الأعمال بالخواتيم
كثيرا ما مرت على مسامعنا عبارة "أن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق، فلا تكن الخيل أفطن منك؛ لأن الأعمال بالخواتيم " ولا يوجد مناسبة أحوج ما نكون فيها للتذكير بهذه العبارة من العشر الأواخر للشهر المبارك.
يجتهد الدعاة في تفطين الناس بأهمية تلك الأيام والليالي، ويعمل بالذكرى من رحمه الله، وتنفطر قلوبنا على أولئك الذين استهانوا بالأمر، وضيعوا فرصة النجاة، على اعتبار أن رمضان وأيامه مجرد امتناع عن الأكل والشراب في النهار، ولعب ولهو وسمر في اللي .
ولأن العشر الأواخر، تعني الأخر وأنت مثلي "ممن يلحقون أنفسهم بالآخر" فاحذر مضيعات هذا الوقت الذي من الممكن أن لا يعود ولا يعوض.
مضيعات تكثر في الأواخر؛ لأن الكل يريد أن يُحصل المتطلبات المادية على حساب وقت النجاة من النار، وكل مسلم فطن لا يسمح لأي من الظروف أو الشخوص أن يسلب منه وقته مع الله عز وجل، ومن الذي يستحق أن تمنحه هذا الوقت ؟!، وهي أيام معدودة، و مع انتهائها ينال أكبر عدد من المسلمين العتق من النيران والغفران.
علينا أن نتوقف عن التحجج بتلك الظروف فنقول إنها أضاعت منا الكثير، كما يجب علينا أن نطرد الكسل والملل ونستعن بالله ونثب أقوياء نأخذ منحتنا كلا حسب وسعه، فلا أحد يستطيع أن يقدم لظروفك تلك حلولا إلا نفسك، ولم يترك الإسلام مسلما بعذر إلا قدم له ما يناسبه للعبادة ما دام العذر قائما.
أخي وأختي.. اجعلوا الأواخر وقتا مباركا، يبعث على نفوسكم الطمأنينة والأمان، واعتبروا أنفسكم في وقت محدود لتقديم امتحان مهم منوع الواجبات، بين الصيام والقيام والدعاء والتلاوة والذكر والعمل الصالح، ولا تجعل الوقت يفوت دون تقديم هذا المجموع في الوقت المحدود.
و أعظم تلك الليالي " ليلة القدر"، إنها الليلة التي لا تصفها الكلمات في الفضل والرحمة، فاحرص على أن تكون كل ثانية فيها قد وضعت في رصيد الطاعة والعبادة والذكر لديك ما لا يحصي، فإذ كنا على "حسبة" أن النوم 8 ساعات يوميا لإنسان عمره 60 عاما تعني أنه قضي ثلث عمره في النوم، فإن ليلة القدر وقت كبير قد يهون عليك هذا المصاب يا من خلقت لتعمل وتعبد.
هل تتفق معي عزيزي القارئ أننا في زمان يسهل فيه ارتكاب الذنوب والخطايا، وأننا من أحوج البشر في الأزمنة إلى رحمة الله الواسعة، فإن كنت مثلي من الذين توانوا وقصروا وتكاسلوا وارتكبوا الكثير من الذنوب؛ فلنسارع لنيل العفو والصفح واغتنام رحمة الله التي أرسلها لإنقاذ أنفسنا.