رسالة إلى مجهول..

كتبت رسائلها على عجل,فهي لم تعد تحب الكتابة,فقد تعودت منذ زمن بعيد ألا تفعل إلا ما هي مقتنعة به فقط..
هي لا تحس بالحزن أبدا يكفي أنها إذا رغبت فعلت,تعتقد أنها عقلانية على الأقل بنظرها..
ولكن هناك فراغا حاولت ملؤه بشتى الوسائل ولم ترتوي...
-غدا عندما يصبح لها أولاد ستبقى لصيقة بهم...لن تسافر وتدعهم يجابهون رياح الحاضر القوية....
كل منّا يريد أن يحقق مالم يحققه غيره ,طموح هذا أم خصلة؟ لا يهم المهم ماذا أريد أنا...
عندما تتضخم الانا في قلوبنا وعقلنا تصبح تلك الانا شرهة تأكل حتى أحلى خصلة دافئة كنا نحس بها في جوارحنا وتبقى تتضخم..وتتضخم.. حتى تحرق سكينينا تحرق العطاء فينا تحرق أولادنا.................. عندها يجب أن نبحث إن بحثنا عن الله في قلبنا.....


فعلا هي تبحث عن العواطف المسافرة إلى بلد الغربة...والأولاد هنا في بلادهم يشحذون الحنان
العابر من هنا وهناك....تلك حاجة ملحة يطلبها الإنسان حتى لو صار عمره مئة..
العاطفة سر رهيب وخاب من قال بالعقل فقط تزهو الأمم.


مزقت أوراقها فلن يقرأها سواها...لا أحد يعبأ بتلك الأحرف حمى التطور تصيب الجميع ولكن ألا يجب أن نتوقف قليلا لنراجع ونرى أين وصلنا وماذا نسينا؟؟؟

قلبها حاوية الأسرار لوالديها...يا للسخرية...ومن هي ؟ معدتها لم تعد معدتها وهي لم تعد هي...
أتراها نفس مطاطة ؟ يبدو ذلك وتبقى تستمع لصديقاتها وجيرانها كمن صار لديه خبرة العمر...
هي تتلوى من الألم ألم يسمعوا ألمها؟ ربما لكنها لا تسمعهم...


وزارت صديقتها يوما...لم تكن معتادة على هذا التصرف ولكن كان الأمر سليما برأيها....
ومازالت تحدث نفسها ...جميل هو العطاء يرفعك ويرفعك..يشعرك بالسعادة والتي يفتقدها معظمهم...إذن نصف الانتصار عطاء...هكذا كانت تحدث نفسها.
تنفست الصعداء هي اليوم ليست بطلة الجلسة....
تذوقت طعام لم تتذوقه في حياتها جميلة هي الحياة هنا..
لم تكن تقوى حينها أن ترفض تلك الدعوة ورغم محاولتها الدبلوماسية لكن رغبتها كانت أقوى...
-لقد طبخت طعاما أنا وأختي ,أي طعام كان ..
وضحكت كأن لم تضحك عمرها...
-حبيبتي عندما تطبخ الأم هي لا تطبخ طعاما هي تزود الأطفال بغذاء الروح تسكبه في مشاعرهم
تقوي به عقيدتهم الأمر أكبر مما تظنين....

كانت أم في منتهى الجمال,منتهى الروعة , إشراق ومحبة..احتواء وآذان صاغية..شيء عظيم...

يختزن العالم فيها..لو كان لدي أم مثلها لجعلتها تفخر بي يوما لن أدع تعبها يضيع وسط استهتاري....

أشاحت عن خاطرها تلك الخواطر هي تريد أن تحيا تلك اللحظات الدافئة جيدا..

-عندما كان يأتيا إلينا كان الهاتف لا يصمت والمواعيد لا تنتهي ..مشغولين دائما ..
-احمدي الله غيرك ليس لديه لا أم ولا أب... ولو كان لا يشعران به مطلقا..

عند أول خاطب لها ..يريد أن يسافر إلى بلاد الأبوين حزمت أمتعتها معه وسافرت......!!!


ام فراس