منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حكايا زمان

  1. #1

    حكايا زمان

    حكايا زمان
    تدهشني هذه الحالة التي تنتابني.. أوقن أنها المرة الأولى التي أمر بها في مكان ما لكن ثمة ذاكرة غريبة أتقاسمها معه.. الروائح و الطعوم و الأصوات و كل تفصيل في المكان ..احد الأصدقاء سماها يوما " ذاكرة المكان " أو " شذى المكان".. و أومن أحيانا بعالم ما قبل الجسد!
    بعد زيارة لقصر العظم المتحف الدمشقي المشهور بتماثيله الشمعية التي تجسد تقاليد سورية بالعموم و دمشق بالخصوص من حيث اللباس و العادات و الظروف البيئية المحيطة سألني يوسف الصغير : عندما تطفأ أنوار القصر و يذهب الزوار إلى بيوتهم هل تقوم هذه التماثيل و تمارس حياة أخرى في الليل ؟
    هي فكرة مدهشة حقا عززتها لدي لعبة الكترونية اسمها" البحث عن المجوهرات " مادتها خرائط متحف ..بقدر ما هو المتحف جميل و قيم بقدر ما هو مخيف عندما تمارس مقتنياته حياة أخرى مستمدة من ذاكرة بعيدة أو حديثة .
    و لكن لماذا أحكي عن هذا ؟
    حكايا زمان مقهى في قلب دمشق في منطقة يعرفها الدمشقيون، حي "البرامكة "و و يقع هذا المقهى في الدور الأرضي من عمارة حديثة نسبيا بشكل لا يتناسب مع طراز المقهى و اسمه
    ثمة غرابة في المكان أنني لدى مروري هناك للوهلة الأولى أحسست بدافع غريب لاستكشاف المكان لكنني لم أدخله .. أكاد اعرف أمكنة الطاولات و الكراسي، شكل الفنجانين و قطع الحلوى التي تقدم هناك و حتى الأشخاص الذين كانوا في المكان يوما عابري سبيل أو زبائن دائمين .
    لا بد أن هذا المكان شهد الكثير من قصص الحب و الانفصال و الصداقة والخيانة و الشراكات و شتى المشاعر الإنسانية حتى المتضاربة منها .
    أرجأت عودتي للمكان لأحظى برفقة من أحب أن أدعوه إلى فنجان القهوة و هكذا نحن عادة نظن أننا نخبئ اللحظة في جيب داخلي لنظهرها في اللحظة التي نراها مناسبة و نتناسى أننا بهذا نفوت على أنفسنا اللحظة الأجمل .. و لم يتسن لي العودة إلا بعد عام كامل ..وجدت المكان مقفلا و لا أحد فيه .. قيل لي إنه أقفل منذ شهور لخلوه من رواده تدريجيا و لأسباب مختلفة ..
    يجب أن تنتهي القصة هنا أليس كذلك؟
    عدت إلى بيتي و جلست إلى مكتبي أفكر في المكان عندما يجن عليه الليل مقفرا مغلقا .. سألت نفسي هل ما زالت تلك الطاولات في مكانها المعهود و فناجين الشاي البيضاء و كراسيه القديمة .. هل في هذه العتمة تتحادث الأشياء فيما بينها و تشي بهمسات تلقفتها من عشاق تحلقوا هنا يوما ؟ كيف لمكان لم ألجه و رامقته من وراء واجهة زجاجية أن يسكنني بهذا الشكل .. صار ديدني كلما مررت من المكان أن أحييه بعيني تحية صديق قديم و أعده أنه لو فتح أبوابه يوما سأتخذ لي مقعدا مع من أحب أن يشاركني قهوتي ..



  2. #2
    قصة جميلة وتمنيت لو طالت , تشوقت لقراءتها لك ألف تحية يا ريم

المواضيع المتشابهه

  1. حكايا زمان يطوّرها الأوان: كراكوزاتيّ الأوان
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-10-2018, 03:24 AM
  2. حكايا زمان....يطوّرها الأوان!! : في علم ( السّلوك )!!
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-15-2016, 03:19 AM
  3. حكايا زمان....يطوّرها الأوان!! ((اللي ستحوا ماتوا ))
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-31-2014, 07:11 AM
  4. من حكايا الجدة
    بواسطة ابن الهضاب في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-31-2009, 10:42 PM
  5. حكايا لا تنتهي
    بواسطة محمود ابو اسعد في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-21-2008, 05:43 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •