توحيد صفوف المسلمين أي توحيد الجماعات والأحزاب
وإقامة الأمة الاسلامية فرض على المسلمين

بعد الربيع العربي بدأت تظهر مشاكل كبيرة بين الجماعات والأحزاب الاسلامية، فخرجت الكثير منهم عن المسار الصحيح وسببوا مشاكل وفوضى وفتن وتفرقة بين صفوف المسلمين، مما أدت إلى تضعيف صفوفهم وتعرضهم إلى خسائر مادية ومعنوية كبيرة من عدم الثقة بالجماعات واليأس من عدم الانتصار ومواضيع كثيرة لا يحتاج إلى ذكرها. فقرر العلماء والمثقفين وكبار الشخصيات إلى إصدار بيانات حول إقامة الأمة الاسلامية الواحدة كما كنا في السابق، وبدأت تنتشر هذه الفكرة بين المسلمين بعد الربيع العربي كما ذكرنا وبشكل جدي. مدعين على أن الجماعات والأحزاب قد أوفت وأكملت مهامها على أكمل وجه من تربية أجيال صالحين ومصلحين نافعين لدِينهم ووطنهم وأسرهم. وحتى أنهم قد أفاقوا أكثر الشعوب الاسلامية من النوم، وعلموهم الخطط والخدع السياسية العالمية، وعلموهم كافة العلوم الانسانية والفنية من التقنية والتكنولوجيا وعلم الفضاء والفلك. وعلموهم أن قوة وغنى حضارة الأمم الغربية أو الاوروبية جاءت بعد توحيدهم تحت نظام الاتحاد الأوروبي. وكان الأجدر على المسلمين أن يتحدوا قبل هؤلاء، لأنه هناك أمر إلهي يأمرهم بذلك، فإن إتحدوا لأصبحت قدراتهم المعدنية والبشرية والعسكرية والاقتصادية والعلمية أكثر وأقوى منهم بكثير. فبالإتحاد تتكامل كل شيء عند المسلمين كما في السابق.
وهنا يمكن القول أن تشكيل الجماعات والأحزاب في السنوات الماضية كانت فرض كفاية على المسلمين. أما الأن فقد أصبحت إقامة الأمة الاسلامية الواحدة بعد توحيد الجماعات والأحزاب الاسلامية فرض عين وليست فرض كفاية، والسبب لأن الأمة الاسلامية مهددة بشكل كبير ومعرضة إلى الهلاك (لا قدر الله تعالى). وكافة علماء المسلمين وبمذاهبه المتفرقة يقرون على ذلك. واليكم قول واحد في ذلك: دعا فضيلة الشيخ عبدالله إبراهيم السادة المسلمين إلى الحفاظ على وحدتهم مؤكدا أن هذا الأمر فرض شرعي، على الأمة وواجب حتمي، لا يجوز التفريط فيه بأي حالٍ من الأحوال مؤكدا أن الاجتماع على الحق هو الوسيلة لقوة هذه الأمة وتماسكها، ودفع شر أعدائها، ونبه إلى ضرورة أن يتعامل المسلمون جميعا بأخلاق دينهم التي تهدي إلى الفضيلة، وأن يبتعدوا عن الأخلاق السيئة التي تقود إلى الرذيلة؛ مذكرا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
نظام الدين إبراهيم أوغلو