الباب الوسطاني (باب الظفرية)
هو َالباب الوحيد المتبقي من أبواب بغداد في الجانب الشرقي، وهذه الأبواب هي (باب السلطان، باب الطلسم ويسمى باب الحلبة، باب البصلية، باب الظفرية المعروف بالباب الوسطاني الذي شيده الخليفة العباسي المسترشد بالله (512 ـ 529 هجرية) ويقع الباب الوسطاني قرب مشهد الشيخ عمر السهروردي على الطريق السريع قرب الجامعة المستنصرية يتصل وجه البرج المطلّ على الخندق بصورة مستقيمة مع سور المدينة، يتكون هذا الباب من برج كبير عال اسطواني الشكل تقريباً وبني كله من الآجر، عرض الباب نحو ثلاثة أمتار يعلوها عقد مدبب منفرج الزاوية، ارتفاعه أربعة أمتار، يقوم العقد المدبب فوق دعامتين مندمجتين في الجدار، وفي كل جانب من جانبي العقد هناك اسد صغير منحوت من قطع الآجر بشكل بارز، وأشكال هندسية مترابطة بارزة قوامها شريطان كل منهما مقسوم الى قسمين يتقاطعان ويكونان شكلاً سداسياً منتظم الأضلاع،

فيها عناصر زخرفية هندسية ونباتية منها أغصان نباتية وفروع نباتية ذات أوراق بشكل أنصاف المراوح النخيلية الثلاثية الفصوص وتؤلف زخارف التوريق العربي المعروفة بالأرابسك.. أما الأشكال الهندسية المنتظمة فيوجد داخل كل واحد منها زهرة الروزيت، وقوام الأشكال الهندسية الخطوط المتداخلة ومتقاطعة وتشكل أطباف نجمية ذات اثني عشر رأساً ونجوماً صغيرة ذات أربعة رؤوس تحصر في داخلها نجوماً ذات ثمانية رؤوس، الى جانب ذلك توجد زخارف دقيقة في داخل النجوم والأشكال الهندسية.
ويعلو البرج في الباب الوسطاني نص كتابي بخط الثلث، وقد زال معظم النص الكتابي وما بقي منه (... لا زالت دعوته الهادية للدين قواماً وللاسلام نظاماً ودولته القاهرة سكينة للامة وعصاماً ومنزلته للسلام باشراق أنوار سرو...).
وهذا الباب اليوم من معالم العاصمة الحبيبة (مدينة السلام) بغداد.
باب الحلبة (باب الطلسم)
موقعها الحالي في محلة باب الشيخ الحالية، وسميت بباب الحلبة نسبة الى ميدان السباق.. وقد جدده الخليفة العباسي الناصر لدين الله (575 ـ 622) هجرية واعتبر الخليفة الناصر لدين الله أطول الخلفاء العباسيين حكماً إذ دام حكمه (47) سنة، وتشير الكتابة على الباب الى سنة 618 هجرية وأطلق على باب الحلبة مؤخراً باب الطلسم آخذاً هذه التسمية من خلال الزخارف التي تزيّن واجهته.. وقد ظل هذا الباب قائماً حتى سنة 1917 عندما نسفه الجيش التركي بعد انسحابهم من بغداد خلال الحرب العالمية الأولى.. وقد وصلتنا صورته من خلال كتب الرحالة والمستشرقين ومنهم نيبور وسارة وهرتسفلد وماسنيون.
بني باب الطلسم على غرار الباب الوسطاني، فهي تتكون من برج ضخم مرتفع اسطواني الشكل تقريباً يتصل بقنطرتين اقيمتا على الخندق، وقد فتحت في أعلى هذا البرج وفي جوانبه مزاغل كثيرة لرمي السهام على الأعداء المهاجمين، وقد فتح باب الحلبة في واجهة مستطيلة يعلوها عقد مدبب يستند على عمودين وفي أسفل العقد من الجهتين يوجد تمثال لاسد جالس على قدميه الخلفيتين اضافة الى زخارف تمثل شخصاً جالساً بين حيوانين خرافيين (تنينين) وهو ممسك بلسان كل منهما. وتزيّن هذا المدخل شريط كتابي بخط الثلث نصه )(بسم الله الرحمن الرحيم وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منّا انك أنت السميع العليم). هذا ما أمر بعمله سيدنا ومولانا الامام المفترض الطاعة على كافة الأنام أبو العباس أحمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين.. وافق الفراغ في سنة ثمان عشرة وستمائة.
باب السلطان (باب المعظم)
وهو أول مدخل في سور بغداد من جهته الشمالية، وقد سمي بهذا الاسم نظراً لنزول السلطان السلجوقي طغرلبك بقربه ثم دخوله منه الى بغداد، فاصبحت هذه الحادثة المهمة سبباً لإطلاق هذه التسمية.. كما سمي أيضاً (باب المعظم) وهو الاسم الشائع حيث ما زال هذا الاسم يطلق على المنطقة التي يقع فيها هذا الباب عند مدخل شارع الرشيد، وسمي باب المعظم بهذا الاسم نسبة الى الامام الأعظم أبي حنيفة (رضى الله عنه) الذي نشأت قرب مشهده محلة عرفت باسمه، وكان هذا الباب يؤدي اليها.
وقد ظل باب السلطان (باب المعظم) قائماً حتى سنة 1925 حيث هدم هذا الباب وذلك عند فتح مدخل شارع الرشيد وما تزال بقاياه ظاهرة بين قاعة الشعب وجامع الأوزبك المجاور لوزارة الدفاع. ويبدو من خلال الصورة التي التقطت قبل هدمه انه لم يكن مزخرفاً، ولعله جدد ورمم عدة مرات فضاعت زخارفه الأصلية.
باب البصلية (الباب الشرقي)
هو المدخل الجنوبي بالنسبة لسور بغداد، حيث كان يقع عند نهايته الجنوبية قرب نهر دجلة.. وقد سمي باب البصلية نسبة الى احدى محلات بغداد الواقعة بقربه وكان يسمى أيضاً (باب كلواذي) لأن الطريق الذي يخرج منه يؤدي الى قرية كلواذي التي كانت في ضواحي بغداد. وأطلق عليه في الفترة المتأخرة (الباب الشرقي). وقد هدم هذا الباب في سنة 1938. ومن خلال الصورة المرفقة لهذا المدخل التي التقطت له قبل هدمه سنة 1938 ونجد عليه آثاراً للزخرفة، مما يدل على انه كان مزخرفاً ثم زالت زخارفه بمرور اْلزمنِ.


وما اشبه اليوم بالبارحه