الدكتورة المقرئة دعد الحسيني رحمها الله تعالى
وفاة العالمة الحافظة الجامعة : الدكتورة دعد الحسيني أحسن الله إليها..

--------------------------------------------------------------------------------

في أهل الشام خصلة جميلة ، أنهم يحبون العلماء ، ولكن معها آفة أن الكثيرين لا يعرفون علماءهم إلا بعد رحيلهم.

قبل أن تجف دموعنا على أخينا الحبيب الداعية الحافظ الأستاذ عبد الهادي الطباع ، أتى أمر الله الذي لا مرد له ، فإذا بعالمة فاضلة قل مثيلها تلحق به إلى دار البقاء.

وإن علماء دمشق وحملة كتاب الله فيها يسلمون أمورهم إلى الله تعالى بوفاة : الدكتورة دعد الحسيني رحمها الله.

الدكتورة دعد تحمل الدكتوراة في الرياضيات من الاتحاد السوفييتي ، ومن أقدم مدرسي قسم الرياضيات في كلية العلوم بجامعة دمشق.

من مواليد 1938 ، ووالدها المربي المرحوم محمد علي الحسيني الجزائري.

كانت في أول شبابها يسارية الميول ، ودرست في موسكو ثم ذهبت للتعليم في الجزائر ، واستقرت بعدها في جامعة دمشق.

التزمت بالإسلام ، قلباً وقالباً ، وكانت من رائدات الحركة الإسلامية النسائية في الشام ، ومن كبيرات مربياتها ، وهي حافظة مجازة جامعة للقراءات على يد بركة الشام الشيخ أبي الحسن الكردي حفظه الله ومتع الأمة به.

تخرج على يديها المئات من الحافظات المجازات ، ومن تلاميذتهن بضعة ألوف من حاملات القرآن. وكانت شديدة الإتقان والضبط .

قضت عمرها مربية فاضلة وزوجة صالحة وأماً فاضلة ، وعالمة كبيرة ، يشهد لها كل من احتك بها بالسبق والريادة ، وقد تشرفت فكنت تلميذاً لها في مادة الرياضيات أواخر السبعينيات ، ثم تشرفت باللقاء بها مرات كثيرة في مجلس أمناء مجمع المحدث الشيخ بدر الدين الحسني للعلوم الشرعية ، والذي ضمني معها.

كانت ذات شخصية قوية ، ومتوازنة ، وبعيدة النظر ، ولا زلت أذكر ضبطها الحازم لقاعة التدريس بين مئات من الطلاب الذين لم تألف وجوههم امرأة محجبة ملتزمة تدرسهم الرياضيات (ولعلها من أوائل المدرسات بهذا النمط من الالتزام) وأقول بصدق أنها من أقدر من درستُ على يديه الرياضيات ولا زلت أحمل لها في قلبي أعظم الامتنان والاحترام.

ألفت (جعل الله الفردوس الأعلى مأواها) رسالة صغيرة في علم التجويد ، ولكنها كتبت آلاف المصاحف في صدور أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ، ولها عدة كتب في الرياضيات العامة ونظرية الأعداد ، وكانت رحمها الله ذات خلق كريم ، وطيبة بالغة ، وابتسامة مشرقة ، مع حزم ولطف.

زوجها هو الأستاذ محمد نذير المالح ، ولها منه ولد وبنت .

صلي عليها يوم الخميس 23 ربيع الأول 1430 هجرية الموافق 19 آذار 2009م في جامع الشافعي غرب المزة ، ودفنت في مقابر نجها.

شيع جنازتها العديد من أهل العلم والفضل ، وشهد جنازتها المئات من حافظات كتاب الله .

اللهم ارحم غربتها ، وآنس وحشتها ، بحق كتابك الذي كانت له خير صاحب ، واجعلها وأخينا عبد الهادي الطباع من شفعائنا عندك ، بحق قرآنك العظيم.

اللهم اخلفها في أهلها وولدها وبلدها وتلميذاتها خيراً ، وعوض الأمة خيراً .

إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.



كتبه : أحد بنيها في العلم والتربية والفضل : أحمد معاذ الخطيب الحسني

http://montada.gawthany.com/vb/showt...281#post131281
لايسعنا المقام هنا للحديث بالمزيد ولكن ساحاول ان الملم ما وصلني لان التاريخ انجب نموذجا فريدا ربما لن يتكرر