عندما تشرين يأتي
لسْتُ أدري
ما يصيبُ القلبَ منّي
فأراني ألحقُ الطيفَ شغوفاً
في روابي
بلدتي تلكَ التي كانتْ رياضاً
أرتجي فيه اللقاءاتِ الأمينةْ

حيثُ تدوي الريحُ والأوراق صفرٌ
بلّـلتـْها
بعضُ زخّـاتٍ لغيماتٍ كأيّامي كهيــنةْ

ربما دمعٌ تَهاوى
غفلةً من عيِن إحداهنَّ فوقَ الجسرِ
عند الظهرِ
في وقتِ السكينةْ!

فالسما .. أضحت غيوماً
باكياتٍ
والرعودُ الصمُّ.. تخفي
في حناياها أنينَهْ

و هُـناكَ..!
فوق أدراجٍ تـدلّـتْ
نحو أطراف السرابِ المستكينْ..
جئتُ من أهوى وتهوى!
ذات عصفٍ للحنينْ
حين كانَ الليل يسري
نحو أغساقٍ مجونةْ

فمددتُ الكفَّ أرجوها عناقاً
واشتياقاً
وحدها الأيدي تبثُّ الشوق والحب المسجّى
من دهورٍ
للحنونهْ!

إنما صدّتْ سلامي
وكلامي
أوصدتْ أبوابَ حلمي
للرجوعْ ..
وانثنى القلبُ المعنى
في زنازينِ الضلوعْ،
حيث يغفو
طيفها
تلك السجينهْ!

فلتزيحي
ذلك العتم الموشّى
فوق عينيكِ دهوراً
واسمعيني
لحظةً؟
إنني وحدي سأفني
ذلكَ الحزن الموشى
في مآقيكِ وإنْ طالتْ سنينهْ

سوف أهديه كقربانٍ لذكرى
أرّقتني
إن تجرّا...
لحظةً .. أن
يشتهي بعضاً من العشب المندّى
في روابيكِ الضنينهْ

دقَّ صمتٌ
في دمي أوتادَهُ والراحلونَ الفجرَ أضحوا
فوق صهوات الغيابْ
غادروا أرضي حفاةً
وعراةً
ثم غابوا
في العبابْ
أوصدوا، دربَ الرجوعْ
نحو نارٍ
في الضلوعْ،
كلَّ شبّاكٍ.. وبابْ
(كنتِ منهمْ)!
لم تعد إثماً ظنونهْ

أجِّـلي في
ركبهمْ أنْ ترحلي!
إنني ما زلتُ مرهوناً فأتلو
للسماواتِ ابتهالي
كي تطيلي
من وقوفٍ
فوق أبوابي الحزينهْ

مستجيراً..
كلّ من يَـسري لأرضٍ
تحتويكِ..
أرتجيهمْ..
فاستجيبي
لا تزيدي العسر عسراً
ثم كسراً..
فنصالي
كم تلاقتْ
عند قلبٍ
أجّجَ الوجدُ شجونهْ

عطّـلي درباً تداني يقظتي..
بِـتُّ مخموراً و صحوي،
لا يدانيني عَـجـولاً
أو بخطواتٍ رزينهْ!

إن رحلتِ..
ثم عدتِ
لن تلاقي
غير ذكرى
في خيالٍ
دون قلبٍ
دون روحٍ
أو جروحٍ!
أو بريق العشق والشوق الملظى
بعد أن غارتْ عيونهْ