بعض سائقي التكاسي يمارسون التسول.. والقاسم المشترك مرض أحد أقاربهم
المصدر بلدنا
25 / 02 / 2007
بعد إطالة الطريق وأخذ الزيادة

بعض سائقي التكاسي يمارسون التسول... والقاسم المشترك مرض أحد أقاربهم

قصة جديدة من قصص التاكسي الكثيرة إلا أنها ليس اعتيادية بل قد ترتقي إلى درجة اللامعقولية وقد باتت منتشرة في محافظة حلب بطريقة ما وهي لا تتعلق بأخذ زيادة في الأجرة أو محاولة إطالة الطريق لجعل العداد يقفز قفزات كبيرة الأمر بكامل الاختصار تسول على الطريقة الحديثة...





أكرم (18 سنة) يقول: "الأمر مدهش جداً ففي إحدى المرات، وبينما كنت في عجالة من أمري استقليت إحدى سيارات الأجرة وطبعاً أخبرت السائق عن وجهتي وهنا بدأت القصة، فقد بدأ يشكي ويبكي لي عن حالته السيئة وابنته المريضة وعندما وجد أني في كل مرة يقول فيها واحدة من جمل الاستعطاف أقول له: على الله".. طلب مني صراحة ما يخرج من خاطري لمعالجة ابنته المريضة بمرض خطير وبالطبع أعطيته حرجاً..."

أما السيدة نجوى (47 سنة) تقول: "لقد واجهتني هذه الحادثة ذات يوم فبينما كنت مع ابنتي في السوق ركبنا سيارة تاكسي لنعود إلى المنزل فكان سؤال السائق (يا أختي بتعرفي شي محسن كريم) وبات يسألني عن أشخاص أو مؤسسات قد تساعده لمعالجة والدته المريضة فقمت بكل بساطة بإرشاده إلى إحدى الجمعيات التي أعرفها ظناً مني أني حللت مشكلتهـ لكنه قال لي أنه يخشى أن يؤجلوه أو يضعوه على الدور، وبالتالي التأخر في المساعدة على اعتبار أن مشكلته مستعجلة ووالدته تحتاج إلى الدواء في أسرع وقت وهنا بدأ الشك يتسلل إلى قلبي بأن الموضوع ما هو إلا نوع من التسول حتى أنني منع ابنتي التي همت في إخراج بعض النقود لولا أني أوقفتها وعندما وصلنا أخذ منا 10 ليرات زيادة على العداد".

أما السيد فادي (42 سنة) فقد كانت قصته شائقة جداً خاصة مع طول البال الذي كان يتمتع به حيث قال: "ذات مرة ركبت سيارة أجرة وقد كان السائق في الثلاثينيات من العمر تقريباً بدأ الحديث عن حالة الحيرة التي هو واقع بها بين ابنته المريضة ووالدته التي مرضت حديثاً وغلاء الأدوية، فبدأت أكلمه علي أساعده قلت له أن يطلب مساعدة إخوته فقال ألا أخوة لديه، وأن والده متوفى، سألته أن يطلب العون من عائلة زوجته فقال أنهم بسطاء و(على قدِّ الحال)، سألته أن يلتجئ إلى أحد أصدقائه، فقال لي: إنه لم يعد يوجد في هذا الزمان أصدقاء، قلت له: أن يطلب سلفة من مالك السيارة بعد أن عرفت أنها ليست ملكه، فقال إن صاحب السيارة اشتراها بالدين وأنه إلى الآن قد دخن أربع علب (حمراء) من عصبيته ولم يعجبه كلامي عندما قلت له أن ثمن هذه العلب الأربع يبلغ 120 ليرة، وكان من الأفضل له لو أنه وفرها.. وبالمختصر كنت كلما أقول له شيء يسدها في وجهي ووجهه وطبعاً مع ترديد كلمة الحمد لله حتى وصلت إلى المنزل ورأسي قد أصيب بصداع مؤلم .... إنه أمر لا يصدق أبداً".

من الواضح أن الإنسان لا يكف عن تطوير أدواته التي يستخدمها حتى المتسولين والتي تدل على إبداع لا يمكن إنكاره في اختلاق القصص لكن إلى الآن وعلى الرغم من الكم الهائل من القصص التي نسمعها أو نتعرض لها ومازال، وسيبقى ذلك السؤال المحير يدور في أذهاننا حول ما إذا كنا قد ظلمنا هؤلاء الأشخاص أم لا، وما إذا كانوا محتاجين بالفعل أم لا، وسيبقى الجواب حبيس النفوس دون شك؟!!.