جدل
ظلـــم ذوي القربى !!
تثير العقوبات الاقتصادية العربية المفروضة على سورية جدلاً كبيراً في الوسط الدرامي فيما إذا كانت هذه العقوبات ستطاول الدراما السورية أم لا، وهنا تتباين الآراء، فهناك من يؤكد التأثير السلبي على الدراما لأن الفضائيات العربية ولاسيما الخليجية ستتوقف عن شراء الأعمال الدراميّة السورية، وآراء أخرى ترى أن العقوبات لن يكون تأثيرها كبيراً، وسيكون هناك إقبال من المحطات على الدراما السورية، نظراً للمكانة الكبيرة التي تحظى بها لدى المشاهد العربي، إضافة إلى أن النجوم السوريين قادرون على استقطاب المعلنين الذين يدعمون مسيرة الدراما، وما يؤكد هذا الكلام موقف اتحاد المنتجين العرب وجمعية المنتجين في مصر والعراق، الذين رفضوا مقاطعة الدراما السورية، وأصروا على الإنتاج المشترك مع المنتجين والمبدعين السوريين، منطلقين من قناعتهم أنه لا يمكن لشيء أن يمنع الإبداع من الانتشار، وهذا الموقف يبدّد خوف المنتجين السوريين من عدم تسويق أعمالهم الدرامية.
لكن الهمّ هنا هو انصراف الكثير من الفنانين السوريين الذين عرفهم المشاهد العربي من خلال الدراما السورية للبحث عن فرص عمل خارج الدراما السورية، فكل يوم نقرأ خبراً عن انضمام أحد الفنانين لكادر عمل درامي عربي، ولا يقتصر الأمر على الممثلين فقط بل هناك الكثير من المخرجين الذين يفكرون بإنجاز مشاريعهم الفنية خارج الدراما السورية التي كانت السبب في شهرتهم، بحجج وذرائع مختلفة، منها البحث عن النص الجيد والظروف الإخراجية الأنسب، فكان توجّه الأغلبية نحو الدراما اللبنانية.
فإذا كانت الأزمة التي تعيشها سورية الآن سبباً في هجرة مخرجينا ونجومنا وبحثهم عن فرص لهم خارج بلدهم، فإنه من الضروري تذكيرهم بأن الدراما تمثل رسالة إنسانية واجتماعية وأخلاقية تحتّم عليهم تحمّل جزء من المسؤولية في هذا الظرف الصعب للحفاظ على تألّق الدراما السورية بتبنيهم أعمالاً تليق باسمها، لا بهجرتها إلى دراما أخرى، وهذا أثره على الدراما أقسى من العقوبات الاقتصادية العربية، فظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة!!.
سلوى عباسhttp://www.albaath.news.sy/user/?id=1329&a=118090