النسخة الأولى
ـــــــــــــــــــــ
بوله أخذ يمزق المظروف وبرز الغلاف الموسوم بصورتها. هو النسخة الأولى من كتابه الجديد.
ما إن فتح الغلاف حتى أحس بوخز في باطن كفه الأيمن. أعاد إطباق الغلاف كانت صورة عواطف تتموج غائمة بأطراف مدببة.
وقع الكتاب على الأرض. أخذت الحروف تنسل متناثرة ومع اندهاشه انفتح باب الغرفة وارتفع صرير مزلاج النافذة لتنفتح على مصراعيها.
فأمتد خط من الأحرف ومن أوراق الكتاب إلى عنان السماء.&













النجاح
ـــــــــــ
أخذت تركض في أرجاء الدار. نجحت أخيراً؛ لم تفكر في نسبة التقدير، كان همها اجتياز عقبة فشلت في تخطيها خمس مرات، ولما شعرت بالتعب دخلت غرفتها ونامت.
أقلق تأخرها الجميع. أسرعت أمها وإحدى أخواتها، استقبلتهما رائحة عبقة وابتسامة صغيرة.
هزتها أختها كانت متصلبة وباردة. لقد أسلمت الروح منذ كان انتصارها.&

المدرج
ـــــــــــ
بسبب الفراغ شعر بالاختناق. فأخذ طفله وتوجه بسيارته إلى المدينة الرياضية، الأضواء تملأ المكان وصوت الرعد ومذيع يعلن نتائج المتسابقين.
جلس في آخر المدرج الجنوبي يراقب الناس والألعاب. أخذ الطفل يتنقل بين المقاعد الفارغة، والحاجز الحديدي الذي يحمي الملعب وفي الثامنة شعر الطفل بالتعب فصعد المدرج وجلس بجوار والده.
في العاشرة لاحظ أحد رجال الأمن الطفل ووالده. كان الطفل نائما والرجل جثة هامدة.&


وجه
ــــــــ
الطابور طويل ويشكل ثلاث مسارات. كنت أقف في المسار الأول بينما يقف في المسار الثاني، تقدمنا مع بطئه كان منسجما مما أعطانا فرصة المناقشة؛ المسار الثالث أسرع تأكدت من ذلك وأنا الحظ وجها غاب أسمه يتكرر.
انتقلت للمسار الثالث وتجاوزت صديقي ووقفت أمام النافذة. الموظف ذو وجه يتكون من قسمين؛ الأول جزء من الوجه الذي تكرر والجزء الثاني بعض معالم وجه الصديق الواقف في المسار الثاني.
سددت القسط التاسع من قرض بنك التسليف العقاري وخرجت. رجل السير بجوار سيارتي فاقتربت وجلاً، فتحت الباب، أدرت المحرك ابتسم وهو يتجاوزني على ظهره رسم وجه قسم يحمل وجه صديقي وقسم يحمل الوجه المتكرر.&