أُراهِنُ..
تَشُقّينَ صمتَ السِتارةِ
يبدو فَراغُ الطَريق
غريباً كَما نحنُ.!
نُفتّشُ في عَتمةِ الظِلِّ
في وَحشةِ الوَقتِ
نسألُ.. هل مِن رَفيق.؟
أيا بَعضَ شَوقي
سَوادٌ يُوارِبُ صَمتَ السَتائِرِ
منذُ الغيابِ الأخيرِ
وَما مِن صَديق.!
وهَذي النَوافِذُ صَرعى
تُعاني ظَلامَ المَواتِ
وَصَبراً، يُفتّقُ أسرَ الشَتاتِ
وكُلُّ الأماني.
بَعيداً عن الرُوح
كَما طائِرٍ مِن وَرَق
وَسِحرُ الحَدق
هناكَ.. ذَوى المَوت
طفلٌ.. يُفتّشُ عن مَخبئٍ في الشَفق
يُقيمُ انتِصارَه
هُنا، كانَ يلعَبُ
هُنا، طارَتِ القُبَّرَة
هُنا، مات.. وهذا مَزارَه.؟
أيا فِتنَة القَلب
أراهِنُ.. أنكَ مِثلي
وهذا الطَريقُ الظَليلُ
خَرابْ.!
ويَوماً.. أقمْنا هُناكَ العِتاب
فهل تذكرين.؟
وكانَت عُهود..
سَنأتي نَجُرُّ إلينا السَحاب
ونُعلِنُ حُبّاً سَيحفِرُ في الرُكنِ
دَرباً وَسِرّا..
يُحَطِّمُ عِند الِلقاءِ قُيودُ الغِياب
لنَمخُرَ عُبَّ الضَباب
وَنحيا قَريباً مِن الرُوحِ
نفتَحُ كُلَّ النَوافِذِ
نُطلِقُ كُلَّ الطُيورِ الحَبيسَةِ
كُلَّ النَسيمِ الأسير.
هُناك.. على مِفصَلِ الدَربِ
طَيفي أَطَلّ
بَطيئاً أتَيتُ.. ولكِن أتَيتُ لأبحَثَ عَنكِ
دَليلي، صَدى ذَلك البَوحُ مِنكِ
فهل تَذكُرين.؟
وَحفنَةُ عِطرٍ تُبَلِّلُ كُمَّ القَميصِ
وَصَدري
وَرجْفٌ يُخالِطُ رَجْفي
فكَيفَ أضُلُّ الطَريق.؟
وَكيف تَغيبينَ عَنْي وَراءَ السِتارةِ
تُلقينَ كُلَّ الذي كانَ
مُرّاً وَحُلواً بوادي العِنادِ السَحيق
وتُذكي الحَريقْ..؟
أما تذكرين بأنّا طَوينا سَتائرَ كُلِّ النَوافذ
ولمْ يبقَ في الأفقِ غَير البَلابِل
تَشدو لِكي لا نَستَفيق
نَنامُ على رَفّةِ البَوحِ
عَلى بّحَّةِ النايِ
أحسَبُ في رِحلةِ الصَمتِ كَأني غَريق
فهل تُنقِذيني.؟
شِراعُ السِتارةِ، أقْصيهِ عَنّي
وَهاتي ضِياءَكِ
عَلّي أُناجي الضَبابَ
وأفتَحُ مِن لُجَّةِ العَتمِ دَرباً إليكِ
تَعالي.. فما عادَ صَبري يُطيق
فأنتِ مَلاذي
وأنتِ كما "فِضَّةُ الروحِ"
سِوارُ وفاءٍ يُطَوِّقُ جيدَ الصَبايا
وَفي مِعصَميكِ العَقيق
تَعالي
فَقد أدرَكَ الوَقتُ ما كانَ عَهداً
وَفُكّي السِتارة
طَيفي يُطِلُّ وأبحَثُ عَبرَ النَوافذِ عَنكِ
وَما غابَ عَني سَناكِ
وَما غابَ عَنِيَ حينَ ابتَسمتِ
أَطلَّ عليَّ البَريق..
ـ ـ ـ