الحجاب بين الشكل والمضمون
- الحجاب , شكل إسلامي والعودة إليه , تشبثآ بالإسلام ..
- وهو أمر ليس بالبدعة في عالم المساحيق والألوان بقدر ما يكون العكس هو الصحيح فهو الأصل عربيا وإسلاميا ....
- وظهوره بشكل جماعي وموحد علي شاشة التلفزيون يعتبر دعوة إلي القيم , ويمسك بالأصالة , ومحافظة علي التقليد وإيمانا بالتراث , فوق أنه جذب إلي العقيدة .
- ومن مميزات الحجاب تليفزيونيا , هو ذلك التوحد في الشكل الذي يمنع حجة هذه أو تلك فيا يختص بالناحية الجمالية , وسيدفع الجميع إلي العمل الجاد والمثمر , باتجاه الأفضلية في مضمون ما يمكن تقديمه من برامج محلية وداخلية متنوعة خفيفة , أو ثقافية مطلوبة , وهو بالتالي سيخفض من غلواء النقد والناقدين علي الوجه الإذاعي تبعآ لشكله أو زينته , وهو الأمر المرفوض أصلا , المفروض مجددآ بالحجاب .
- كما ان موضوع التزين ذاته يصبح غير ذي بال بالنسبة للوجه التلفزيوني , مما يتيح الفرصة لتوالد الأفكار الإبداعية التي ستكون بالطبع جل الاهتمام مركزآ فيها بعد الآن إلي ما شاء الله .
- والحجاب عربيآ , أمر أقراته العقيدة وفرضيه , ضمن مظهر ديني يغطي الشعر والرقبة وكل أعضاء الجسم ما عادا , إطار الوجه والكفين , وبهذه المناسبة فهناك حجاب يدخل ضمن صيحات الموضة , ولا يلتزم بالأصول الدينية , وهذا مرفوض تماما , كما هي مرفوضة تربية الذقون عند الشبان تشبها بالتقاليع الغربية الحديثة أيضآ .. !!
- والأمر الجدير بالإشارة والتنويه هنا تلك المبادرات الفردية في اعتماد الحجاب عن قناعة وإيمان , وهي ظاهرة شملت بعض الوجوه النسائية في التلفزيون القطري , حيث يظهرون بحجاب إسلامي كامل , لا يظهر غير الوجه والكفين , وهو نفس الحجاب الذي وضعته شمس البارودي , متخصنة بالحجاب , مؤمنة بالثواب والعقاب , والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .
- ورسول الله صلي الله عليه وسلم قال في حديث نبوي شريف ما معناه أن الله عز وجل لو لم يجد في خلقه ذنوبا , لا ستبدلهم بخلق جديد يذنبون ويتوبون , فيغفر الله لهم , ع\غفر الله لنا جميعا أخطاءنا وخطايانا , ووقفنا إلي الطريق المستقيم .
- وقد يبدو الأمر للبعض من التفاهة , بحيث لا توجد هناك قيمة ملموسة للكتابة حول هذا الموضوع – ولهذا البعض نقول بأن العودة إلي أصولنا وتراثنا ومعتقداتنا وأخلاقياتنا عودة إلي التاريخ المشرق المجيد , عودة قد تذكرنا بما نسيناه من أمجاد وانتصارات , وقد تحفزنا للعطاء الكثير , ناسين ومتجاهلين أنفسنا , والحزازات , والأحقاد متجهين بقلوب مفعمة بالخير والصلاح نحو الله وحده العلي القدير .
- وفي مخيلتي الآن صورة لما سيكون عليه حالنا من الانضباطية والالتزام لو راعينا اصولنا العربية – الإسلامية في موادنا الفنية والثقافية المرية – المتنوعة ..!؟؟
وتقفز إلي المخلية صورة الشارع العربي – الإسلامي منضبطا من كل انحراف , أو إسفاف وابتذال , وأذكر قصة رواها لي أحد الأصدقاء عن قضية أثيرت في أحدي الدول الشقيقة حيث هجم شاب علي امرأة متزينة زينة خارقة تزيد في جمالها الحمال , وتظهر من مفاتنها الحسن والدلال , وتسير بكل تلك الأنوثة في السوق علي استحياء أيضا , فها من عقوبة علي مثل ذلك الشاب إذا ما فعل معها أي شئ ليس بالحسبان ..؟؟؟
- وهي قضية تضعنا أمام تساؤل : من المعتدي .... ؟ ؟ ومن المعتدي عليه .؟؟؟
- المرأة بذلك الابتذال اعتدت علي شريعة الإسلام ..!! والشاب اعتدي علي المرأة البادئة بالعدوان ..!!
والبادئ أظلم .. والعين بالعين .. كما يقال في الأمثال ..
- ولا أدري بالضبط ماذا كان حكم القاضي في هذه المسألة .. ؟؟
وقد يفيدنا شرعا في الإجابة أحد الأئمة أو العلماء ... لكننا منطقيا – نحكم ببراءة الشاب – والله أعلم ... !!!
- وضمن هذا الحجم الفلسفي , في إطار مجتمع , لا زالت القيود عليه مفروضة من كل اتجاه , نري في الحجاب أمرا أكثر من الشكل , بل هو لب المشكلة , ولب المضمون , والله من وراء القصد .. آمين .