة كان يستعملها السلف في معالجة الحروق. ومن ثم كانت نقطة البداية لوسام التي حاولت التأكد من صحة ما قالته لها جدتها، حيث سارعت إلى تجريب مدى فعالية تلك النبتة، بعد أن أضافت لها عددا من المواد الكيميائية. وفور إعداد هذا المرهم الذي يعد الوحيد من نوعه على المستويين الوطني والدولي، بشهادة المختصين من مستشفى درارية، قامت بتجريبه على أرنب قامت بحرقه ووضعت فوق الجرح المرهم الذي اكتشفته.
وبالموازاة مع ذلك وضعت في الجرح الآخر المرهم المستورد من الخارج، وبعد أيام من المداومة على استعمال المرهمين، تبين لها مدى نجاعة اكتشافها في معالجة الحروق، فاندمل الجرح الذي عالجته بواسطة مرهمها في ظرف 20 يوما، فيما اندمل الجرح الثاني الذي عالجته بالمرهم المستورد في ظرف شهر كامل.
المنتوج الجديد الذي توصلت إليه المخترعة وسام، أثبت لحد الساعة نجاعته، حيث تمكنت من معالجة آثار حروق عميقة تراوح عمرها ما بين 30سنة و40 سنة، ولعل من بين أهم الحالات التي أطلعتنا عليها وسام رفقة زوجها، الذي ساعدها في علاج المرضى، حالة فتاة من دالي إبراهيم تعرضت منذ أكثـر من 25 سنة لحروق عميقة من الدرجة الثالثة التهمت كامل جسدها، وشفيت تماما من آثار الحروق في ظرف شهرين فقط.
كما تمكنت ذات المخترعة خلال الأيام الأخيرة من علاج الشاب سيد أحمد البالغ من العمر 20 سنة من مدينة فوكة، أصيب بحروق من الدرجة الثانية، وقد بدأت حالته التي اطلعنا عليها تتحسن ويتماثل للشفاء.
حالة أخرى حسب المهندسة وسام، بينت مدى فعالية مرهمها المستخلص من النباتات التي تنمو في المناخ الرطب بالسواحل الجزائرية، هي حالة سيد من دالي إبراهيم بالجزائر، نقل ابنه المصاب بحروق عميقة على مستوى ذراعه إلى فرنسا وتركيا من أجل العلاج، وقد كلفه ذلك ما يفوق 120 مليون سنتيم، غير أنه عاد إلى بيته مثلما ذهب يجر خيبة أمل في شفاء فلذة كبده. وبمجرد أن اتصل بوسام التي تولت علاجه بمرهمها، شفي في ظرف شهر ونصف. كما شفيت شابة أخرى من ولاية باتنة بنسبة 75 بالمائة في ظرف أسبوع فقط.
وحسب وسام، فإن هذا المرهم لا يضاهيه في العالم أي مرهم لعلاج الحروق، بما فيها العمليات الجراحية التجميلية، وهذا بشهادة المختصين.
ورغم هذه النجاحات، تفاجأت وسام عند اتصالها بعدد من المخابر الجزائرية بجشع وطمع أصحابها الذين طلبوا منها تبني اختراعها مقابل منحها أموالا قالت عنها بأنها في غنى عنها بالمقارنة مع حجم الاكتشاف الذي توصلت إليه، وهو ما دفعها إلى الاتصال بعدد من الجامعات الأجنبية بكل من فرنسا وكندا وبغيرها من الدول الأوروبية التي رحبت بها وباختراعها. غير أن وسام سرعان ما رفضت تلك العروض مبدية رغبتها الشديدة في أن يستفيد من اختراعها أبناء وطنها الذين هم بحاجة إليه أكثـر من غيرهم.
المصدر:جريدة الخبر 03/11/2008