القصيدة الفائزة بالمركز الاول

العطاء
عبدالرحيم محمود

هل الهلال فضاعت منـك أرجـاء
وأخضر عشب وفاضت فيك أنـواء

شهر الصيام أنـار الكـون مقدمـه
واجتـاح أوطانـنـا نــور وآلاء

بستانه الحب لما امتـد فـي أفـق
سحْب العطاء وغطى الوردَ أنـداء

شهر المكارم أهلا قد أتيـت فمـن
يتاجـر اليـوم لا يلهيـه إغـراء

شهر الحروب مع الشيطان منتصر
مـن لاذ بالله لا يقهـره إغــواء

قد فتحت كل أبـواب الجنـان فـلا
تبخـل دخـولا ولا ترهقْـك لأواء

وغلقت كل أبـواب الجحيـم فمـن
تقحـم البـاب قـد تهلكْـه أهـواء

فاغنم من الخير باب الله منسـرب
منه العطاء وفاض الخيـر والمـاء

فاشرب من الكوثر الريان لا عطش
من بعد شرب ، فلا تلهيـك أشيـاء

والق الحبيب على نهـر بـه لبـن
فارشف بعينك إذ لاحتـك أضـواء

من وجه طه أرى برقا يلوح فمـن
رآه جـن ونـور الحـب إسـراء

يا خاتم الرسْل هـل منـك أعطيـة
أنت الرؤوف ولم يعجزك إرضـاء

قلبـي بحبـك ذوب لسـت أملكـه
فامنن عليـه فـإن المـن إعطـاء

يا سيد الرسل ما روحـي براغبـة
عن نور وجهك هذا الحسن وضـاء

فامنن بشهر الرضا واسأل لنا أمـلا
من غافر الذنب مـا حدتـه أنحـاء

جاء العباد بشهر الصوم يرشدهـم
حب النبي ولولا الحب مـا جـاءوا

صلوا وصاموا وهمس الذكر أشغلهم
عن كل دنيا وحب الله قـد شـاءوا

قاموا الليالي ودمع العيـن يغرقهـم
في بحر حب وبعض الدمـع إرواء

فالذنب يغسله مـن تائـب نزفـت
عيناه دمع وجافـى العيـن إغفـاء

يا فوز من نال من مـولاه مغفـرة
في آخر الصوم ما أشقتـه أهـواء