"فتاة فلسطينية فتحاوية عاندت المحتل "
يتوهج من عينيها بريق يخترق مجرات الكون ..يداعبها بهمس لذيذ
ذرات رمل مخيم الدهيشة "ذلك الرمل المتشح بين الكل والأنا" ..تسافر مع حليب الصبية وبطاطين وكالة
الغوث ..تشهدها أزقة و حارات المخيم المتهدم عنفاً ..تشعر بكآبة تسيطر على أطراف منديلها ..تحتك
الصورة بسور متلطخ بالسواد الغامض ..يأتيك مخبئاً فى عباءته أحاديث الجدات الممتدة فى عمق الذاكرة
التي لاتنسى الخوابي والأشجار والأمطار والديكة والموال والسامر وينبوع الماء وقمراً صافياً يجمع
الأصحاب والخلان والعشاق.
يتملكها حلم وأمل ..تدور فى الحواري والممرات الضيقة ..طفلة لعبتها المفضلة "الحجلة" ..تتباهى بما لديها
من قدرة على القفز والركض ..تغيب دموعها سريعاً وتطفو على مساحه وجهها ابتسامة تكسر عفونة الواقع
المر ..تمحو آثار النزف الملتهب الومصات .
آيات صارت صبية تكبر هذا الوطن بعقود نارية
آيات فاصلة بين الماضي والحاضر
آيات عار على الجيوش المهزومة
ختاما:-
تنداح العتمة قليلا ..يشدنى الشوق إليها رغما عن الأشياء الضبابية ..تحملني على صهوات الخيل عذابات
حزينة ..وتجرنى الذاكرة المعبأة بتواريخ و أشخاص قليلين ومتعبين .
وتبقى وحدها عاشقة أسطورية
يا تلك المكحولة بطين الأرض وعرق الفلاحين وأشجار الزيتون تزدان نورا
ايات يامن كنت شجرة جمير عتيقة