لقد أصاب الدكتور الشعال منهم مقتلاً بنجاحهِ ، كيف ذاك ! و هو من أكثر علماء الشام في الوقت الحالي شُهرةً و تأثيراً ؟
إن أي نص سواء أكان سماويا أو بشريا يُمكن تأويله على النحو الذي يُريده المرء ، يعكس نوايا من يؤوله ، إن خيراً فخير و إن شراً فشر ، و لأن الإنصاف عزيز ، ترى البعض اقتنع بفكرة تنسجم مع هوى نفسه الأمارة بالسوء و يأبى أن يُحكّم عقله و كأنه سُرطِنَ بما نبت داخل من غل .
و كل مُتابع يعلم حرص الدكتور على عدم إزعاج أي مسلم يُخالف رأيه ، فما بالهم بغير المسلم و الدكتور على علم بأن بعضهم لدروسه مُتابعون و له مُحبون ؟
كل منصف يعلم يقيناً أن الدكتور الشعال كانت و ما زالت غايته إصلاح المجتمع ، لقد فرّغ وقته لذلك بينما نجد مثيله في الرتبة العلمية و المكانة الاجتماعية يتربع على عرش مستقبله و أسرته ،
و بعد هذه الفتنة انقسم الناس خمسة أقسام :
١- لاديني ( و من تبعه بسوء إلى يوم الدين ) أثار الفتنة .
٢- مسيحي مُحترم تأثر بتوجيه اللاديني : و هؤلاء قسمان : قسم انتقد باحترام ، و قسم قابل ذلك بما لايليق من شتم و سب و طعنٍ ، و هم قسمان أيضاً : قسم لا يعلم من مسيحيته شيئاً و لا مكان الكنيسة حتى و المسحييون منه براء ، ولكن وجدها فرصة لتفريغ سوء تربيته وسوء أدبه .
وقسم أثّر اللاديني بعاطفته فعطّل محاكماته العقلية و انساق في الفتنة .
٣- مسيحي مُحترم تبرأ من الفتنة و التمس للدكتور عُذراً بأنه فعلاً لايقصد الإساءة .
٤- مُسلم بالأوراق الثبوتية ، لاديني باطناً ، التحق بمن شتم و طعن وهم في ذلك سواء .
٥- مُسلم يعلم حقيقة الفتنة و توجهها و مفادها .
فإن كانت الغاية من ذلك جعل سورية دولة لادينية و ترحيل المسلمين ، عبثاً تُحاول يا عزيزي اللاديني ، إن الإسلام أكبر منك و ممن وراءك ، حاول الكثيرون على مر القرون من قبلك ، و النتيجة أنهم ماتوا و بقيَ الإسلام ولو كره الكارهون و لو كره من كره .رغم أنوفهم
و إن كانت الغاية تشويه صورة الدكتور الشعال ، فاعلم أن للدكتور رباً يحميه ، و أن المعركة بين الحق والباطل مستمرة إلى قيام الساعة ، و أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ). و إن الإسلام ماضٍ بالدكتور الشعال و بغيره ، من قبله و من بعده ، و ذلك على مر القرون ، و لأزيدنك في الغيظ بيتاً ، من أكثر من خمسة وعشرين عاماً يعمل الدكتور في الدعوة ، أي إنه خرّج أجيالاً تعجز أنت و من وراءك أن تُطفئ نورها ، و لو أفنيت عمر ذريتك في ذلك .
أخيراً ، لفت نظري جهلُ اللاديني ممن تظاهر بالعلم ، كيف وصف الدكتور بأنه سلفي العقيدة تكفيري التوجه الخ .
قُلتُ : كفانا بهذه الجملة إظهاراً لجهله و خبثه ، و جهل من يُتابعه .
عزيزي اللاديني لقد حرمك الله تعالى السلام النفسي ، فأحاط بك الحقد من كل جانب ، و قد قال تعالى : { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون } [سورة البقرة]
نسأل الله أن يزيد قلبك مرضاً حتى لا تذق طعم الراحة في حياتك ، ثم أنت في الآخرة من الهالكين دائماً و أبداً .
أختم فأقول : و يحضرني ما جرى للمسلمين يوم تجرأ أحد العابثين يبتغي الإساءة ببعض الرسوم عن الرسول الله صلى الله عليه في الدنمارك ، و كيف الأمر ظاهره السوء و كيف عوض المسلمين كل خير ، حيث تعرف على الإسلام ملايين البشر اعتنق الإسلام منهم الآلاف بسبب تلك الرسوم .
و لا أرى هذه الفتنة إلا كذلك .
و أذكر فيك و بمن وراءك و من انساق وراءك قوله تعالى :
{ وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور } [سورة آل عمران]
زادك الله عزيزي اللاديني نفعاً للإسلام و المسلمين و بُعداً عنه ( الهاء تعود للإسلام ).
نقلاً عن احد الصفحات
http://omferas.com/vb/showthread.php?t=63740&p=241062#post241062