رضوان شاهين
أميــل إلى المقاربــــة البصريــة بين السينمائيـــة والتلفزيونيــة
ما المانع من ارتباط مخرج بنجم معين
رضوان شاهين00 المخرج السينمائي والتلفزيوني، الذي حاز على جائزة «التميّز والابداع» في الاخراج من مهرجان القاهرة.. قدّم لنا في رمضان الحوت، أضخم عمل درامي للبيئة الساحلية، حَفِل بمؤثرات العملية الاخراجية وجمالية المكان، تناول حقبةً زمنيةً من تاريخ سورية الحديث في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين.. التقته البعث.. وكانت لنا معه هذه الوقفة..
> أثار مسلسل الحوت إعجاب الناس لغناه بمؤثرات العملية الاخراجية، وجمالية المكان.. فماذا أضاف إلى رضوان شاهين؟
>> كلّ عمل أقدّمه أشعر أنه أضاف إليّ شيئاً جديداً وفتح أمامي آفاقاً واسعة لرؤيتي الاخراجية، فطبيعة النصّ فرضت مؤثرات متعددة وتعدد الأمكنة، إضافة إلى تكتيك خاص لتجانس خيوط الحبكة الدرامية حتى قُدّم إلى المشاهدين، وأنا أطمح دائماً إلى الأفضل، إلا أنني مرتبط بظروف الانتاج وأوضاع الممثلين وعوامل أخرى، تؤثر على سياق الإخراج، فقد أُنفذ مشهداً بنصف ساعة ولو كانت الإمكانات أكبر لنفذته بـ(45) دقيقةً وغدا أفضل مما هو عليه، بصورة عامة أنا سعيد بنجاح المسلسل..
>في أحد حواراتك قلتَ: إنك اعتمدتَ في المسلسل اللهجة البيضاء، ألا ترى أن الارتباط بالبيئة ضروري؟
>> أنا لستُ ضد الارتباط بالبيئة، والدراما السورية الآن وصلت إلى ساحات كبيرة تجاوزت المحلية والعربية وأنا أقدم رسالة، يستقبلها المتلقي ويفهمها، ولا أتعامل مع شريحة واحدة، بل مع شرائح مختلفة ومتعددة فحينما أقدم رسالتي لـ200 مليون عربي أكون وصلت إلى ما أريد، بدلاً من أن أرسلها إلى شريحة واحدة، هذا ماقصدته باللهجة البيضاء التي تتجاوز حدود المكان.
> نلاحظ في اعمالك لاسيما الأخيرة (كوم الحجر-الحوت) تعدد البيئات والأمكنة والتنقل السريع للكاميرا ما بين الريف والمدينة.. فماذا يعني لك هذا التنوّع؟
>> لكل مخرج رؤية خاصة، وأنا أحب التنوّع البصري وأختار أماكن متعددة لكسر قالب المكان الواحد والبيئة الواحدة، وهذا يعني غنىً بصرياً شريطة ألا يكون هذا الانتقال مفتعلاً، وإنما مرتبط بتحرّك الشخصيات وتصاعد الأحداث، والبيئة المكانية، لتأتي منسجمةً مع طبيعة النص، وليست استعراضيةً، أو مقتحمةً، بل مرتبطة بالشخصيات والمكان.
> امتلكتَ رؤية اخراجية بارعة بتجسيد الحقبة التاريخية الحديثة من تاريخ سورية الحديث (1920-1950) فأين يجد رضوان شاهين رؤية اخراجية مماثلة في الدراما الاجتماعية المعاصرة، أم الدراما التاريخية أم الحارة الشعبية الحلبية أم الدمشقية..؟؟
>> أنا ضد التسميات الدراما المعاصرة الآنية أو التاريخية، المعاصرة لغة وليست زمناً، وقد أقدم عملاً معاصراً مأخوذاً من أعماق التاريخ، وقد أقدم عملاً معاصراً بطريقة قديمة ومتخلفة، المعاصرة لاترتبط بزمان ومكان الحدث، هي لغة يفهمها المخرج وفق خلفيته الفكرية والابداعية والثقافية، أما فيما يتعلق بالتاريخية أو الشعبية فأنا لا أحدد، لأنني أقدم كل الأنواع الدرامية، ولي تجارب متعددة، وللعمل الاخراجي مقومات وعناصر وقوالب وبيئات محيطة به، انه يملك فضاءات ومناخاً خاصاً به، وهذا بالتالي يخلق رؤية خاصة لأي عمل كان..
> تستخدم في عملك الاخراجي اللغة السينمائية فهل تتقصد ذلك لتفعّيل العمل التلفزيوني وإنجاحه؟
>> أنا مخرج سينمائي، وأميل إلى التكتيك السينمائي أكثر من اللغة التلفزيونية، فالتكتيك السينمائي أكبر من التلفزيوني وهناك مقاربة في اللغة البصرية السينمائية والتلفزيونية شريطة أن أحدد نوعية الميديا المقدمة، وما اقدم على شاشة كبيرة أم صغيرة، وأعتقد أن اللغة السينمائية موحية وقادرة على بثّ ايحاءات متعددة للمتلقين..
> نلاحظ ارتباطك ببعض النجوم مثل النجم بسام كوسا وسلوم حداد، فهل أنت مع ارتباط المخرج بنجوم معينين؟؟
>> ما المانع من ارتباط المخرج بنجم معين، إذا وُجدت بينهما لغة تفاهم وتواصل، فهذا يساعد على خلق رؤية موجزة لتجسيد الشخصية بكل ابعادها وصولاً إلى الصورة المبتغاة للشخصية التي رُسمت على الورق، والحدث بكل مايدور حوله، شريطة أن يكون هذا النجم مناسباً للدور ووجوده لمصلحة العمل الدرامي وتجسيده للشخصية يساعد على إنجاح العمل وليست كما يُقال: (كولاج)..
حوار: مِلده شويكاني
http://www.albaath.news.sy/user/?id=442&a=40626