البيئة العربية تفتقد سعيد محمد الحفار

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


فقدت الساحة البيئية العربية مؤخراً رمزاً من رموزها الدكتور محمد سعيد الحفار و هو على رأس عمله كمدير عام للموسوعة العربية في سوريا ذا الشهرة العربية و العالمية في عطائه العلمي و إنتاجه الفكري و إشعاعه التربوي و الثقافي.
و هو يعتبر واحدا من بيت ثلاثة عمالقة من كوادر البيئة العربية المخلصة التي أسهمت في خدمة البيئة العربية و الدولية حيث فقد في العام الماضي الدكتور أسامة الخولي مستشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة و أطال الله عمر الدكتور مصطفى طلبة الخبير البيئي الدولي الذي لا يزال يعمل بنشاط في الشان البيئي العربي.
و قد عمل المرحوم الحفار أستاذاً في جامعة دمشق و رئيس قسم العلوم الأساسية في كلية الزراعة و رئيساً لقسم ما قبل السريريات و مستشار لوزارة النقل حول إسهام كل من محرك الديزل و محرك البنزين في تلويث البيئة و عضواً في المجلس الأعلى للعلوم و رئيساً لللجنة الوطنية للإنسان و البيئة.
كما عمل أستاذً في جامعة قطر و خبيراً و مستشاراً خاصاً لمكتب التربية العربي لدول الخليج العربي بالرياض و خبيراً في المنظمة الاجتماعية و الاقتصادية لغربي آسيا و عضواً في مركز البحوث الأوروبية في بلجيكا و عضواً في برنامج المحيط الحيوي و عضواً في البرنامج الدولي للحفاظ على البيئة للحفاظ على البيئة في جنيف إضافةً إلى كونه خبيراً في برنامج الأمم المتحدة للبيئة و في اليونسكو و خبيراً استشارياً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
و ساهم الدكتور الحفار في إنتاج أكثر من ستمائة و عشرين دراسة علمية و نيف أعدت كلها بناء على تكليف رسمي من جهات رسمية و من جامعات و منظمات عربية في طليعتها الأليكسو و منظمات دولية و مراكز بحوث و مركز التربية لدول الخليج العربية و كان من بينها دراسة محورية رئيسية للمؤتمر العربي الوزاري الأول الذي عقدته جامعة الدول العربية في تشرين أول سنة 1986 في تونس.
و أيضاً عمل الدكتور الحفار خلال خدمته الجامعية على إصدار عشرات الكتب المرجعية بينها كتابان في مجال البيئة و المخدرات و كتابان في مجال علم السرطان البيئي.
و قد توج أعماله بوضع العمل الموسوعي الأول الرائد من نوعه في مجال البيئة (الموسوعة البيئية العربية) التي أتت في خمس و عشرين ألف صفحة من القطع الكبير اختصر فيها زنة طنين و نصف من الوثائق اليقينية في أحد عشر مجلداً و قد شرع مؤخراً في إنجاز مجلدها الثاني الخاص بالتنمية المستدامة بعد عودته من مؤتمر قمة الأرض في جوهانسبرغ الذي انعقد في العام الماضي.
كما أعد الدكتور الحفار برنامج توعية بيئية جماهيرية تم التخطيط له بشكل حصيف ضم مائتين و إحدى و ثلاثين حلقة تلفازية مدة كل منها 57-60 دقيقة و قد حاز عليها جائزة الإعلام الجماهيري الدولية مع البروفسور جاك كوستو.
و قد ائتمنه السيد الرئيس بشار الأسد على إدارة هيئة الموسوعة العربية التابعة لرئاسة الجمهورية العربية السورية اعتباراً من مطلع العام 2000 مع قدوم الألفية الثالثة فأصدر من مجلدات الموسوعة المجلدات 3-4-5-6 حتى نهاية العام 2002.
و بتوجيه من السيد رئيس الجمهورية شرع بتأليف كتيبات جيب إلى جانب مجلدات الموسوعة صدر منها ثمانية عن مفاهيم الاستراتيجية، الاعتداء البشري و مشكلاته و الطبيعة و النفس البشرية و التربية البيئية، الشيخوخة و هل يمكن درء شبحها، و الثورة الإدارية و الاستنساخ؛ هذا غيض من فيض لهذا العلامة الموسوعي الرائد الذي وقف نفسه على توعية الجماهير عبر وسائل الاعلام كافة المقروءة و المسموعة و المرئية و ما قدمه من مؤلفات و دراسات و محاضرات عامة.
و قد وضع في صدارة أولوياته حماية المستقبل الأجيال القادمة من خلال تبنيه و نشره لمبدأ جعله شعاراً لموسوعته الكبرى و هو لأطفال العالم الذين خرجوا من رحم الأرض لينادوا البشرية أن: (اتركوا البيئة صالحة لبقائنا).
نقلاً عن صحيفة الثورة السورية