رسالة مفتوحة إلى**أمانة المدينة المنورة
بعد السلام .. وما يلزم من التحايا ... لن أطيل ..
في الأعوام الماضية – في حدود عقد ونصف – بدا أن الشركة المسؤولة عن تشجير طيبة الطيبة .. لا وجود في قاموسها لمفردة ( شذب .. يشذب .. ) .. فالأشجار تعامل بطريقة واحدة هي القطع!
بما في ذلك أشار معمرة .. اليوم مررت على الحديقة الصغيرة – كانت حديقة – التي تقع جنوب مصنع الكعكي القديم للثلج - بجوار المساجد السبعة - فإذا بها عبارة عن نخلتين نجتا من القطع .. وما يقرب من ثلاثين جذعا .. لشيء كان يسمى شجرة .. وأصبحت خُشبا مسندة .. ولعل الفرق الوحيد بينها وبني الخُشب المسندة .. أن الأولى لها جذور عميقة تنشب أظافرها في باطن الأرض.
شكرا،وأعود إلى عملي .. أي الكتب :
من كتاب فيلبي،في رحلته التي قام بها سنة 1950 – 1951 تحدث المؤلف عن ( أسوأ جريمة يفعلونها ضد أنفسهم والمجتمع هي التدمير المتهور لأشجار الطلح والأنواع الأخرى من السنط،تلك الأنواع الوفيرة بكثرة في المنطقة،عن طريق قطع فروع كاملة منها لتغذية قطعانهم المجتمعة تحتها. ولقد رأيت مرارا فتاة صغيرة ومعها عصا غليظة في أعلى الشجر وهي تهوي بها على فروعها بلا هوادة،وليس في ذهنها شيء غير الحاجة الحاضرة من توفير الغذاء لحيواناتها،وربما في يوم ما سوف يتعلمون أن تقليم الأشجار بعناية في المواسم الملائمة سوف يزودهم بنفس القدر من العلف بدون تدمير مصدره. وما يقوم به قاطعوا الأشجار لاستعمالها خشبا وفحما يعد أكثر تخريبا بل جريمة أشد خطرا (..) ولقد رأيت في أماكن أخرى الأشجار وهي تحرق حية لتحويلها إلى فحم يذهب إلى أسواق القرى والمدن.){ص 323 – 324 ( أرض مدين ) : هاري سانت جون فيلبي"عبد الله فيلبي" / تعريب : يوسف مختار الأمين / الرياض / مكتبة العبيكان / الطبعة الأولى 1424هـ = 2003م}.
ما يتحدث عنه "فيلبي"كان قبل انتشار التعليم .. وقد يكون "الأمي"معذورا!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني