البصمة الوراثية وعلاقتها بالأنساب

[حسون حسن الشيخ علي]

الآن في الأسواق كتابنا البصمة الوراثية وعلاقتها بالأنساب

المؤرخ والمحقق حسون حسن الشيخ علي

يتضمن كتابنا البصمة الوراثية على ثلاثة أبواب: الباب الأول: تناولنا فيه خلق الإنسان وما هي النطفة والأمشاج وبصمة الإصبع وبصمة العين القزحية والشبكية ومصادر البصمة الوراثية والجينوم البشري وما هو معنى الجين وعرف الحمض النووي dna والصبيغات الوراثية وكيفية تمييز الألائل من شخص إلى آخر وأسلوب كيفية الحصول على البصمة الوراثية. أما الباب الثاني: فتناولنا فيه الأنساب من الناحية الشرعية وأدلة ثبوت النسب في الفقه الإسلامي وعرجنا على البينة والفراش لإثبات النسب وتناولنا أيضا العلم الحديث والبصمة الوراثية ثم الجانب القانوني للبصمة الوراثية ومشجرات السلالات الجينية. أما الباب الثالث: فقد تناولنا وثبتنا فيه البصمات الوراثية أو الصبغة الوراثية للقبائل وحلقنا بأنواع السلالات a,b,c,d,e,g,r,i,h,l,n,o,k,q.s,t,j وسلالةj السامية إلى j1,j2 ومن هذه الفروع السلالات العربية وأنماطها الجينية.وظرق فحص الحمض النوي وبعض القراءات في الماركات القحطانية والعدنانية.

وهذا بعض المقتطفات من كتابنا البصمة الوراثية وعلاقتها بالأنساب

المؤرخ والمحقق حسون حسن الشيخ علي

الحلقة الأولى

النسب للتعارف وليس للتفاخر فهو أساس الشرف إذا كان مقرونا بالتقوى ومناط الفخر ومرتكز لواء العظمة ومنبثق رؤاها وبه يعرف الصميم من اللصيق فالنسب والتقوى مجلبة للعز ومدعاة للقوة فمتى عرف أفراد من البشر أو قبائل منهم أن تجمعهم جامعة النسب فإن قلب كل منهم يحن للآخر ونفسه تنزع للإحتكاك به والتزلف إليه. وأما التفاضل عند الله إنما يكون بالإيمان والتقوى بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات13
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلمياأيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولأ اسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت)* رواه أحمد 38/474 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 2700
وبهذا يكون تفاضل الناس عندالله تعالى التقوى فرُب رجل من أهل البيت نسبا ولكنه فاجر فاسق وربّ رجل أعجمي ليس من العرب وهو عند الله تقي. فما نفع نسب أبا لهب في النار وهو يتلظى وما هم بلال وهو في الجنة يتقلب. ومن أمور الجاهلية التي حذَر منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم الفخر بالأنساب والطعن فيها ويشمل الطعن في الأنساب على معنيين : نفي نسب الرجل عن أبيه أو قبيلته أي أنت تدعي أنك من آل فلان ولست منهم وشتم الآباء أو القبيلة وذكر معايبهم. فنقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (لَيَنْتهِيَن أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلا لذي يدهده الخراء بأنفه. إن الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالآباء إنماهو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس كلهم بنو آدم وآدم من تراب)*رواه الترمذي 3890وحسَّنه الألباني والجُعَل حشرة صغيرة سوداء يقال لها الخنفساء ومعنى يُدهده أَي يُدحرجه بأنفه .
ونقل عن أبي مالك الأَشعري ان النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قالأربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والإستسقاء بالنجوم والنياحة)* رواه مسلم رقم 1550
وقَال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلمإثتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت)* رواه مسلم67
ولا يحل لإنسان أن يدّعي أباغير أبيه ولا قبيلة غير قبيلته وفي الوقت نفسه لا يحل له الإتفاء من أبيه أو من نسبه. فعن سعد بن أبي وقاص قَال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام).*رواه البخاري رقم6385 ومسلم رقم 63
وعن أبي ذر الغفاري أنه سمع النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ليس من رجل إدعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى قوما ليس له فيهم (نسب) فليتبوأ مقعده من النار).*رواها لبخاري رقم 3317 ومسلم رقم61 وعليه فإن نفي النسب عن الآخرين محرم شرعا أو يأثم الذي يطعن في النسب الصحيح فلا يحل لأحد أن ينفي نسب أحد دون بينة شرعية من أجل تقطيع الرحِم ويجوز تعلم النسب من أجل زيادة الروابط والصلة بين الأسر والقبيلة وهو مقصد شرعي حثت عليه الشريعة المطهرة بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر)*رواه الترمذي (1979) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي
والأصل فيمن ادعى نسبا أنه مؤتمن على ذلك ما لم تكن يثبت أنه كاذب فإذا اشتهر أن هذا الرجل ينتسب إلى القبيلة الفلانية فلا حاجة إلى إقامة بيِّنة خاصة لأن الإشتهار في هذا يكفي فهو من الأمور التي يُشهَدعليها بالإستفاضة .*العصبية القبلية من المنظور الإسلامي خالد الجريسي ص 132
والتبني هو تربية الأطفال الذي لم تلدهم المرأة ويكونون لها مثل الولد الحقيقي من حقوق أو أن يضم أحد الناس طفلا إلى نسبه ويجعله كولده ويعطيه إسمه ولقبه. فقد كان التبني في الجاهلية أمرا شائعا بين الناس فقد تبنى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل بعثته زيد بن حارثة وجعله إبنه له حق الإبن الشرعي وحينما نزل عليه القرآن وبعثه الله سبحانه للناس رحمة أنزل عليه آياتوما جَعلَ أدعياءَكمْ أبناءَكُمْ ذلِكُم قولُكم بأفواهِكمْ واللهُ يقولُ الحقَّ وهو يَهدي السبيل* ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَأ َقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِيا لدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)الأحزاب4-5
وقيل أنها نزلت بعد أن تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من زينب بنت جحش مطلقة زيد بن حارثة حيث استنكر بعض المنافقين ذلك وقالوا كيف يتزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مطلقة زيد وزيد إبنه بالتبني وقد كان ينهى عن التزويج من زوجات الأبناء فنزلت هذه الآية للرد عليهم وبيان أن زيد لم يكن إبنا نسباً وغنما بل كان إبنا له بالتبني فزيد هو إبن حارثة أسر فاشترته أما لمؤمنين خديجة ووهبته للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين تزوجته ثم أعتقه فسماه الناس زيد بن محمد فنزلت الآية بأن يدعوهم لآبائهم. فقد روى البخاري عن عبداللّه بن عمر قال: إن زيد بن حارثة رضي اللّه عنه مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند اللّه**"أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي فقد كانوا يعاملون المتبننين معاملة الأبناء من كل وجه في الخلوة بالمحارم وغير ذلك ولما نسخ هذا الحكم بالآيةا لكريمة أباح تبارك وتعالى زوجة زيد متبناه بعد أن طلقها بأن يتزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بزينب بنت جحش مطلقة زيد بن حارثة لكيلا يكون للناس حرج في زوجات أدعيائهم إذا طلقن. أما الإبن الحقيقي للرجل الذي هو من صلبه بقوله تبارك وتعالىوَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ) النساء 23
وهذا تشديد وتهديد ووعيد أكيد في التبري من النسب المعلوم واستثنى الله سبحانه الذي يقع في الخطأ سهوا وليس تعمدا (وَلَيْسَ عَليْكُمْ جُناحٌ فِيما أخْطأْتُمْ بِهِ) الأحزاب5

[ريمه الخاني]

ياأستاذنا العزيز نتمنى عليك إرشادنا على كتبك كيف نصل إليها او لو تتفضل مشكورا بإرسالها ,فهي نفسية وقلسل من يهتم بتلك انواحيس الهامة ,بارك لله بكم.

[حسون حسن الشيخ علي]

الأخت الفاضلة ريم تحية طيبة وبعد
كتبنا الآن في بعض مكتبات المتنبي وربما نفذت الطبعة الأولى منها وسوف نوافيكم بمقتطفات منها على منتدى فرسان الثقافة إن شاء الله
مع تحياتي

[أسامه الحموي]

أستاذ حسون لو وجدتم منها نسخا احجزوا لنا نسخا,وسؤالي عفوا:لو نفذت النسخ لم تعلن عن كتبكم؟.
وفقكم الله.

[حسون حسن الشيخ علي]

الأخ الفاضل أسامة الحموي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية الإسلام المباركة
سألتنا الأخت الفاضلة ريم الخالدي عن مكان تواجد مؤلفاتنا فأرشدناها على تواجدها علما إننا طبعنا أعداد فليلة منها في الطبعة الأولى وسوف تنزل في الأسواق الطبعة الثانية إن شاء الله. أما إلإعلان عن كتبنا فهي للفائدة العامة بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : (من كتم علما لجم بلجام من نار) وأخيرا أشكرك على هذه المداخلة اللطيفة مع تحياتي

[حسون حسن الشيخ علي]

الحلقة الثانية
الحمض النووي وعلاقته بالأنساب

المؤرخ والمحقق حسون حسن الشيخ علي

بدء الخليقة
عندما خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام إنفرد في جيناته الوراثية التي تختلف عن جميع المخلوقات وحينما خلق الله سبحانه حواء من نفس آدم هل إنتقلت الجينات الوراثية نفسها ؟ هذا السؤال لم تتوفرا لإجابة عليه لحد الآن. عند هبوط آدم عليه السلام وزوجته حواء من الجنة إختلفت الآراء عن سبب الهبوط فالرواية الإسلاميةت قول أن الشيطان أغواهما بقوله سبحانه وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين) البقرة35-36
أما الرواية التي ذكرت في سفر التكوين ::وأخذ الربّ الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها. وأوصى الربّ الإله آدم قائلا: من كل شجر الجنة تأكل أكلا وأما من شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتا تموت (التكوين 2: 15-17) .
وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الربّ. فقالت للمرأة أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟ فقالت المرأة للحية من ثمر الجنة نأكل وأما من ثمر الشجرة التي وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا. فقالت الحية للمرأة لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تأكلان منها تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر. فرأت المرأة أن الشجرة جيّدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأنّ الشجرة جيدة للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها معها أيضا فأكل. فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانين فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر. وسمعا صوت الربّ الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبأ آدم وامرأته من وجه الربّ الإله في وسط شجر الجنّة. فنادى الربّ الإله آدم وقال له أين أنت؟ فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت. فقال: ومن أعلمك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك ألا تأكل منها؟ فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي التي أعطتني من الشجرة فأكلت. فقال الربّ الإله للحية لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل أيام حياتك وأضع عداوة بينك وبين المرأة ونسلها هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عَقِبَهُ. وقال للمرأة تكثيرا أُكثر من أتعاب حبلك بالوجع تلدين أولادا وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك. وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض التي أُخذت منها لأنك من تراب وإلى تراب تعود. ودعا آدم اسم امرأته حوّاء، لأنها أمّ كل حيّ. وصنع الربّ الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما. وقال الربّ الإله: هو ذا الإنسان صار كواحد منا عارفاً الخير والشر، والآن لعله يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد. فأخرجه الربّ الإله من جنّة عدن ليعمل في الأرض التي أُخذ منها،فطرد الإنسان، وأقام (الربّ) شرقي جنة عدن: الكروبيم (ملائكة مجنحة حارسة)، ولهيبَ سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة.(التكوين 3: 1-24).
السؤال: هل كانت الجنة والهبوط منها من مكان أعلى من الأرض أو من غيرها أو من مكان مرتفع من الأرض إلى مكان آخر.؟
لقد سكت القرآن الكريم عن مكان الجنة واختلف المفسرون فيها فيرى بعضهم إنها جنة المأوى وأن مكانها في السماء ويعلق البعض على هذا القول فيعللون ذلك بقولهم لو أنها جنة المأوى لحرمت على إبليس لأنه طرد منها. وقيل أنها جنة خلقها لآدم وحواء. ويرى البعض أنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع ومنهم من سكت عن ذلك.
عند انتشار أبناء آدم عليه السلام في الأرض وتكاثرهم هل كانوا يحملون نفس الجينات الوراثية لأبيهم آدم عليه السلام؟
يقول العلم الحديث أن جميع البشر تتطابق جيناتهم الوراثية بنسبة 09/99 تسع وتسعون وتسعة أعشار وتختلف في باقي العشر.
بعد شمول جميع الأرض بالطوفان نجى الله سبحانه نبيه نوح عليه السلام وبعض أفراد قومه حين ركوبهم السفينة وبعد رسوها على الأرض هل بقي أحد من قوم نوح وانتشر نسلهم أم أن الإنتشار جاء من ذرية نوح عليه السلام فقط.؟ والسؤال في أي مكان رست سفينة نوح عليه السلام ؟إ
ختلف الناس في رسو سفينة نوح عليه السلام فقد ذكر القرآن الكريم أنها رست على الجودي في شمال العراق وتركيا (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظالمين)هود44
والرواية النصرانية تقول أنها رست على جبل الأراراط. التكوين إ 8 ع 4
أما الأشخاص الذين نزلوا معه من السفينة كم كان عددهم؟
لقد سكت القرآن الكريم عن عدد الأشخاص الذين كانوا مع نوح علي السلام بل ذكر الرواية بقوله سبحانه: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) هود40
وقوله تعالى: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ..) الإسراء3
أما في العهد القديم"هم ثمانية نوح وزوجه وأولاده الثلاثة وأزواجهم .فزوجته مؤمنة على خلاف القرآن الكريم إلا إن كان له امرأتان.
أما سلالاتهم فمنهم من يقول أن سلالاتهم إنقرضت وبقي أحفاد نوح عليه السلام ويستدلون بالآية الكريمة: (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ) الصافات77
وأحاديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى الترمذي وإبن جرير وإبن ابي حاتم من حديث سعيد بن بشير عن قتادةعن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله سبحانه: (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ) قال: (سام وحام ويافث).ونقل الإمام أحمد في مسنده: حدثنا عبدالوهاب عن سعيدعن قتادة عن الحسن عن سمرة أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:) سام أبوالعرب وحام أبوالحبش ويافث أبوالروم .ورواه الترمذي عن بشر بن معاذ العقدي عن يزيد بن زريع عن سعيد وهو إبن عروبه. ونقل عن حديث إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: ولد نوح - عليه السلام - ثلاثة سام وحام ويافث وولد كل واحد من هذه الثلاثة ثلاثة فولد سام العرب وفارس والروم وولد يافث الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج وولد حام القبط والسودان والبربر.
وهناك بعض الآراء تقول أن الطوفان أصاب بعض المناطق ولم يشمل الأرض كلها وقد يكون أصاب سلالات المهاجرين الأوائل إلى الشرق الأوسط والذي كانوا يشكلون معظم العالم ومعظم البقعة المأهولة من الأرض ولإتساع هذه الرقعة المصابة بالفيضان وصعوبة الإلتجاء إلى أوروبا لأنها كان يغطيها الجليد وافريقيا لأن أرضها كانت صحراء قاحلة وآسيا لوجود حواجز جبلية تمنع السفر. وظهرت لنا دراسة ناشيونال جيوجرافيك أن البشر أصلهم واحد فيرى معدون هذه الدراسة أن أصل الجنس البشري بدأ من أفريقية. ومنهم من يرد على هذه الإجتهادات بأن الطوفان شمل جميع الكرة الأرضية ودليلهم دعاء نبيالله نوح عليه السلام في قولة تعالىوقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارا) نوح 26
أي أنه لم يبقى على وجه الارض إلا من كان في السفينة حتى إبن نوح الذي من صلبه الذي إعتزل عن أبيه ودار حوار بينهما بقوله سبحانه قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَاعَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِين) هود43
ثم يقول سبحانه: (ثم أنشأنا من بعدهم قوما آخرين)المؤمنون21
السؤال : كان الإنسان الأول عاش في شمال أفريقية وجنوبها حسب دراسة ناشيونال جيوجرافيك ثم انطلق أحفاده حول العالم؟
هذا السؤال له عدة إحتمالات إما أن نوح عليه السلام أو ذريته عاشوا في أفريقية وهذا احتمال غير وارد الآن . أو أن الأرض لم يشملها الطوفان بالكامل فبقي قسم منهم في أفريقية ومنها انطلقوا إلى العالم.
ومنهم من يرد على ذلك فيقول أين ذرية نوح عليه السلام من هذه الدراسة. وأين موطنهم .....

[عثمان آل غفار]

مرور على الحلقة الاولة--بارك الله بك وطيب الله مقامك استاذنا الفاضل

[عثمان آل غفار]

المرور على الحلقة الثانية-- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته-- الاستاذ الفاضل تاييد لكلامك وما ابدعت به--اثبتت الدراسات اولا ان جنة ادم هي في الارض وليس بالسماء كما نعرف الجنة وهذا موضوع يطول شرحة-ثانيا المسح الجيلوجي الحديث اثبت ان اكثر الاراضي خصوبة هي في منطقه نهايه شط العرب ودخوله على الخليج العربي اي هناك كانت جنة ادم-ثالثا-اثار قابيل وهابيل معرفة هي في الشام-رابعا كل قصص الانبياء ما وردت منها بالقران الكريم او الاحاديث النبوية الشريفة او ما وردة في الاثر وهي نموذج بين لنا الله عز وجل بها هي في الوطن العربي وحصرا ما بين مصر والاردن والشام والعراق واليمن والجزيرة العربية كل الاحداث هناك اكتمنت--لربما افريقية الشمالية منها اي مصرلانها تعد قرن افريقي-اما نضرية البشرية اوصولها كما في الابحاث الاوربية هي افريقية- انا انسف هذه الابحاث- من قوله تعالى- مكة اطلق الله عليها ام القرى-وكلمه ام تعني هي الولادة للقبائل والشعوب - اي لا افريقية ولا اليمن ولا غير ذالك---وفقكم الله استاذنا وبارك الله بكم ودمتم بالتواصل وخدمة البلاد والعباد--الباحث وامؤرخ النسابة ابنكم عثمان ال غفار الناصري الصيادي الحسيني

[حسون حسن الشيخ علي]

الحمض النووي وعلم السلالات

إعداد المؤرخ والمحقق حسون حسن الشيخ علي
خلق الإنسان
قال سبحانه وتعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَالدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْنُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) الإنسان 1-2
أنزل الله تعالى سورة يإسم الإنسان تمثل خطابا مباشرا منه سبحانه إلى عباده من بني آدمالذي خلقه بيديه‏ ونفخ فيه من روحه‏ وعلَّمه من علمه‏‏ وأنطقه بقدرته‏ وأسجد له ملائكته‏ وخلق له زوجه من نفسه وخلق نسله من صلبه‏ وكرمهم بكرمه‏ وأفاض عليهم من رزقه وفضلهم على كثير من خلقه‏ هؤلاء الأبناء والأحفاد كانوا نطفا.
ماهي النطفة النُّطْفَة
جمعها نِطاف لها عدة معان منها الماءُ الصافي فيقال سقاني نُطْفَة عَذْبة ونِطافا عِذابا. والنُّطْفَةُ القطرةُ فيقال جاء وعلى جبينه نِطاف من عرق. قال إبن منظور في لسان العرب: النطفة هي صغار اللؤلؤ والواحدة نَطَفة ونُطَفَة شبهت بقطرة الماء". وقال الزبيدي في تاج العروس: ونطفت آذان الماشية وتنطفت ابتلّت بالماء فقطرت. وجاء في الحديث الشريف: (فلم نزل قيامًا ننتظره حتى خرج إلينا وقد اغتسل ينطف رأسه ماء) (1) 1- تاج العروس ج 6ص258-259/ لسان العرب ج9ص226
والنّطفة المَني بقوله تعالى: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةٌ مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى) القيامة 37
وقوله سبحانه: (خَلَقَ الإِنْسَانَ مِن نّطْفَةٍ ) النحل4
وقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنّا خَلَقْنَاهُ مِن نّطْفَة ) يس77
وقوله عز وجل: (ثُمّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مّكِين) المؤمنون13
ما هي الأمشاج الأمشاج
جمع مشج وهي الأخلاط يقال مشجت هذا بهذا إذا خلطته وهو مشوج به ومشيج أي مخلوط. وقد أجمع أهل التفسير على أن الأمشاج هي الأخلاط وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة وواحدها مَشْج ومشيج مثلخدْن وخدين ومنه قول رؤبة بن العجّاج :
يطرحن كل مُعجل نشّاج ......لم يُكس جلدا في دم أمشاج
ويقال منه مشجت هذا بهذا إذا خلطته به وهو ممشوج به ومشيج أي مخلوط كما قال ابو ذؤيب: كان الريش والفوقين منه خلال النصل سيط به مشيج والمشج والمشيج الشيءالمختلط بعضه في بعض قال إبن عباس: يعني ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا ثم ينتقل بعد من طور إلى طور وحال إلى حال. وقال عكرمة ومجاهد الأمشاج هو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة. وجاء في الموسوعة البريطانية ما نصه: النطفة الأمشاج Gamete = مشيج خلية جنسية تناسلية تحتوي وحدة واحدة مختلفة من الكروموسومات أو نصف المادة الجينية اللازمة لتكوين كائن كامل (haploid) خلال عملية الإخصاب تندمج أمشاج الذكر والأنثى لتؤلف خلية واحدة تحتوي على عدد مزدوج من الكروموزومات تسمى اللاقحة وأمشاج يمكن أن تكون متشابهة بالشكل مثل القالب الأسود Rhizopus أو يمكن أن يكون هناك أكثر من شكل مورفولوجي Heterogamy والأمشاج الذكرية صغيرة وحَرِكة ويطلق عليها الحيوان المنوي. والأمشاجالأنثوية كبيرة وغير متحركة ويطلق عليها إسم البويضة. لقد كان الإعتقاد السائد لدى الفلاسفة والأطباء أن الجنين إنما يتكون من ماء الرجل ولم تكن البشرية تعرف عن النطفة الأمشاج شيئا.فقد إستطاع أرسطو في القرن الرابع ق.م من أفرد علم الأجنة ببحث خاص بناه على ملاحظاته على كثير من أجنة الطيور والحيوانات وقد لخّص أرسطو في بحثه عن معتقدات أهل زمانه وحصرها في نظريتين أن الجنين يكون جاهزا في ماء الرجل فإذا وصل ماء الرجل إلى الرحم نما كما تنمو البذرة في الأرض آخذا غذاءه من الرحم. وأن الجنين يتخلق من دم الحيض حيث يقوم المني بعقده مثلما تفعل الأنفحة باللبن فتعقده وتحوله إلى جبن وليس للمني في إيجاد الولد دور وإنما له دور مساعد مثل دور الأنفحة في إيجاد اللبن. وبعد اختراع الميكروسكوب قام العالم"ليفين هوك Leeuwen Hoekوزميله هامHamm باكتشاف الحيوان المنوي في مني الإنسان عام 1677م. وقام العالم جراف Graaf عام 1672م بوصف حويصلة البويضة التي سُمّيت بإسمه إلى اليوم حويصلة جراف. ووصف "شوانSchwann وشليدن Schleiden عام1839م خلايا الإنسان بأنها الأساس لجسم الكائن البشري. وفي عام 1859م عرف العلماءأ ن الحيوان المنوي ليس إلا خلية حية وكذلك البويضة. وفي عام 1875م إستطاع هيرتويج Hertwig) ملاحظة كيفية تلقيح الحيوان المنوي للبويضة وأثبت بذلك أنهما يساهمان في تكوين البويضة الملقحة وكان بذلك أول إنسان يشاهدعملية التلقيح ويصفها. وقد تمكن فان بندن VanBeneden عام1883م من إثبات أن كلا من البويضة والحيوان المنوي يساهمان بالتساوي في تكوين البويضة الملقحة. وبين عامي 1888 و1909م أثبت العالم بوفري Boveri بأن الكروموسومات تنقسم وتحمل خصائص وراثية مختلفة وفي عام 1912م إستطاع العالم مورجان Morgan أن يحدد دور الجينات في الوراثة وأنها موجودة في مناطق خاصة من الكروموسومات. وعلى هذه النظريات العلمية تجلت للإنسانية أن الجنين يتكون بامتشاج واختلاط نطفة الذكر ونطفة الأنثى إلا في القرن التاسع عشروتأكد لهم ذلك في بداية القرن العشرين. إن مراحل خلق الإنسان تبدأ بتكون الحوين المنوي عند الأب لأن جميع بويضات الأم مكونة أساسا وهي جنين والسائل المنوي يماثل ماء عديد النطف أي القطيرات وهو ما ذكره الله سبحانه في كتابه الكريم: (وَبَدَأ َخَلْقَ الإِنْسَانِ مِن طِينٍ* ثُمّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مّن مّآءٍ مّهِينٍ)السجدة 7و8
وقوله تعالى: (أَلَم ْنَخْلُقكّم مّن مّآءٍ مّهِينٍ) المرسلات 20
وكذلك ذكرت في السنة النبوية حينما جاء رجلي هودي يسأل رسول الله عن تكوين الجنين فأجابه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (حَدَّثَنَاحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُوكُدَيْنَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِاللَّهِ قَالَ مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ يَا يَهُودِيُّ إِنَّ هَذَاي َزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَقَالَ لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ قَالَ فَجَاءَ حَتَّىجَلَسَ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ مِمَّ يُخْلَقُ الْإِنْسَانُ؟ قَالَ يَاي َهُودِيُّ مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ مِنْ نُطْفَةِا لرَّجُلِ وَمِنْ نُطْفَةِ الْمَرْأَةِ فَأَمَّا نُطْفَةُ الرَّجُلِ فَنُطْفَةٌغَلِيظَةٌ مِنْهَا الْعَظْمُ وَالْعَصَبُ وَأَمَّا نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ فَنُطْفَةٌ رَقِيقَةٌ مِنْهَا اللَّحْمُ وَالدَّمُ فَقَامَ الْيَهُودِيُّ فَقَال هَكَذَا كَانَ يَقُولُ مَنْ قَبْلَكَ). (1) 1- أخرجه الإمام أحمد في مسندهرقم4259
وهنا تتجلى نظرية الإعجاز في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بأن النطفة الأمشاج هي نتيجة تلقيح الحيوان المنوي لبويضة المرأة وأن تحديد جنس الجنين يعود إلى نوعية الحوين المنوي ذكرا أوأنثى . وقد أثبت علميا أن السائل المنوي ما بين مائتين إلى ثلاثمائة مليون حيوان منوي واحد منها هو المسؤول عن تلقيح البويضة. والبويضةالملقحة أو النطفة الأمشاج هي نتيجة تلقيح الحيوان المنوي لبويضة المرأة وأنه إذا لقح البويضة حيوان منوي ذكر Y فإن الجنين يكون ذكرا أما إذا لقح البويضة حيوان منوي أنثى X فإن الجنين سيكون أنثى. في عملية الإخصاب يخرج ماء الرجل متدفقا بقوله تعالى: ({فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ*يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) الطارق 5- 7
هذا الماء له قوة دفق ذاتية وقد أثبت العلم في العصر الحديث أن المنويات التي يحتويها ماء الرجل لا بد أن تكون حيوية متدفقة متحركة وهذا شرط للإخصاب. وفي هذا الماء أو المني أعداد كثيرة من الحيوانات المنوية وكل حوين له رأس بيضوي بارز قليلا وجسم قصير وذيل متحرك له القدرة على الحركة التي تساعده على الوصول إلى مكان الإخصاب. ويحوي ماء الرجل بالإضافة إلى المنويات عناصر أخرى تشارك وتساعد في عملية الإخصاب مثال ذلك مادة البرستاجلاندين التي تحدث تقلصات في الرحم مما يساعد في نقل المنويات إلى موقع الإخصاب.(2) 2- أنظر التناسل البشري مبادئ الطب التناسلي ط3 بيج وفيللي
أما ماءالمرأة فيحمل البيضة ويخرج متدفقا إلى قناة الرحم فالوب وأن البيضة لا بد أن تكون حيوية متدفقة متحركة حتى يتم الإخصاب. ويحوي ماء المرأة عناصر أخرى تساعد وتشارك في عملية الإخصاب ومنها بعض الإنزيمات التي تفرزها بطانة الرحم وقناته التيتجعل المنوي قادرا على الإخصاب وذلك بإزالة البروتين السكري من رأسه (*)* التخلق البشري كيث مور ص10
وتعمل هذه الأنزيمات بالإضافة إلى ذلك على إطلاق الخلايا المحيطة بالبيضة وكشف غشائها الواقي أماما لمنوي. تندفع الحيوانات المنوية بنشاط نحو البيضةو يفلح إحدها باختراقها فيحدث الإخصاب وتبدأ بذلك مرحلة السلالة من النطفة. وقدأشار الله سبحانه وتعالى على هذه العملية بكتابه الكريم فقالثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ) السجدة 8
بعدهذا الإختراق من قبل الحيمن للبويضة يحدث عقب ذلك مباشرة تغير سريع في غشائها يمنع دخول بقية المنويات وبدخول المنوي إلى البيضة تتكون النطفة. هذه العملية في مراحل النطفة تعرف بالسلالة حيث يتم إختيار حوين واحد وبيضة واحدة ليتحدا مبتدئين التخلق البشري ويفقد الحوين المنوي بعد دخوله الخلية ذيله وغطاءه ليذوبا وتندمج المادة الوراثية بعدئذ.وتأخذ البيضة الملقحة شكل نطفة أي قطرة ونطفة أمشاج أي قطرة مختلطة من مائين وتعرف علميا عند بدء تكونها بالزيجوت وأشار عليها القرآنا لكريم بقوله تعالى (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ) هذه النطفة هي عبارة عن كائن واحد يتكون من أخلاط متعددة تحمل صفات الأسلاف والأحفاد لكل جنين. تنقسم إلى خلايا أصغر تدعى قسيمات جرثومية blastomeres وبعد أربعة أيام تتكون كتلة كروية من الخلايا تعرف التوتية morula وبعد خمسة أيام من الإخصاب تسمى النطفة كيس الجرثومة blastocyst مع إنشطار خلايا التوتية إلى جزئين. هذا الخلق الجديد هو البداية الحقيقية لوجود الكائن الإنساني فالمنوي يوجد فيه23 حاملا وراثيا ويوجد في البييضة23 حاملا وراثيا أيضا فعند إندماجهما تتكون الخلية الجديدة التي تحوي عددا من الصبغيات أو الكروموسومات مساويا للخلية الإنسانية وعددها46 ثم تبدأ عملية أخرى تتحدد فيها الصفات التي ستظهر على الجنين في المستقبل وهكذا يتم تقدير أوصاف الجنين وتحديدها بقوله تعالى: (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ *مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ) عبس 17-19
ومعنى التقدير في اللغة التروية والتفكير في تسوية أمر وتهيئته أو تقديره بعلامات يقطعه عليها أو أن تنوي أمرا فتقول قدرت أمر كذا وكذا أي نويته وعقدت عليه. هذه الصبيغات أو الكروسومات التي يحملها المنوي هي التي تحدد جنسية الجنين فإذا كان المنوي يحمل الكروموسوم y كانت النتيجة ذكرا وإذا كان ذلك المنوي يحمل الكروموسوم x كانت النتيجة أنثى. تلتصق النطفة بالرحم فتبدأ مرحلة الإستقرار فينغرس كيس الجرثومة في بطانة الرحم بما يشبه انغراس البذرة في التربة في عملية حـرث الأرض بواسطة خلايا تنشأ منها تتعلق بها في جدار الرحم والتي ستكون في النهاية المشيمة وبهذا الإنغراس يبدأ طور الحرث ويكون عمر النطفة حينئذ ستة أيام. فأشار سبحانه وتعالى بقوله: (ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ) المؤمنون13
هذا القرار المكين هو الرحم الذي يقع في وسط الجسم وفي مركز الحوض وهو محاطب العظام والعضلات والأربطة التي تثبته بقوة في الجسم أي أنه مكين. وبمرور الوقت يبدأ الجنين ينمو ثم يصبح طفلا وكهلا ثم كما خلقه يعود. وقد وصف ذلك سبحانه بقوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مّن طِينٍ. ثُمّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِيقَرَارٍ مّكِينٍ. ثُمّ خَلَقْنَا النّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَم ُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) المؤمنون 12-14
فسبحان الله أحسن الخالقين الذي خلق الإنسان وميزه على مخلوقاته وأمثاله من البشر ويحمل معه أشياء تميزه عن غيره وينفرد بها فاجتهد علماء عصرنا في محاولة توظيف هذه الميزات لخدمة البشرية فاستخدموها في وسائل التعرف على الشخصية لصعوبة سرقتها وانتحالها وضياعها مقارنة بغيرها من الوسائل وأطلق على هذه الصفات مصطلح السمات الحيوية ومن هذه السمات البصمة منها بصمة الظفر وبصمة الإصبع وبصمةا لكف وبصمة العين وبصمة الوجه وبصمة رائحة الجسم والبصمة الحرارية والبصمة الوراثية و.......

[عثمان آل غفار]

بارك الله بك استاذنا بحث مستوفي ورائع تقبل مروري