حالة الإعلام المصري وصلت لنقطة تنذر بخطر شديد على العقلاء تلافي انفجاره ، وإذا كان الشاعر الجاهلي قال : وإن الحرب أولها الكلام ، فالحال الآن في مصر يقول بلا مواربة بأن الإعلام في مصر أوصل البلاد لحافة الحرب الأهلية ، وإذا كان مدير الموساد في إسرائيل قال في خطابه الوداعي للجهاز قبل تقاعده : لقد نجحنا لإيصال مصر إلى انتهاء الاستقرار فيها برحيل مبارك ، فإن الوضع لأسفي الشديد قد يقفز لمستوى أخطر بكثير إن لم يتلافي الفريق السيسي الأزمة ويلجم الأقلام المسعورة والأفواه المأجورة ، لقد وصلت الحالة لنفي المصرية عن المصريين الذين لهم رأي مخالف لمن يسيرون الأمور حاليا ، وإذا كان الفريق السيسي يشكل بؤرة أمل مضيئة عند شريحة من المصريين فإن واجبه الوطني والعسكري أن يضم الرأي الآخر للنسر الذي يحمله على جبينه حتى لا يصبح نسرا بجناح واحد ، الإعلام الآن يصور جزءا لا يمكن إلغاؤه من الشعب كأعداء لمصر ولشعب مصر ونفي المصرية عنهم ويهددهم بالإلغاء ، ويدفعهم دفعا لقرنة يرون أنهم فيها محشورون ومجبرون على أكل لحم كتفهم !
أرى حالا تغيير وزير الإعلام والإتيان بوزير توفيقي يحرص على مصر وشعب مصر ولا يدفع البلاد لنيل الدم !
أرى إلغاء التهديدات غير المقبولة مصريا من الحكومة لمعارضيها .
أن يقوم الفريق السيسي بالاجتماع مع كل الأطياف وخاصة المعارضة لمنع تدهور الأمور وانزلاقها بحيث لا يمكن السيطرة على التسارع القاتل .
إن نتائج الانتخابات الماضية أفرزتها عوامل عدة أهمها عدم وجود شخصيات مقنعة مثل شخصية الفريق السيسي ليكون عنوانا جديدا للمرحلة القادمة ، فالفريق أحمد شفيق محسوب على مبارك وحمدين صباحي ليس معروفا يحاول أن يكون وريثا لا بديلا ، وعمرو موسى شخصية هلامية ضعيفة ، والبرادعي ليست له شخصية محبوبة في الشارع المصري ، لذا يمكن ترتيب البيت المصري بشكل ما لفترة مؤقتة انتقالية بغير الفريق الذي ينزلق بالبلد لنهر الدم وتقسيم الشعب والبلد .
مصر أيها الفريق أمانة برقبتك ودم المصريين كشرفك العسكري يجب أن يصان ، والتلاقي بمنتصف الطريق يمكنه أن يشكل مخرجا غير دموي ، مصر حبة العين والشعب الحبة الأخرى هذا شعاري فليكن شعار كل المصريين ، وليتوقف التحريض فالحرب الداخلية نتائجها أمامكم في سوريا والعراق وليبيا واليمن ، وأرجو الله مخلصا أن يحمي مصر منها .