حُبُّ المسيح
***
شعر
صبري الصبري
***
حُبُّ الحبيب وحُبُّ (عيسى) مذهبي = لهما وكل الأنبياء تَحَبُّبي
فهمُ جميعا صفوةٌ ومقامهم= عالٍ بأوصاف الجمال الْمُسْهَبِ
نالوا اجتباء المرسلين فأُرسِلوا= بالخير والبر الحميد الطَيِّبِ
يهدون للأمر الرشيد قلوبهم = طهرٌ تسامت للعلاء الأرحبِ
بالأرض قاموا طيبين بطيبهم= طِبْنَا بطِيبٍ في بديع تَطَيُّبِ
فهم الشموس بيومنا أنعم بهم= وهم البدور بليلنا .. بِتَحَبُّبِ
نهفو لهم بقلوبنا .. أرواحنا= تسمو بهم لإلهنا بتَقَرُّبِ
وبهديهم نُهدى لأكرم منهج= بهداية وتسامح وتَأَدُّبِ
بالوحي جاءوا بالكتاب وأشرقوا= في مشرق بالمكرمات ومغربِ
من بسط ربهم العظيم تقدَّموا= ركب الأنام بنعمة للمجتبي
رب الوجود المستعان بأمره= جاءوا بينبوع نقي المشربِ
بالحب والتحنان كانوا كلهم= نبراس ألفتنا بأبهى مطلبِ
منهم مسيحٌ طيبٌ مُتَطيِّبٌ= من نور خالقه العظيم الطيِّبِ
هو نفخة الله الكريم بـ(مريم)= ذات الوضاءة أمِّ (عيسى) الأنجبِ
خير النسا بعفافها أكرم بها= بحياتها في روض طهر مُخْصِبِ
كانت بمحراب الخضوع بدمعها= تدعو الإله بخشية وَتَحَسُّبِ
لمقام آخرة تكون بدارها= بقصور فردوس فسيح الْمََذْهَبِ
وحرير روضات النعيم لأجلها= بِحُلِيِّ دُرٍّ بالنضار مُذَهَّبِ
أَحْبِبْ بـ(مريم) في الضياء وإبنها=(عيسى بن مريم) ذي المكارم ..أحببِ
هزَّت بجذع من نخيل هزة= جاءت بتمر من علاه مُرَطَّبِ
وسرى السَّرِيُّ بمائه عذبا لها= يا أمَّ (عيسى) من ثناياه اشربي !
لا تقنطي لا تحزني لا تحملي= هَمَّا ودوما سِتْرَ ربك فاطلبي
هذا المسيح المستطاب المرتقي = أرقى المعالي ذو الوجاهة للنَّبِي
(عيسى بن مريم) قد تكلم داحضا = كيدا لكل مُشَكِّكٍ وَمُكَذِّبِ
(عبدٌ لرَبٍّ واحِدٍ) إنِّي أنا = بِرِّي بأمي في حياتي مكسبي
بالحب أدعو للفضيلة باسطا= كف المعونة للورى بتَطَبُّبِ
أُحْي .. فربي قد عطاني قدرة= من فضل ربي باقتدارٍ مطنبِ
في سر إعجازٍ فريد نوعه= بين الأنام كسلسبيل صَيِّبِ
والطير أصنع من عجينة طينة= بالنفخ يرقى بارتقاء الْمُعْجَبِ !
أشفي العيون من العمى لضيائها= بالبرء أكمَهُهُا بنور المثقبِ
والأبرص العاني بجلد عنائه= بين الخلائق كالسقيم الأجربِ
أشفي بإذن الله جل جلاله=فَيُرَى بهيا في جمالٍ أهدبِ
وكذا أُنَبِّئُ عن صنوف طعامكم= بين الحوائج في كهوف تشَعُّبِ
فالله أهداني بهيَّ علومه= من بعض غيب بالغيوب مُغَيَّبِ
والله أسداني رسالة مرسل= لبني اليهود مع العناء الأصعبِ !
والله أعلاني بإنقاذٍ به= رَدُّ المكائدِ أقبلت لتصَلَّبِ
والله أولاني بشارة (أحمد)= بلسان حق في فصاحة يَعْرُبِِ
(عيسى بن مريم) بالكتاب وأُمُّهُ= نوران فينا بالجمال الأشهبِ
في (آل عمران) و(مريم) ذكرهم= آيات حق بالسياق الأصوبِ
(عيسى) كـ(آدم) في المثال وخلقه= من أصل صلصال بطين متربِ
سيعود (عيسى) للحياة مجددا= كهلا بسمت المرسلين الشُّيبِ !
يدعو بدعوة (أحمد) خير الورى= في الناس يأمرهم لحسن تهذبِ
ويعم رغدٌ بالبسيطة كلها= من غير قفر بالمصاعب مُجْدِبِ
بالشرع يحكم بالكتاب مُنَزَّلا= وبسنة الهادي بصفو مُرَحِّبِ
يا من له الأخلاق فاضت بالهدى= بسماحة القرم النديِّ الأطيبِ
إني صنعت من القوافي مركبا= ونفخت فيه لكي أطير بِمَرْكِبِي !
لمن استقر بمهجتي حبٌّ له= وشدا بشدو لابن (مريم) مُعْرِبِ
عن حب (عيسى) لا تزال فصوله= بين الجوانح باشتياق تشببِ
ولقد رأيتك بالمنام بكعبة= فيها نصلي في خشوع تَقَرُّبِ
صافحت كَفَّكَ بالسلام محييا= بعد الصلاة بفرحة المترقِّبِ
فالوصف مثل الوصف جاء مفصلا= بحديث طه في ندى الْمُتَصَبِّبِ
مازال كفك يا بن (مريم) في يدي= ذكرى تذكرني ببسط سَيِّبِ
هذا قصيدي صغته بمحبتي= فالحب ديني في الحياة ومذهبي !