مثبطات ومنشطات كل عملية إنطلاق:
في كل عملية إنطلاق للبدأ بمشروع ما.إن كان طرحافكريا للنقاش، أوكان عملاحياتياعلى صعيد الواقع المعاش. هناك مايثبط عملية البدء، وهناك ماينشطها.
فلوقررناالخروج في نزهة، للإستمتاع بجوالطبيعة الساحر،في بهجة حدائق غناء، إلى مياه متدفقة جارية بين حقول ورياض خضراء. فسوف يثبط خروجنا، تلبد السماء يغيوم مكفهرة، وصواعق رعدية مشوشرة، إلى زخات مطر منهمرة.
لكن سينشط خروجنا، جومشمس معتدل، ونسائم ريح عليل،إلى سماء صافية مطمئنة.
وبعد أن عرفناالمثبط والمنشط ، في كل عمل للبدء به، والسيرلغايته.
لنحصرالكلام في الساحات الحوارية، ومنهاالساحات العلمانية السعودية، والتي يقول النشطين فيهامن السعوديين:
بإنهم متحررون ينتقدون الهيئة الدينية المتشددة في بلادهم، ويدعون للإنفتاح على كل الإفكاروالمبادئ، بهدف نشرالثقافة والمعرفة، والتواصل بين مختلف الفئات المثقفة.
الإدعاء سهل على الجميع، والكل يقدرعليه. فإذاكانت المسألة، كمايدعي الإخوة. إذن يتوجب عليهم أن يستمعوا للجميع، ومنهم الجانب المخالف، عملابحرية الرأي، ونشرالحوارالحر. وبذلك ينشطون همتهم وهمة غيرهم في الحواروتبادل الإفكار.
لكن الذي يحصل على صعيدالحوارفي الساحة، هوالعكس!! فماأن يدخل الشيعي برأي، إلا وأتجهت الأنظارنحوه، ليمطربالسهام، وفحش الكلام!!! أنت مشرك!!! أنت مجوسي!!!! أنت عبادقبور!!!أنت إبن متعة!!! مثبطين بذلك همتهم وهمة من يحب مشاركتهم، في الحواروتبادل الإفكار.
وفجأة ينسى المتحرروالمتنور، والعلماني والعقلاني. كل ماكانوايهدفون له ويدعونه!! ليعودواإلى أصولهم التي ينتقدوها، ويدعون تحررهم منها!!!
وقديبررالبعض ذلك، بدعوى عدم السماح للمستغلين والمتصيدين في الماء العكر. مطالبين الشيعي أن يعمل بمثل مايعملوا، من نقد لمؤسسته الدينية، في بلاده. لأن التعصب والتنطع موجود عند كل الفئات.
وهذاتصورمفهوم ومقبول إن أردناالإنصاف والواقعية، والنظرللأمورببعض الأريحية.
ولكن مادام القاسم المشترك واحد بين جميع المسلمين، ومن جميع الجهات والمدارس الفكرية والإسلامية. وهوقاسم الدين. فسرعان ماينقلب الحواروتبادل الإفكار، إلى تضليل الشيعة، وتحميلهم كل مصائب المسلمين وتخلفاتهم الشنيعة.
وهكذا وبسرعة يتحول المثقف السعودي مدعي العلمنة والتحرر، من منتقد لأوضاع مؤسسته الدينية، إلى المدافع عن فكرها، والمضلل لغيرها، وبمجرد دخول الشيعي لإبداء الرأي، وبعض السعي، في إبرازمايمتازبه التشيع، في مقابل التنطع!!!
وإنالله وإناإليه راجعون.