دراسة: التنظير الأيديولوجي لفوكوياما وهانتنغتون يخدم الاقتصاد والهيمنة الأمريكية على النظام العالمي الجديد
جامعة الأزهر بغزة تمنح درجة الماجستير في العلوم السياسية للباحث يحيى سعيد قاعود
غزة (13/5/2014)-
أوصت دراسة ماجستير الباحثين والأكاديميين في مراكز الدراسات العربية بضرورة قراءة ودراسة وتحليل كل ما ينشر في مراكز الدراسات والأبحاث ووسائل الإعلام الأمريكية، وخصوصاً التي لها علاقة بمراكز صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك التي تصدر عن مجلة الشؤون الخارجية، وأخذها على محمل الجد وتقديمها لصناع القرار وللرأي العام العربي والرد عليها إن أمكن.
جاءت تلك الدراسة خلال مناقشة رسالة ماجستير في العلوم السياسية اليوم، للباحث يحيى سعيد قاعود بعنوان، "طروحات فوكوياما وهانتنغتون والنظام العالمي الجديد: دراسة تحليلية مقارنة" في برنامج الدراسات العليا لجامعة الأزهر بغزة، والتي بموجبها منحت له درجة الماجستير من قبل لجنة المناقشة والحكم والتي تضم كل من الأستاذ الدكتور عبد الناصر الفرا مشرفاً ورئيساً، الأستاذ الدكتور كمال الأسطل مناقشاً داخلياً، والدكتور خالد شعبان مناقشاً خارجياً.
وهدف الباحث في دراسته إلى التعرف على الأفكار السياسية عند فوكوياما وهانتنغتون، والرؤية الفكرية لقيم الليبرالية الجديدة المراد تعميمها في دول العالم، وكذلك الكشف عن مدى صحة الأفكار التي ينادي بها فوكوياما وهانتنغتون في النظام العالمي الجديد، وكذلك التحقق من صدق الرؤية الفكرية لهاتين الأطروحتين ومطابقتهما للواقع.
وأكد الباحث أن أهمية الدراسة تكمن في كونها دراسة فكرية تحليلية مقارنة لأطروحتي فوكوياما وهانتنغتون والممارسة العملية لفكرهم في السياسة الأمريكية وهي من الدراسات البحثية النوعية.
وتناول الباحث مشكلة الدراسة في الإجابة على السؤال الرئيس والمتمثل بـ"أثر أطروحتي فوكوياما وهانتنغتون على الفكر السياسي الأمريكي في ظل النظام العالمي الجديد؟" مما جعل الباحث يطرح أسئلة فرعية أخرى تتعلق بعنوان ومحتوى الدراسة في ستة فصول تتعلق بالرؤية الفكرية لكل من فوكوياما وهانتنغتون على مستقبل النظام العالمي الجديد.
واستخدم الباحث في دراسته، عدة مناهج بحثية، أبرزها، المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج المقارن، من خلال الرجوع إلى نص الأطروحتين ودراساتهما ومقالاتهما الأكاديمية التي تبعت أطروحاتهما الفكرية، ولا سيما بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001، والتغيرات التي طرأت على مواقفهم الفكرية، وتناولها بالتحليل والتفسير.
وتوصل الباحث في دراسته إلى أن أطروحتي فوكوياما وهانتنغتون جاءتا تنظيراً فكرياً للنظام العالمي الجديد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي انطلاقاً من الرؤية الفكرية لكل من الأطروحتين على مستقبل العالم في القرن الـ21، وتأثيرهما على الفكر السياسي الأمريكي وكذلك على السياسة الخارجية الأمريكية، وتدعيم القيم الفكرية لليبرالية الجديدة وتشريع الهيمنة الأمريكية عالمياً.
وتوصلت الدراسة إلى أن التنظير الأيديولوجي لفوكوياما وهانتنغتون في النظام العالمي الجديد، هو تنظير لأيديولوجيا المصلحة والاقتصاد بالدرجة الأولى، ولا يقع ضمن الأيديولوجيا السياسية وعلم الأفكار، ولا يفسر واقع المجتمعات الإنسانية، بقدر ما يتحامل عليه لصالح هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية كإمبراطورية عظمى على النظام العالمي الجديد.
وخلص الباحث في دراسته إلى ضرورة تقديم رؤية عقائدية عن الإسلام الصحيح للعالم، حتى لا يكون دافعاً قوياً للتدخل العسكري الأمريكي في العالم العربي، والعمل على إبراز القيم والثقافة العربية التي تجمع بين أقطار الوطن العربي وتعترف بوجود الآخر وفقاً لتعاليم الدين الحنيف، وتسعى لتقديم رؤية ثقافية وفكرية عن الحضارة الإسلامية للعالم.
وأوصى الباحث بوضع إستراتيجية مضادة للرد على السياسات التي تستهدف الثقافة والمصالح العربية، والعمل على حل النزاعات في العالم العربي التي تعد من أكثر مناطق العالم اشتعالاً ومدخلاً تنظيرياً للمحافظين الجدد والطامعين في خيرات الوطن العربي.
وشكرت لجنة المناقشة والحكم للرسالة الباحث على المجهود الذي بذله وأشادت بمحتوى الرسالة وأوصت بوضعها في المكتبة بعد إجراء التعديلات عليها لتعميم الفائدة على كافة الباحثين في هذا الميدان. وحضر المناقشة لفيف من أساتذة الجامعات والطلبة والمهتمين وزملاء الباحث.
للتواصل:
الصحفي/ وسام زغبر