أَحلام !!
..
وَ رَأَيتُ فِي جُنحِ الظَّلامِ مَلائِكا=تَعدُو , وَ حُسنًا بِالحَشاشَةِ فاتِكا
وَ لَمَستُ طَيفًا ؛ وَي كَأَنَّ ضِياءَهُ=شَقَّ الكَرَى إِمَّا تَكَوَّرَ حالِكا
فَسَأَلتُها : ( مَنْ أَنتِ ؟ ) قالَتْ : ( نادِنِي=يا شاعِرِي ؛ فِي كُلِّ بَيتٍ : عاتِكا )
فَشَدَوتُ ؛ حَتَّى هَزَّزَتْ لِي خَصرَها=وَ تَمايَلَتْ , فَغَدُوتُ فِيها هالِكا
فَضَمَمتُها ؛ حَتَّى كَأَنَّ أَضالِعِي=خَيلٌ أَضاعَتْ فِي العِناقِ سَنابِكا
وَ لَثَمتُها ؛ حَتَّى كَأَنَّ زَنابِقًا=نَبَتَتْ بِلَثغِ القافِياتِ " زَنابِكا "
وَ مَدَدتُ كَفِّي نَحوَ مَرجِ زُهُورِها=فَوَجَدتُ أَحلَى ما بِهِنَّ الشَّائِكا !
( إِيَّاكَ ) - قالَتْ - ( لَا تُغَرِّرْ بِي ؛ فَقَدْ=عانَى مُصابِي - يا فَتى - بِمُصابِكا
لَا تَقتَرِبْ مِنْ ناهِدَيَّ ! فَقَدْ عَوَى=ذِئباهُما , فَتَوَحَّدا بِعُوائِكا
لَنْ تَستَطِيعَ المَكثَ فَوقَ حَرائِقِي=فارجِعْ , وَ لَا تَمدُدْ إِلَيَّ بِنارِكا ! )
فَضَرَبتُ عَرضَ " القُبَّتَينِ " بِـ : " لَائِها "=وَ سَمِعتُ ؛ لَكِنْ ما رَأَيتُ حَرائِكا
وَ أَجَبتُها : ( أَنا مُوقِدُ الأَشواقَ فِي=مُهَجِ الدُّنَى , مُذْ بِتُّ فِيها المالِكا !
حَتَّامَ تَمتَنِعِينَ عَنِّيَ عُنوَةً ؟=وَ إِلَامَ يَصطَنِعُ الصُّدُودُ مَعارِكا ؟
قَدْ قُلتِ لِي قَبلًا : { فُدِيتَ مُعَذِّبِي=فارفِقْ بِمَنْ يَرجُو حَنانَ وِصالِكا
وَ احنُنْ عَلَى القَلبِ الذِي قَدْ ذابَ مِنْ=فَرطِ اصطِبارٍ فِي كَثِيرِ دَلَالِكا } . )
فَسَمِعتُ قَهقَهَةً تَغُصُّ بِمَكرِها=وَ سَمِعتُ : ( قَدْ أَضحَكتَنِي بِمَقالِكا !
هِهْ هِهْ ) ؛ وَ زادَتْ : ( قَدْ سَمِعتَ وَ إِنَّما=يا أَيُّها المَوهُومُ ؛ فِي أَحلامِكا ! )