قصيدتي لأهل الشام الأبطال
بقلم: أحمد الشيبة النعيمي
ماذا دهى العرب تبكي و هي صامتة
ماذا دهى القوم أضحوا جمع قطعان
أبكي على شامنا خطباً ألم به
أبكي له و به من جور سجان
تعثرت كلماتي و استحى قلمي
لما أسيل دمي في أرض نعمان
جوفاء أرواحنا إن لم تناصركم
يا من بذلتم روحكم فديا لأوطان
لم ترتضوا الذل و الإمهان من قذر
و الحر يأبى الضيم من شر بإمعان
كم قد صبرتم على ظلم و مقتلة
كأنكم جبل ما هُز من جان
في كل ناحية من أرضكم بطل
في كل أنفسكم نفسي و إيماني
أشعلت يا شام فينا ألف مكرمة
وقودها من دم بالأحمر القاني
.
بشار يا من أردت الظلم طاغية
بشار أبشر فالدماء تسيل في
أرض الشآم لكي تأتي بطوفان
أمواجه من عظيم العز مصنعه
و الأرض من تحته جمر بنيران
.
أيا شهيداً بأرض الشام مرقده
باني البطولة في أرض تليق بها
غرس الكرامة من جذع و أفنان
جاهدت ظلماً بصدر ما له صدد
سوا البطولة قد حيطت بإيمان
أشهدت أهل الأرض و التاريخ أن لكم
من البطولة نسْباً بابن عدنان
و كم نسيب إلى الشجعان ما لهم
من الشجاعة إلا غصنها الداني
.
المجد للعار إن أُعمت بصائرنا
المجد للخزي إن لم نشتري شرفاً
بالنصر للمبتلى في شامنا العاني
المجد للشرف الأعلى بوقفتنا
مع الكرامة نصراً غير خذلان
أدركت يا شام أن النصر موعدكم
لما رأيت عظيم المجد و الشان
من المساجد قد هبت بيارقكم
و كبّرت فغدت دحراً لشيطان
أنبئت يا شام أن القوم فيك هموا
خير البرية من قاصٍ و من دان
قال الرسول بأنكم ذا زمرة
للحق أظهر من شمسٍ بأكوان
إنا لنرقب فجراً ليس ينكره
كل البرية يوماً يدحر الجاني
هي رحلة قدسية إذ رفرفت
بالحق رايتكم هدى الرحمن