منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    طفل سوري يعطي درساً للكبار

    طفل سوري يعطي درساً للكبار

    د. محمود نديم نحاس
    في برنامجه بسمة أمل، يذكر الأستاذ عمرو خالد قصصا من الحياة يُستفاد منها دروس وعبر. وفي إحدى حلقاته ذكر قصته مع طفلين من أبناء السوريين اللاجئين في مصر، أحدهما في الحادية عشرة والآخر في الثانية عشرة من العمر. فقد خرج مع ولده إلى بعض شأنه، ولما انتهى وهو عائد إلى السيارة ليركبها وجد هذين الطفلين جالسين على الرصيف وأمامهما عدد من الصناديق (أو الكراتين على حد تعبيره) المغلقة نظيفة المظهر.قرأ السماحة في وجهيهما، وعرف أنهما يبيعان شيئاً ما. ومن باب التعاطف أحب أن يعطيهما شيئا من المال، فاقترب منهما وأعطى أحدهما مبلغا وقال له: خذ هذا المبلغ واشترِ به شيئا تتوق له نفسك! ففوجئ بجواب الطفل يتساءل: لماذا تعطيني هذه الفلوس؟ أنا عندي بضاعة أبيعها! فأجابه: لست في حاجة لما عندك، ولكني أحببتك أن تكون مسرورا فأردت أن أعطيك هذا المبلغ. فقال الولد: لن آخذ منك أي مبلغ إلا إذا كنت ستشتري مني!فتأثر جداً، وصار في موقف محرج، وأحس أن هذا الولد يعطيه درساً، فتراجع وقال له: حقك علي، وأنا لم أقصد شيئا، لكن ماذا تبيع؟ فقال الولد: أبيع حلويات شامية في هذه الكرتونة. فأخذ منه كرتونة وأعطاه مبلغاً قدّر أنه أكثر من قيمتها من باب إكرامه، فقال الولد: لكن المبلغ الذي أعطيتني إياه أكثر من قيمتها، إنه قيمة اثنتين. فقال له: لكني سأشتري واحدة، فقال الولد: سأعطيك الفرق! فاضطر لأخذ اثنتين مقابل المبلغ المدفوع.ولما ركب سيارته راح يعطي ولده درساً عن أخلاق هذا الولد الحريص على احترام نفسه، وعدم قبول شيئاً من الناس حتى لا يكون الأمر تسوّلاً، بل إنه يصر على أن يعمل ويبيع.وفي البيت فتح العلبتين فوجد فيهما حلوى لذيذة مصنوعة منزلياً، رغم أنه لم يعرف شيئا عن القواعد الصحية المتبعة في صنعها. فأطعم منها والديه، فأثنيا على طعمها الرائع. فوجد نفسه مندفعا لأن يرجع للولدين ويشتري منهما مرة أخرى.وهناك قال للولد: لماذا لا تفتحوا محلاً رسمياً وتراعوا قواعد وزارة الصحة... الخ. فقال له الولد: نعم ولكن بالتدريج. ولو أني أخذت منك المبلغ دون أن تشتري مني فإنك ما كنتَ ستعود إلي، وما كنتَ نصحتني، وما كنتُ سأبيع أكثر. لقد أصررتُ على أن أبيع بضاعتي لك، فبضاعتي جيدة، ولعلك ترجع وتشتري مني مرة أخرى. والأهم من كل هذا أنا أحس أنني إنسان محترم!فما كان من الأستاذ إلا أن سلّم عليه بحرارة وحضنه وهو فخور به، وتركه وهو يتمنى أن يكون ابنه مثله، بل أن يكون شبابنا كلهم مثله، بل تمنى أن يدرك شباب العرب وأطفالهم أن ما عندهم شيء جيد، وأن يبيعوا بضاعة ممتازة ليعود الناس إليهم فيشتروا منهم. ويعلق أخيراً بأن هذه بسمة أمل للاحترام، ولتقدير الذات، وللكرامة الجميلة التي ينبغي أن نعلمها لأولادنا وشبابنا.

  2. #2
    بارك الله بالطفل , وبارك الله بوالدية , , وأشكرك دكتور محمود على هذه المقالة الرائعة , متمنين لأبنائنا الخير كله إن شاء الله .
    لك أجمل التحايا

المواضيع المتشابهه

  1. الافكار للكبار فقط
    بواسطة حيدر محمد الوائلي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-14-2017, 03:17 PM
  2. " ان الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولا يعطي الايمان إلا لمن يحب "
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان الحديث
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-16-2013, 09:11 AM
  3. حرصاً على صحتك...بقلم آرا سوفاليان
    بواسطة arasouvalian في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-04-2013, 09:48 PM
  4. الأفكار... للكبار فقط
    بواسطة حيدر محمد الوائلي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-18-2012, 07:47 PM
  5. للكبار ق. ق. ج
    بواسطة ياسر ميمو في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-26-2011, 09:24 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •