المشاعر المتأرجحة
بالاعتذار من الاخ الكاتب
يحيى هاشم
ولمشكلة برمجية نرجو ان تحل قريبا في المنتدى
نعيد الموضوع من جديد مع الردود
--------------------------------------------------------------------------------

يسير مع أبيه ممسكا بحقيبة ملابس العيد الجديدة التي كان يؤرجحها في الهواء ليستمتع بصوتها وكأنه يريد لكل السائرين أن يروا ما لا يراه .
يضم يد والده بقوة وسعادة بالغتين تلك اليد التي تهدهدهأحيانا وتعنفه أحيانا أخرى .
أدرك أنهما قد وصلا إلى باب المنزل , استعد للصعود ولكن فجأة تركته يد والده فشعر بأنه قد ضل الطريق وهو جواره .
- ماذا حدث يا أبى ؟
- اصعد السلم بنفسك اليوم .
- لكنني لن أستطيع .
- يجب أن تعتاد الأمر لقد كبرت الآن .
- لن أتمكن يا والدي لا تتركني بالله عليك .
- أنت رجل ويجب أن تعتمد على نفسك .
- يا والدي .
- اصعد .
- سأسقط .
- قم وحاول ثانية .
بقدم مرتجفة بدأ يتحسس درجة السلم الأولى , وضعها محاولا الضغط ولكنها هوت , فسحبها بسرعة باحثا عن يد أبيه التي كانت تهرب مبتعدة عنه .
- لن أتمكن . لن أتمكن .
صرخ بصوت دامع
- يجب أن تنجح . الفشل يعنى الموت , يعنى النهاية .
وضع قدمه للمرة الثانية بقوة أكبر وجرأة خجلة .
تمكن من الصعود قليلا ولكن أخطأت يده موضع الحائط فهوى على وجهه .
- قم , وحاول مرة ثانية .
- لن أفعل , لن أحاول .
- بل ستحاول .
- لا لن أحاول .
- لماذا ؟
- لأنني أعمى . أعمى !!
انتشر الصمت كسحاب كثيف أدرك الأب أن ابنه ينهار , فأمسك يده بقوة ومسح حبيبات العرق المختلطة بدموعه , ولثمه .
- أخشى عليك من الأيام يا بنى , أنا لن أعيش لك طوال العمر .
كغريق وجد قارب نجاة تمسك بأبيه بكل ما يملك من قوة , وكريشة تهزها الرياح ارتمي في حضنه مرتجفا .
- لا تتركني مرة ثانية , إن تركتني سأموت .
ضمه أكثر محاولا أن يشرح له لماذا يفعل ذلك لكن الكلمات احتبست كدموعه التي تصارعه حتى تتحرر ... فصمت .
بدءا يصعدا درجات السلم التي عادت سهلة ومحفوظة له وهو ممسكا بيد أبيه ومؤرجحا حقيبة ملابس العيد الجديدة في استمتاع شديد .
يحيي هاشم
22/10/2005

يالله....
ممكن ان نعطيها الف معنى مجازي لاينحصر ضمن مجال العمى الحسي....
اهداف ابعد ربما...ليس العمى عمى البصر......انما البصيرة لو احببنا لكن الكاتب اعطانا الفكرة المباشرة.....
لجيل يحتاج دفعا ايجابيا وبحث دون الاعتماد كاملا على الوالدين.....
سدد الله خطاك واثرى قلمك..
على فكرة ربما تكتب انت قصتك....لكن تخبئها ..فربما راجعتها واعطيتها بعدا جديدا وهذا ماحصل معي مؤخرا....
ربما اوردت ماكتبت لاحقا
كل الشكر
الفاضلة / أم فراس
لك التحية
أنت من القليليلن الذين رأوا رؤية غير المكتوبة .
كتبتها بطريقة المباشرة المتوارية .
كيف علمت أنى كتبت قصتى ؟؟
لك التحية
يحيي هاشم
فنانوا القصة يخرجون من امورهم الحياتية حكم قد لايلمسها الانسان العادي لرهافة حسهم وموهبتهم
اشد على يدك قمة في المشاعر الراقية الحساسة القيمة
حكيم
القاص يملك عينا ثالثة يرى بها مالا يراه الانسان العادى !!
تحية لك دوما
يحيي هاشم