أبو الحسن محيي الدين الكردي في ذمة الله

[فراس الحكيم]

أسرة فرسان الثقافة

تنعى للأمة الإسلامية القارئ الجامع فضيلة الشيخ أبي الحسن محيي الدين الكردي

الذي توفاه الله تعالى مساء الجمعة 16 شعبان 1430هـ الموافق 7 آب (أغسطس)2009م.
تسأل المولى عز وجل له الرحمة والمغفرة، وأن يجزيه خيراً كفاء ما قدم في عمره المديد من خدمة لكتاب الله عز وجل وإقرائه وتعليمه.
وتقدم أحر التعازي للأمة الإسلامية ولأسرته الكريمة ولطلابه في جامع زيد بن ثابت وجامع الرفاعي.
وتبتهل إلى الله تعالى أن يعوض عنه خيراً بمن يسير على طريقه في العلم النافع والتعليم.
إنا لله وإنا إليه راجعون
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

[بنان دركل]

رحمه الله واسكنه فسيح جنانه شكرا يا فراس لنشر الخبر
عظم الله اجركم

[ريمه الخاني]

رحمه الله واسكنه فسيح جنانه ذهبنا للعزاء في تاريخ:12/8-2009
والقت ابنته حفظها الله قصيدة طويلة اعربت عن مناقب الفقيد واكدت ان ابنه سيسير على نهجه القويم
اللم اجعلنا ممكن رضي الله عنهم

[جريح فلسطين]

رحم الله الشيخ واسكنه فسيح جنانه
غزة

[رغد قصاب]

الشيخ محي الدين الكردي أبو الحسن
ﺃﺫﻛﺮُ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺣﻴﻦ ﺩﺧﻠﺖُ ﺇﻟﻰ ﻏﺮفتهِ ﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻣُسجَّاً ﺭﺍﻗﺪﺍً، ﻗﺪ ﻻ‌ﻗﺖ ﺭﻭﺣُﻪ ﺭﺑَّﻬﺎ، ﻭﺑﺪﺃ ﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ.. ﻛﺎﻥ ﺟﺴﺪﻩ ﺫﻫﺒﻴًﺎ ﺑﺮﺍﻗًﺎ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ، ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻣُﻄﻤَﺌِﻨﺎً ﺗﻐﺎﺭ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ ! ﺃﻗﺴﻢ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ.. ﻛﻴﻒ ﻻ‌ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻴﺰﻭﺍ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻼ‌ﻣﺬﺗﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﺣﺎﻓﻆ ﻭﺣﺎﻓﻈﺔ؟! ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﺻﻼ‌ﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ، ﻭﻳﺼﺤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ليلاً ﻭﻳﺼﻠﻲ، ﻧﻤﺖُ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻱ 14 ﻋﺎﻣاً ﻓﺪﻋﺎﻧﻲ ﻟﻠﺼﻼ‌ﺓ ﻣﻌﻪ، ﻓﺘﻜﺴﺮﺕ ﻗﺪﻣﺎﻱ ﻭﺍﺧﻀرّﺕ ﻭﺍﺯﺭﻗّﺖ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻗﺎﺋﻤﺎً، ﻓﻠﻤﺎ ﺳﺠﺪ ﺑﻜﻰ ﺣﺘﻰ ﺧﺸﻴﺖُ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻣﺘﻸ‌ ﺛﻮﺑﻪ ﺩﻣﻌﺎً..
ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻲ ﺃﺑﺎً ﻭﺟﺪﺍً ﻭﻣﺮﺑﻴﺎً ﻭﻣﻌﻠﻤﺎً ﻭﻧﺎﺻﺤﺎً.. ﺍﻋﺘﺼﺮﻧﻲ ﻳﻮﻡ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺷﻌﻮﺭ ﻗﺎﺱ ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ، ﻷ‌ﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖُ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺎﻕٍ ﻭﺇﻥ ﺭﺣﻞ.. ﻛﺎﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺁﻧﻲ ﺃﻭﺻﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺑﻤﺮﺍﺟﻌﺘﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎً، ﻭﺑﺒﺮ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ، ﻭﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ.. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ: ﻣﺎ ﺯﻟﺖُ ﻣﻘصرﺍً..
ﺷﻜﺘﻨﻲ ﺃﻣﻲ ﻟﻪ ﻣﺮﺓً ﺑﺴﺒﺐ "ﺍﻟﻌﻔﺮَﺗﺔ ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩﺓ"، ﻓﺎﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﻭﺩﻋﺎﻧﻲ ﻟﺒﻴﺘﻪ، ﻓﺬﻫﺒﺖُ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﺧﻮﻓًﺎً ﻭﺭﻫﺒﺎً، ﻭﻟﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖُ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺒّﻠﺖُ ﻳﺪﻩ، ﺍﻧﺘﻔﺾ ﻗﺎﺋﻼ‌: ﻫﻲ ﺃﻡ، ﺇﺫﺍ ﺭﺍﺣﺖ ﺍﻷ‌ﻡ، ﻣﻨﻴﻦ ﺑﺪﻙ ﺗﺠﻴﺐ أﻡ؟ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﻟﻲ ﺣﺪﻳﺚ: (..ﻭﻻ‌ ﻃﻠﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ) !
ﺳﻤﻌﺘُﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﻴﻮﻣﻴﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ـ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺋﻢ ﻣﺮﻳﺾٌ ﻣُﺘﻌَﺐ ـ ﻣِﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳُﺨﻄِﺊ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ، ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻴُﻮﺿِّﺆﻭﻩ، ﻭﻟﻢ ﺃﺷﺎﻫﺪ ﺃﺣدﺍً ﻳﺨﺸﻊ ﻣﺜﻞ ﺧﺸﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻭﺗﻔﻨﻨﻪ ﻓﻲ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ، ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻮﺽ ﺮﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ..
ﺗﻮﻓﻲ ﺟﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣُﺤﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺣﻴّﺎً ﻓﻲَّ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ !
وافته المنية في دمشق بعد صلاة المغرب من يوم الجمعة 16 شعبان 1429 هـ / 7 آب 2009م عن عمر يناهز الـ 97 عاما .
آنسه الله.. عوضه الله.. أكرمه الله.. بارك الله في ذريته.. جزاه الله عن أهل القرآن خيراً وألحقنا بركابه..
حفيد الشيخ

[رغد قصاب]