نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


تاتسرد دوماس المدرسة الصابونية

صورة نادرة وكبيرة الحجم لجادة ( سوق الغنم ) و طريق الحج العظيم كما كانت التسمية منذ العصر الأيوبي والمملوكي ولغاية العثماني المتأخر .. و اليوم اسمها : جادة آل البيت حسب التسمية الرسمية لها. والصورة ملتقطة عام 1880 بعدسة المصور تاتسرد دوماس استناداً لما ذكره الأساتذة : عبد القادر الطويل و فيصل الست و د. قتيبة الشهابي ، من الجنوب ( من جهة شارع حي الميدان ) إلى الشمال ( باتجاه مدينة دمشق و سلسلة جبال القلمون و قاسبون بعمق الصورة ) .

في يمين الصورة تبدو القباب المتناثرة حول سور تربة باب الصغير ، ومنها القبتان الظاهرتان في بداية الصورة ذوات الرأس المدبب ، و الطراز الفاطمي الغير معروف ومتداول عمرانياً بين قباب دمشق ، ويظهر القوس الأبلقي الحامل للقبة الثانية ، وكذلك بابها العادي ونوافذها المطلة على الطريق ، و نشاهد بشكل جلي تفسخ ( طبقة الجير ) ، وظهور الطوب المحروق المكون لبدن القبة .. نتيجة حت الريح ، و العوامل الجوية من أمطار وثلوج الشام ، بالإضافة لعدم صيانتها ، وملاحقة ترميمها ، فوصلت إلى ما وصلت إليه كما هو واضح بالصورة .

وبعد الرجوع : إلى معظم الخرائط ... والمصادر التاريخية ، لم أتمكن من معرفة أصحابها . واليوم .. زالت عينهما ، وتهدمت القبتان ، ثم اندرس مدخل الترية الأبلقي ، ولم يبق منهم أثر .. إلا بالصور و القراطيس .

كما تبدو بعدهما قبتا تربة ومدرسة الشيخ ( حسن راعي الحمى ) ذات الرقبة العالية الظاهرة بالصورة ، والمشيدة من الآجر ، والمؤلفة من 12 ضلعا و تخترقها 12 نافذة ، و تتخفى القبة الشمالية خلف أختها الجنوبية الظاهرة بالصورة ، وكانت هذه المدرسة والتربة تستخدم أيام الحكم التركي ( كراكون ـ معتقل ) ويقال له ( كركون الشيخ حسن ) لمعاقبة الذين يتحدون السلطة التركية بذلك العصر ، ثم تحولت إلى معتقل لأهل الميدان والشاغور ردحاً من الزمن ، أي حتى نهاية الستينات من القرن العشرين ، ثم قامت دائرتي الأوقاف والآثار بإعادة البناء إلى تربة ذات قبتين جميلتين ، بينهما الباب المقرنص الجميل .

كما نشاهد في أقصى اليمين قبور تربة باب الصغير و مئذنتي جامع ابن هشام و الى اليمين منها مئذنة المسكية ( احدى مآذن الأموي ) و بالعمق سلسلة جبال القلمون .

في صدر الصورة تظهر مئذنة المدرسة الصابونية الممشوقة القد ، وقد اختفت قبتها الجميلة خلف البيوت ذات الطراز العثماني ، ثم تبدو قبة عريضة بدون قاعدة لتربة مجهولة ، زالت هذه القبة في أواخر أربعينات القرن العشرين إبان تنظيم المنطقة .