في أمسيتها الشعرية:نائلة الإمام كل القصائد لغزة



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ثقافة
الثلاثاء23 -6-2009
فادية مصارع
«خنساء الشهداء» هكذا لقبها د. نذير العظمة عندما قرأ ديوانها الصادر عام 2007 بعنوان (لا أتكلم مع الفراغ) لأنه وجد أن ثمانين بالمئة منه مرصود لشهداء فلسطين والعراق، ولم يجد شاعرة من قبل خصصت ديواناً كاملاً للشهداء، فهم في نظرها لابواكي لهم ولا لحد، إنها الشاعرة نائلة الإمام التي ترى أن الصمت موت ولذلك كان شعرها صدى لماتحسه وتعانيه الأمة المنكوبة.



في ديوانها الجديد تهدي القصائد والكلمات كلها لعيون غزة وترد من خلالها على كل من يقول: لماذا تختصرون القضية في غزة؟ غزة التي أصبحت رمزاً لكرامة الأمة ورجولتها وشرفها وقدرتها على البقاء، وعلى كل من يريد أن ننسى هذه المحرقة بسرعة فيما أعداؤنا مازالوا يعيشون على ذكرى محرقتهم المزعومة، من وحي الأيام العصبية التي عشناها أثناء العدوان الاسرائيلي على غزة اختارت الشاعرة عنوان ديوانها وفي أمسيتها الشعرية التي أحيتها في المركز الثقافي بأبي رمانة بدأت بمقطوعتها الشعرية (حتى متى؟) وفيها تقول:‏
ماذا تقول لروحك الحيرى على غصص العذاب؟‏
أين تولي من صهيل الدم وجهك؟‏
حتى متى تسعى إلى اللغو تطعمه أساك؟‏
دم الذين تحبهم يدمى وماناع ٍنعاك‏
ها أنت تذبح في فراشك كل يوم ألف مرة‏
لامَرَّ للجبناء عين كل يوم ألف مرة‏
محلل دمنا على كل الشرائع‏
من الخفيف من الثقيل‏
موزع بين القبائل‏
كم مرة سقط القناع‏
مازالت الأفعى تتابع‏
وتغصّ طرفاً آثمة‏
تخشى على جزارنا‏
من تخمة الإفراط في أشلائنا‏
وتفضل الوجبات طازجة سريعة‏
وفق الظروف الممكنة‏
وقبل غزة كانت غزة... وبعدها قرأت الشاعرة قصيدة (من قال إن الحب مات،) التي ألقتها في ذكرى الراحل نزار قباني في حلب مع اتحاد الكتاب العرب، كما كان لنزار حصة في قصيدة (العمر لك يادمشق )وهي التي كتبتها تعزي دمشق برحيل شاعرها الكبير أثناء إقامتها في «أبو ظبي»، و ختمت أمسيتها بتحية إلى روح نزار، وقد لاقت قصائدها حماسة من الجمهور الذي حضر بكثافة على غير عادته ، الشاعرة نائلة الإمام ذكرتنا بقول الشاعر الكبير إنه وفي نهاية كل أمسية شعرية، كان لاينفش ريشه كجناحي ديك، وإنما كان يسأل الله أن يقويه ويشرح صدره ويحل عقدة من لسانه ليكون في المرة القادمة أكثر اقتراباً من هموم الناس وأدق ترجمة في نقل أصواتهم، فالجمهور كلمة لا ترعب إلا المرعوبين ولاتعقد إلا المعقدين.‏

نقلا عن جريدة الثورة ولانها تستحق واكثر:
http://thawra.alwehda.gov.sy/_kuttab_a.asp?FileName=90720339820090622214705