نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


السلام عليكم
هل سألت نفسك يوما ًما لماذا هذا الزخم المعرفي الذي نراه ونسمعه ونقرأه من حولنا؟ ولانكاد نفيق منه؟
لماذا كل هذه الكثرة من البهارات الثقافية التي كأنها المخدرات المحبطة أو الحبوب المخدرة السريعة التأثير ؟
وماسر تلك المناهج الدراسية المكثفة حتى لتكاد تضيق الذاكرة الفتية عن استيعابها؟
وماسر التعلق بأذيالها ؟؟؟
من الطبيعي أن ازدحام الأفكار في ذهننا وتهافتنا على نشر مانعرف , وقلة تركيز المتلقي أيضا لكثرة ما تحاصره المعلومات على أهميتها مدعاة لتناثرها وضياعها !وللاستفهام أيضا!.
هل تشك في أن استعمالك للهاتف النقال أهدر جزء ً من مقدرتك على حفظ الأرقام؟
كم بريدا الكترونيا ً تتلقى في كل يوم؟ كم موضوعا ً تقرأ كل يوم بقصد أو من غير قصد؟كم مادة ثقافية تعتبر نفسك قد حفظتها وهضمتها من خلال قراءتك تلك؟
هل هذا يجعل من الكتاب الورقي مرجعا ً هاما لايمكن أن يحل محله النت إلا عبر زاوية خاصة جداجدا؟أم طوعنا الإعلام على الوجبة الثقافية السريعة؟
هل لدينا عمرا ً يكفي كي نجمعها في ذهننا المتعب كفريق مثقف لم يتأقلم بعد على هذه السرعة والكثافة والزخم؟حقيقة أمر لافت للنظرفعلا!وثير التساؤلات العديدة.
ويجعلنا نتمهل قليلا في طريقة استعراض وقراءة وتنسيق وغربلة كل مايصلنا.
لن نتردد لو قلنا :
إنه أمر على مايبدو مقصودا ً!
أقتبس نصا قبل أن اكمل حديثي هذا فربما أوحى لنابمزيد من التوضيح:
***
في منتصف ليلة السابع عشر من كانون الثاني عام 1991 كان العالم أمام حقبة جديدة من الإعلام المرئي، لم يكن لها نظير قبل هذا التاريخ الذي نقلت فيه محطة الـ CNN الإخبارية الأمريكية أحداث قصف طائرات التحالف الغربي للعاصمة العراقية بغداد حيث قدر عدد المشاهدين الذين تابعوا الحدث بنصف مليار إنسان موزعين على 105 دول في أرجاء المعمورة.
ولم يكد العالم أن يفيق من هول الصدمة حتى تتابعت الأحداث بصورة دراماتيكية في أماكن أخرى من العالم، وأحداث أخرى جعلت التنافس بين المحطات الفضائية يزداد بطريقة تحسم الصراع الإعلامي لصالح هذا النوع الجديد من المرئيات في نهاية القرن الماضي، على أمل وجود منافس تكنولوجي آخر هو الانترنيت الذي دخل حلقة التنافس في آخر عشر سنوات من القرن العشرين مع الفضائيات،
إلا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أعادت الفضائيات إلى واجهة الصراع من جديد والعالم يشاهد بذهول انهيار القلاع الأمريكية الواحدة تلو الأخرى وفرار الأمريكيين إلى البراري بحثا عن مكان آمن لا يظلله سقف مرشح للسقوط!!.

لكن توقيت الحدث وتزامنه مع بداية الألفية الثالثة، حيث ادّعى الغرب هيمنته الكلية على مقدرات الشعوب وتلويحه بعصا الطاعة لكل من يجرؤ على دخول أحلامه مشاكساً، أي بعد عقد واحد من أحداث الخليج الثانية وانفراد قناة الجزيرة الإخبارية بنقل الانفعال الأمريكي بضرب أفغانستان، بحجة تصفية الإرهاب وضرب معاقله أينما وجد!
والاتهامات الصريحة للإسلام والمسلمين بدعم الإرهاب، والمضايقات اليومية التي يتعرض لها المسلمون في شتى بقاع الغرب، والصورة المضللة التي ينقلها الإعلام الغربي عن الإسلام؛ مما يجعل من المحتم إنشاء قناة فضائية إسلامية تتصدى لهذا الواقع الجديد، وتظهر الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين بطريقة علمية تأخذ بنظر الاعتبار آليات العقل الغربي من الناحيتين الشكلية والمضمونية.

ولكي نقف على طبيعة هذه الآليات، وكيفية التوجه لها، وأسس الخطاب الإعلامي الفضائي الموجه، يجب أن نشكل قراءة أكاديمية لمفاصل الإعلام المرئي الغربي وبعض المقترحات لنوعية الخطاب الذي ينبغي أن يوجه.
مقتبس من:
http://www.mohtarefon.com/vb/showthread.php?t=42888
*********
ماذا نستنتج مماقراناه؟حقيقة استغرب كيف نقرأ كل هذا الكم المعرفي من حولنا ولانجد توضيحا منطقيا من قبل ادباءنا وباحثينا عن كيفية مواجهة هذا الزحف الصعب , حتى انني استغرب عدم وجود بحث أكاديمي عن هذا الامر بالذات.
******

وهو ما يؤكده الدكتور محمد حــســام مــحــمــود لــطــفــي اســتــاذ القانون المدني بكلية الحقوق في بني سويف متناولا التشريعات المنظمة للاعلام الفضائي ومبينا ان عــدد القنوات الفضائية غير المرخصة في العالم العربي زاد لا سيما بعد اضافة التابع الصناعي الاماراتي "نور"، الى جانب التابعيْن عرب سات ونايل سات. واستأثرت الامارات العربية المتحدة 22 .25بـ % من القنوات الفضائية وتلتها المملكة العربية السعودية بنسبة 15.4 % وجمهورية مصر العربية بنسبة 11.6 % وذلـــك مــن واقــع احصائي صحافي نشر في الثامن من تشرين الأول 2007.
ويــشــدد لطفي على ان مدينة الانتاج الاعلامي في القاهرة تبث منها قرابة 005 الـ محطة فضائية وليس البث مقصورا على المحطات الفضائية التي تبث سمعيا بصريا على مدار الاربع والعشرين ساعة.
كما يتحدث لطفي عن توصل ثلاثة من العاملين في شركة "باي بــال" الــى اتــاحــة تحميل محتوى سمعي بصري بما يقارب 6.1 ملايين فيديو باجمالي سعة تخزينية 45 تيرابيت وبقائمة مشتركين تجاوزت 500 الف مشترك حتى 9 نيسان من العام، 2008 ويحمل الموقع الالكتروني الخاص بهذا التحميل كل دقيقة 13 ساعة فيديو بتكلفة اجمالية للباندوديدث عن كل يوم تبلغ مليون دولار.
ومن هنا يرى لطفي بان الرقابة الذاتية باتت الوسيلة الوحيدة لمواجهة هــذا الطوفان الاعلامي الــذي لــن يــتــردد مــن الــدخــول في اي مكان يجده متاحا لتغلغله في الرصيد الثقافي لكل الدول وذلك كله في اطار عولمة لا ترحم الهوية الثقافية ولا تلتفت الا للعائد المالي.
المصدر
http://www.albaladonline.com/html/story.php?sid=40634
**********
وإذا؟
يبقى السؤال هل هذا يشكل ظاهرة صحية طبيعية؟ هل حبس الانفاس في الجري دوما وراء كل جديد مشوق وقيم ظاهرا أمر مهم ومفيد؟
أم ستؤدي حتما لقلة التركيز وضياع الثمين مع الغث وضياعنا؟إلى حمى التيه وسط كل هذا البحر الهائج الزاخر بالمتناقضات العميقة؟
فآخر طريق العولمة على مايبدو كذلك, هو ضياع للهوية ولن تضيع بإذ ن الله مادام هناك من يربي بإخلاص ووعي,ومادامت تنبض في جارحة كل حي مبادئه التي يحافظ عليها.
هل نتوقع انفجارا ًجديدا ً يطيح بمكتسبات ملأت الساحة الثقافية والمعرفية مازالت عقولنا تغص بها؟.
الخميس 8-7-2010