سقط السيف....

سقط السيفُ فالحمى مستباحُ
وهوى المجدُ فالصَّغَار بَوَاحُ


دعكَ منهم يا نافخاً في رمادٍ
ليس يُحْيي موتَى القلوبِ صِيَاحُ


أترى من تَعَوَّد العيش أعمى
سيبالي لو أُطْفِئَ المصباحُ ؟!


أم ترى مَنْ يمارس العُرْيَ دهراً
يرعوي أن يقال عنه : وَقَاحُ ؟!


أسلموا الدار للبوار وهانوا
ثم دارت عليهمُ الأقــداحُ


سكروا بالهَوَان حتَّى تهاوَوا
واعتلى الفِسقُ واسْتُفِزَّ الصَّلاحُ


ساحُهُم بالدماء تَشْرَقُ حتَّى
خاضَ فيها مَسَاؤهُمْ والصباحُ


هَلْ أباحوا للغاصب الأرض حقَّا
ثم ناموا عن حقِّهم واستراحوا ؟!


هل تَبَقَّى لدارِهم بابُ عِزٍّ
بعد ما آلَ للعدا المفتاحُ ؟؟


آه بغداد فاض دجلة قهرًا
وعلى شاطئيهِ ذلٌّ صُرَاحُ


آه بغداد قد دهتك الدواهيِ
وتوالت على الجراح جراحُ


كلّ حبٍّ لغاصبيك شنارٌ
كل حملٍ من الغريب سفاحُ


حَفَرَ الموتُ بين عينيك كهفاً
واستبدَّت في ليلك الأشباحُ


وانبرى غاضبٌ يسومك خسفاً
وانتشى غاصبٌ بِعِرْضٍ يُبَاُح



أختك القدس منذ خمسين حزناً
كم رَثوها وكم بكوها وناحوا !!


فاحتجاجٌ , وضجَّةٌ , وامتعاضُ
ونعيقٌ , وصرخَةٌ , ونُبَاحٌ !!ٍ


أه بغداد أيْنَ أعيادُ أمسٍ
أين تلك الأمجادُ والأفراحُ .. ؟


فالطغاة البغاةُ صالوا وجالوا
واستباحتْكِ خيلُهم والرماحُ ..


أه بغداد والإذاعاتُ فاضت
بالمراثي وطال فيها النُّوَاحُ


دهمتك السيوفُ من كل حَدْبٍ
كُلُّها اليومَ صـارمٌ ذبّاحُ !!


(قيصرٌ) ذاك .. أم ترى ذاك (كسرى)
أم (هُـلاكو).. فكلّهم سفّاحُ


صاح إبليس في بَنيهِ هلمّوا
ها هو الوقتُ ممكنٌ ومُتَاحُ


واستدار الزمان واليوم هَبَّتْ
مثل أمسٍ للمرجفين رياحُ


جَيَّش الشرُّ حقده وتلظّى
فالتقى الثأر والرّدى والسلاحُ


يا دماءً على الثرى نازفاتٍ
وشذاها معطّرٌ فوّاحُ ..


كلّ جرحٍ في صدر بغداد شمسٌ
كلّ آهٍ أنشودَةٌ وصٌدَاحُ ..


كلّ موتٍ إرهاصةٌ لحياةٍ
كلّ صبرٍ عزيمةٌ وفلاحُ


أنت بغداد رغم كل الرزايا
لن تموتي ولن يموتَ الكفاحُ


في طريق الخَلاصِ تحلو المنايا
ولعينيك تُرْخَصُ الأرواحُ


سُنَّة الله في الزمان ستبقى
ومن الليل يولَدُ الإصْبَاحُ
************************************