عندما كتب مظفر النواب هذه القصيدة في عام 1956 صادرها منه عنوة أحد أصدقائه ودفعها للنشر في مجلة ( المثقف ) بدون علمه فأحدثت ضجة كبيرة , ولقد كانت مفاجأته كبيرة عندما قرأ تعليق الآخرين عليها , وكان بينهم أحد الشعراء الكبار في العراق وهو الشاعر سعدي يوسف عندما كتب : إنه يضع جبين شعره على أعتاب الريل وحمد ... !

أوحى له بتلك القصيدة حادثة وقعت أمامه خلال سفره إلى البصرة بقطار الدرجة الثالثة بعد أن حدثته فتاة حزينة كانت تجلس في المقعد المقابل عن قصتها المأسوية المثيرة عندما مرً القطار بقريتها الصغيرة المساة ( أم شامات ) فكانت البداية حيث كانت تلك القصة المحرض الذي دفع الشاعر بعد ذلك للبدء ببناء القصيدة التي سماها - للريل وحمد - مع هدير عربات القطار وسط سكون الليل وظلامه الحالك .

لقد أحبت هذه الفتاة الريفية منذ صغرها ابن عم لها في القرية اسمه حمد وكبر هذا الحب معهما وشاع خبره بين الناس حتى وصل لحد الفضيحة , والعادة الشائعة في هذه الأرياف أن لا يوافقوا على زواج شاب بفتاة له علاقة معها - لأن هذا الزواج يعني عندهم ستراً لأمر شائن قد حصل بينهما - لذلك غادرت هذه الفتاة قريتها وهربت إلى بغداد خوفاً من أهلها , فصارت هناك امرأة عادية تتلاقفها الأيدي ...


*******


العشاق الأعزاء أحبائي

هذا النص جاءني من العراق بعد أن حفروا الأهل هناك في النجف لترميم دارنا وجدوا .... كنجينة حديد صغيره فيها كتبي الممنوعة حين ذاك ويها هوية حزبي حين استلمتها في عام 1968 كنت حينها أصغر رفيق في الحزب وقت الاستثناء.....المهم هذه الكنجينة أي الخزانة الحديدية التي تصنع عندنا في النجف كانت الراحلة والدتي أم غسان دفنتها أيام هروبي بعد انتاكسة الجبهة في عام 1978 وكانت مطاردتنا نحن في محلية النجف المهم وبعد التي والتيه قالت لي الوالدة .... لقد حرقت كل كتبك في التنور وهي حتى عندما رحلت الى باريها لم تخبرني بأن صندوق الحديد قد دفنته في الحديقة .
المهم وجدت هذه ..... الكنجينة .... وفيها بعض من أشيائي .
منها أوراق - فيها نص لقصيدة ( للريل وحمد ) - وهي كانت لأستاذنا في اللغة الانكليزية ومن سجناء السجن المركزي في الحلة والذي كان فيه موقوفا الشاعر مظفر النواب قبل حفر الممر وهروبه مع بعض رفاق الدرب وبعد مطابقته مع الديوان الذي طبع في السنة الأولى لسبعينيات القرن العشرين وجدت ان مقطع كامل لم يطبع وكذلك مقدمة جميلة غير الموجودة في الديوان المطبوع .

مقدمة الديوان المطبوع فيه رسوم للفنان ضياء العزاوي

( على ماء الصبح أحبته على ماء الليل كان للهجر قمر ومر قطار ... !! )

وأما المقدمة الموجودة في هذه الوريقات الصفراء للسجين الأستاذ ماجد البغدادي والمهداة لي ( أحبت حمد وأحبها وكان حبا بسيطاً لوًن أيامها بالفرح ثم تركها حمد وبعد سنين من الهجر الطويل انحدرت بقطار الجنوب واجتاز القطار مضارب عشيرة حمد فلم تتحدث الى حمد ولكنها تحدثت الى القطار وقالت : ... للريل وحمد .. ؟!!

- ذياب مهدي محسن -

*******



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


( على ماء الصبح أحبته . .
على ماء الليل , كان للهجر قمر ,
ومرّ قطار )




مرّينه بيكم حمد , واحنه ابغطار الليل

واسمعنه , دگ اگهوه ...

وشمّينه ريحة هيل

يا ريل ...

صيح ابقهر ...

صيحة عشگ , يا ريل

هودر هواهم ,

ولك ,

حدر السنابل گِطَه

***

يا بو محابس شذر , يل شاد خزّامات

يا ريل بللّه .. ابغنج

من تجزي بام شامات

ولا تمشي .. مشية هجر ...

گلبي..

بعد ما مات

وهودر هواهم

ولك

حدر السنابل گِطَه

***

جيزي المحطة..

بحزن ..

وونين ..

يفراگين

ما ونّسونه ,ابعشگهم...

عيب تتونسين

يا ريل

چيّم حزن...

أهل الهوى امچيمين

وهودر هواهم

ولك

حدر السنابل گِطَه

***

يا ريل

طلعوا دغش...

والعشگ چذابي

دگ بيّا كل العمر...

ما يطفا عطابي

نتوالف ويا الدرب

وترابك ..

ترابي

وهودر هواهم

ولك..

حدر السنابل گِطَه

***

أرد أشري جنجل

وألبس الليل خزامه ..

وارسم بدمع الضحچ

نجمه وهوى وشامه ...

وياحلوه بين النجم

طبّاگه لحزامه ...

هودر هواهم

ولك .. حدر السنابل گِطَه

***

آنه ارد الوگ لحمد .. ما لوگن لغيره

يجفّلني برد الصبح ..

وتلجلج الليره

يا ريل باول زغرنه...

لعبنا طفّيره

وهودر هواهم

ولك .. حدر السنابل گِطَه

***

چن حمد....

فضة عرس

چن حمد نرگيله

مدگگ بمي الشذر

ومشلّه اشليله

يا ريل....

ثگّل يبويه..

وخل أناغيله

يمكن أناغي بحزن منغه...

ويحن الگِطَه

***

چن گذلتك...

والشمس...

والهوا...

هلهوله

شلايل برسيم...

والبرسيم إلك سوله

واذري ذهب يا مشط

يلخلگگ...اشطوله !

بطول الشعر ...

والهوى البارد....

ينيم الگِطَه


*************



گ : يلفظ كالجيم المصرية

چ : يلفظ بين الشين والجيم مثل نطق حرفي Ch في كلمة Child


الريل = الغطار : القطار

الهيل : بذور عبقة توضع في القهوة

الگِطَه : طير القطا

خزّامات مفردها خزّامة : حلية تضعها الريفيات في الأنف

تجزي : تمرّ أو تعبر

فراگين مفردها فرگونه : وهي عربة القطار

چيّم : كلكل - جثم

دغش : الغش والكذب

عطّابي من العطّابة : وهي خرقة مشتعله يكوى بها الجرح المتوذم

الوگ لحمد : أليق له وليس لغيره

طفّيره : لعبة يلعبها الصغار قد تكون لعبة الغمّاية