منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: السينما والحرب

العرض المتطور

  1. #1

    السينما والحرب

    الفيلم الحربي
    تكايف الانتاج الضخمه الحربي العربي
    --------------------------------
    من اصعب الاعمال السينمائية , واكثرها تكلفة هو الفيلم الحربي ...!! ولا يمكن القول بان أي سينما قادرة على انتاج هذه النوعية من الافلام دون ان تضع في اعتبارها القدرة غير المحدودة للتقنيات السينمائية بشكل كامل .. الصوت , والتصوير , والاضاءة , والديكورات , والحوار , والسيناريو والافراد , والابطال والماكيير , والمونتاج , والاخراج .. الخ
    فعند مشاهدة الفيلم الحربي , لا بد من مراعاة الوضع الانساني والميداني لهذا الفيلم , حالة الجندي , وثباته خلف مدفعه , وطريقة مواجهته للعملية القتالية الميدانية , ونفسية قائدة الميداني بجانبه , تفكيره وحسن تصرفه , ومظهره الشخصي , والاسلحة المستخدمة وكميتها ونوعياتها والمكان الملائم , بحرا او برا , او جوا ..
    والقدرة الفائقة علي تصوير المعارك الجوية , والمعارك في الصحراء , وفوق الكبارى والجسور وتسلق القلاع والاسوار , وعمليات اقنص المختلفة والمتنوعة ..!! وادوران حول كل هذا وذاك في عم روائي محبوك لا يقل روعة عن العمل الوثائقي او التسجيلي الاخباري , وهو امر بالتاكيد يحتاج الى قدرات غي عادية في الانتاج السينمائي , لم يتمكن منها حتى الان السينمائيون في العالم الثالث عامة والعربي خاصة , ولا يستطيع تنفيذها بحرفية عالية سوى السينمائيين في دول العالم المتقدمة عنا حضاريا , مثل هوليوود بالذات او السينما الايطالية او الفرنسية او الاوربية بشكل عام .
    ولقد صورت السينما العالمية في العديد من افلامها الحربية كل ما دار وجرى من مواقع ميدانية وقتالية في الحرب العالمية الثانية بتقنية عالية , ابتداء من معركة ووترلو , وحتى اختراق بون وبرلين والقضاء علي معقل النازية في المانيا , والفاشية في ايطاليا , وكان النجم العالمي ريتشارد بيرتون , اكثر نجوم السينما تخصصا في تمثيل الفيم الحربي , واحيانا كقائد عسكري نظامي واحيانا اخرى كقائد لمجموعة فدائية تتوغل في مواقع العدو واحيانا ثالثة كموجةه ومخطط عسكري يشهد له بالحنكة والذكاء .
    "صوفيا لورين " مثلت اكثر م دور ضمن سلسة افلام الحرب العالمية الثانية ابرزت خلالها موقع المراة في تلك الحرب , ضمن اعمال الجاسوسية وضرب المعلومات وضمن الواقع الاجتماعي والانساني الذي عاشه الناس في ظل هذه الحرب المدمرة واشهر ما قدمته فيلم "امراتنان " قصة البرتو مورافيا المعرفة .
    لقد عشنا في السينما العالمية اجواء الحرب العالمية الثانية وكانها واقعية وفعلية ونحن نرى المعارك الجوية والبحرية بين القوتين العظمتين في امريكا واليابان بعد ضرب " بيرل هاربر " وعشنا الاجواء النفسية التي وضعتنا الافلام الحربية فيها مع الامريكيين من الاصل الياباني والصيني , اثناء احتدام المواقع والمعارك .. وعشنا كذلك نموذجا لقصص الحب التي تمت وترعرعت بين الجنود والضباط الامريكيين وبين النساء اليابانيات في جو رومانسي خلاب , نقلنا من جو الحروب المدمرة القاتلة , الى جو العواطف والرومانسيات , لتصور فكرى , يرفض الحرب والدمار ويؤمن المعايشة لكل الناس علي اختلاف الجنسيات
    واخذتنا السينما العالمية الى الزحف الكبير , والمعارك الشرسة حول بون وبرلين , حيث اقتحام الانهار , وتدمير السدود والجسور , والقتال من شارع الى شارع قبل الوصول الى هتلر في موقعه الحصين الذي دفن نفسه فيه . كما سحبتنا معها الى بدء الخلافات الدولية , واعمال الحرب الباردة بغد انتهاء الحرب العالمية الثانية , ونحن نرى تورط بعض الضباط الامريكان في سرقات كبيرة يكشف عنها حلفائهم , ويطالبون كبار المسؤولين بالتحقيق ومعاقبة اولئك الضباط بشكل مثير في واقعيته ..
    فالسينما العالمية بالفعل لم تترك أي شاردة واي واردة دون ان تحللها وتناقشها حول الحرب العالمية الثانية بتقنية عالية , وخارقة , ليس من السهل علينا الوصول الى حرفياتها دون بذل الكثير من الجهد والمال والموهبة .
    فالسينما العربية حين عالجت معارك العرب الحديثة , وقفت عند حدود لم تتجاوزها منذ تصويرها لفيلم " عمالقة البحار " حول المعارك البحرية الميدانية التي تمت بين القوات البحرية المصرية , وبين قوات العدوان الثلاثي في سنة 1956 , حيث شارك في التمثيل السوري " عادل جمال " رمزا للوحدة العربية في ذلك الحين .. وبعد " عمالقة البحار" افضل من الوجهة السينمائية في تصويرالمعارك الميدانية , عن فيلم " طريق الابطال " حول معارك الصحراء بين القوات البرية المصرية وبين قوات العدوان الثلاثي في سيناء سنة 1956, وقد شارك في تمثيل الفيلم النجوم /شكري سرحان وصلاح ذو الفقار , حيث ينتهي الفيلم باستشهادالضابط البطل وهو يرفع علم مصر العربي علي ارض سيناء بعد تحررها وفي فترة متقدمة عالجت السينما العربية القضية الجزائرية من خلال قصة جميلة بوحيرد واخراج يوسف شاهين , وبطولة ماجدة ورشدي اباظة , في فيلم باسم " جميلة " تتحدث بكل دقة وواقعية وتفصيل عن ثورة المليون شهيد في الجزائر , التى اعتمدت اسلوب العمل الفدائي او اسوب حرب العصابات ضد الجيوش المستبدة النظامية وكيف واجه المحتلون الفرنسيون الثوار الجزائريين بالارهاب والاعتقال والتعذيب , وكيف ان الجزائريين لم يصمتوا عن المقاومة رغم كل الوان التنكيل والتعذيب , من خلال قصة حياة جميلة مع الثورة الجزائرية , والتي ادت دورها بنجاح مطلق الفنانة " ماجدة " والتي سافرت مع يوسف شاهين الى مهرجان موسكو السينمائي ولتشهد معه سينمائي العالم وهم يصفقون للفيلم بحرارة يستحقها , وباستقبال لهما كاستقبال كبار الشخصيات اوضحه " يوسف شاهين " في احدى اللقطات من فيلم " حدوتة مصرية " الذي يروي شريط حياته الابداعية.. وفي ظل المنافسة الابداعية , قدمت فاتن حمامة فيلما حربيا عن الفدائيين المصريين في بور سعيد وهم يقاومون الاحتلال الانجليزي مع رشدي اباظة , والفيلم هو " لا وقت للحب " حيث يترك الفدائي حبه ليقود حرب العصابات ضد الانجليز في بور سعيد فتلحق به خطيبته وتقف بجانبه فدائية مقاتلة تساند وتساعد العمل الفدائي المصري وتكون قمة المشاهد وهي تمر بالذخيرة الى الحي الذي يحاصر الانجليز فيه خطيبها البطل وتكون الخاتمة في مشهد شعبي حافل , وأهل الحي يتجمعون لابعاد البطل عن كمين نصبته له قوى الاحتلال , حيث ينجح الشعب في حماية ابطاله دائما ..
    هذه الاعمال كلها صورت ارادة الانسان العربي في المواجهة بعناد وصلابة وتحد وقوة , تكررت في مشاهد من السينما الفلسطينية كقضية الانسان العربي الاولي ولو ان كل الافلام الحربية كانت تنطق باسم فلسطين وبالذات بعد استقلال الجزائر سنة 1962 .
    وصالح سليم الذي يراس مجلس ادارة النادي الاهلي , مثل فيلما عن الموقف الاجتماعي للانسان العربي في مصر وهو يتوجه ألي الحرب بكل العناد والتحدي ..!
    فالحرب اساسا من اجل الانسان وتقدمه وكرامته وحريته في أي مجتمع يبحث عن مكان له تحت الشمس , ودراسة الحالات الانسانية والاجتماعية اثناء الحروب امر ضروري ومهم , في تصوير الارادة الشعبية خلف المقاتل في الحرب ..
    هذا النموذج من القصص الاجتماعية المرافقة للحرب عشناه مع فيلم
    " الرصاصة لا تزال في جيبي " بطولة محمود ياسين ونجوى ابراهيم ويوسف شعبان قصة احسان عبد القدوس حين يعود المقاتل من حرب يونيو 1967 وهو يحمل الامه وجراحه بعد النكسة ليقف في مواجهة الفرد المستغل في بلدته وقريته , ويدرس بشكل اقرب الي الرمزية , كيف يواجه هذا المقاتل الحرج العاطفي , وهو يرى احدهم خطف حبيته منه وهو لا يستطيع ان يفعل شيئا , لكنه في النهاية يكتشف ان هناك رصاصة لا تزال في جيبه يستطيع ان يستخدمها لتحتفظ بحبه رغما عن انف كل القوى المستغلة والفيلم دعوة لاسقاط محاذير الخوف من قوة العدو , والتمسك بالارادة القوية , حيث نرى في فيلم " اغنية على الممر" للمخرج علي عبد الخالق بطولة احمد مرعي ومحمود مرسي الحالة النفسية والانسانية التي عاشها المقاتل في حرب يونيو 1967 , ونحن نتابع تلك المجموعة الصغيرة التي تحتفظ بموقعها في الممرات الجبلية وسط صحراء سيناء تقاوم وتقاتل بعناد رغم انقطاع وسائل الاتصال مع قيادتها , وانقطاع وسائل المعيشة ايضا وهو من اعظم الافلام التي عالجت حرب يونيو سنة 1967 , بل انه من اعظم الافلام السينمائية بشك عام في عقد السبعينات , وهو شهادة فنية راقية للمخرج " علي عبد الخالق " ..

    " وقد كانت مثل هذه النماذج الجادة للفيلم العربي دعوة مؤثرة للخروج من مازق الهزيمة بالفعل الى ممر الارادة التي انتصرت في معارك اكتوبر سنة 1973 .." فتحولت قصة الاديب يوسف السباعي " – العمر لحظة – التي كتبها عن حرب الاستنزاف الى فيلم سينمائي من بطولة وانتاج ماجنة استمرت من حرب الاستنزاف الى حرب اكتوبر والكفاءة القتالية التي حققها الجندي العربي في تلك الحرب – حيث جاءت قصة حرب الاستنزاف كمقدمة للعبور العسكري من الهزيمة الى الانتصار – وهو نفس ما حدث في فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي الذي لم يقف عند حد مواجهة الجرح الوطني والجرح العاطفي بل امتد الى انتصار اكتوبر ايضا – وهكذا مع فيلم " ابناء الصمت " بطولة محمود مرسي ومديحة كامل حيث تعيش سنوات النكسة ما بين 1967 وحتى 1973 حتى تستيقظ كل النماذج الانسانية امام العبور العظيم في اكتوبر 1973 – وهو من الافلام الجادة والقوية في السبعينات ..
    ثم تمر عبر شريط من الافلام السينمائية , التي تحولت بفعل حرب اكتوبر من افلام اجتماعية عن الحي الشعبي , الي افلام حربية كما حدث في فيلم " بدور " بطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين ومجدي وهبة وهالة فاخر , حيث الصراع يدور بين نموذجين من البشر احدهما يمثل الخير والآخر يمثل الشر , الى ان يحين موعد التعبئة العامة فيصبح الكل في واحد من اجل وطن واحد , يدافعون عنه في حرب اكتوبر ..!!
    وهناك عدد آخر من الافلام التي اقحمت فيها حرب اكتوبر , لكي تواكب السينما العربية هذا الانتصار مثل فيلم / حب تحت امطر , وشباب هذه الايام , وحتى آخر العمر وفيلم لا وقت للدموع وهو اقوى تلك المجموعة من الافلام حيث نعيش قصة حب بين فتاة رقيقة الحال وبين ضابط في الجيش , يتركها لنداء واجب الوطن في اليوم الذي يقرر فيه الزواج منها , عند اندلاع شرارة الحرب في اكتوبر سنة 1973 .. وفيلم لا وقت للدموع من بطولة نجلاء فتحي وحسين فتحي ومحمود المليجي وصفية العمري ..!

  2. #2
    وهناك افلام عربية عديدة حملت قصة الحرب مع اعدو الذي يجثم على ارضنا العربية الان في طابا وفلسطين والجولان وجنوب لبنان ..!!
    منها التسجيلي , ومنها الروائي , وقد يصعب الحصر الان , وبالذات في مجال الفيلم التسجيلي والوثائقي , الذي يحتاج الى دعم اكبر من خلال اذاعته في محطاتنا التلفزيونية العربية , لانها تسجيل واقعي للاحداث العظيمة التي مر بها المقاتل العربي في كل مكان فنحن بحاجة فعلية وحقيقية للفيم الحربي القادر على تقديم صورة مثالية افضل عن المقاتل العربي الى العالم اجمع , وفي نفس الوقت يساعد المقاتل العربي على فهم دوره الميدانى القتالي , وليست مجرد اضافات لمشاهد او لقطات في الفيلم ليتم حشوها دون دلالة ادبية ونفسية , وهو الامر الذي جدث في العديد من الافلام كفيلم " الوفاء العظيم " بطولة نجلاء فتحي وسمير صبري ومحمود ياسين وكمال الشناوي وعبد المنعم ابراهيم او ان يكون الحديث عن الحرب انسانيا باثارة اللاحقة مثل ما شاهدنا حالة الضابط المصاب الذي يعود الى اهله وبلدة في فيلم " برج المدابغ " من بطولة عادل ادهم ويسري ورغدة ونجوى فؤاد وصلاح السعدنى ويونس شلبي وعزة جمال الدين فنحن امام عدد , يجيد استخدام السينما كلغة عالمية , تبرر هزائمه , وتضخم انتصاراته , امام مواطنيه وامام العالم , وهو
    الذي انتج عشرات الافلام عن حرب يونيو 1967 لتمجيد نفسه , وتجعله يتوقف عن عرض فيلم تسجيلي حول حصن بارليف كلف ملايين الدولارات بعد تحطيم هذا الحصن – الوهم – المزيف , وتضطره الى انتاج فيلم يتحدث بمرارة عن هزيمته في اكتوبر سنة 1973 في اكثر من فيلم , ولكنه بالتاكيد كان يوارى الهزيمة العسكرية , بافلام عنصرية واخرى تبين بعض غدره ومكره , كما هو الحال في فيلم " ظلال الملائكة " الذي عرض في مهرجان كان 75 باسم سويسرا .. او لفيلم اسمه " عملية الرعد " الذي عرض في مهرجان كان 1977 , للمخرج ثمولان , الذي نجح مخرجنا العربي " يوسف شاهين " في ابعاده عن لجنة التحكيم في مهرجان كان 1983 , رغم كل القوة الرأسمالية والاعلامية والسينمائية التي تؤيدهم وتقف ضدنا ..!!
    واخيرا فاننا اذا اردنا حقا , كسر حاجز الخوف , والانطلاق نحو العالم , فلا بد لنا من الاهتمام بفيلم حربي , وفي هذا المجال نذكر سلسلة افلام اسماعيل ياسين في البوليس الحربي وفي الطيران , كما نذكر افلام مثل " اسود سيناء " بطولة رغدة وشكري سرحان " والقنطرة شرق " وايضا " مشاغبون في الجيش " الذي يعتبر نسخة عصرية عن سلسلة افلام اسماعيل ياسين السابقة الذكرر , والذي ببطولته يونس شلبي وليلى علوى وسمير غانم لكننا حتى الآن , لا يمكن ان نقارن الفيلم الحربي الروائي العربي من قريب او بعيد بالافلام العالمية التى تحدثنا عنها بداية حول الحرب العالمية الثانية .. فاغلب انتاجنا من الافلام الحربية يعتمد على جوانب انسانية واجتماعية حول اثار الحروب النفسية على ضباطنا وجنودنا ولم تظهر القدرات البطولية والقتالية الميدانية الا في مشاهد اقرب الي المشاهد الاخبارية المحشوة ضمن الفيلم الروائي ..
    نقول هذا ونحن نعلم كم يكلف الفيلم الحربي ..؟ وما هي التقنيات اللازمة لانتاجه .. لكننا اذا ما وصلنا الى الفيلم الحربي – الروائي – الذى ينقل لنا صورة كامله وواقعية عن عمليات الميدان العسكرى نكون قد حققنا ما نصبو اليه سينمائيا – لان الفيلم الحربي بالتاكيد يحتاج الى تعبير سينمائي ومميز اكثر من اى نوعية اخرى من الافلام بحيث يأتى اليوم الذى نستطيع فيه انتاج فيلم حربي بمستوى الفيلم العالمى .
    ومع ضعف المضامين الحربية العصرية فى الفيلم العربي , يمكن استلهام هذه المضامين بالعوده الى الافلام التاريخيه , بحيث نجد منها افكارنا قد يسهل على السينمائيين العرب تطبيقها فى افلام تتحدث عن الحروب العربية المعاصرة . ففى فيلم " الرسالة " الدينى نجد انفسنا امام نماذج من المعارك بين المسلمين وبين الكفار فى " بدر " حيث كانت فئه صغيرة من المسلمين مؤمنه بربها وبحقها تنتصر على فئه كبيره – وهذا درس يفيدنا فى التمسك بارادة الحق , وبالايمان بنصر من عند الله قريب انشاء الله – اما الدرس الذى استلهمناه من معركة احد فى الفيلم ذاته – هو فى استمرار اليقظه والحذر , والاستعداد الدائم لمواجهة اى مفاجاة غير متوقعة , وعدم الاهمال , او الافراط فى الثقه بالنفس – وفى معركة الخندق – نجد انفسنا امام حشد كبير من الكفار – كان يجب مواجهتهم بعناد وتحد وقوة وشراسة , مع الذين يؤيدونهم من اليهود داخل المدينة , فكان الانتصار , بالخطة الحكيمة , والقيادة الواعية الرشيدة , والتحدي الذي جعل من المسلم الواحد مساويا لعشرة من الكفار , باذن الله وعونه .
    وقد عشنا مواقف مشابهة في الحرب سنة 1948 , سنة 1956 , سنة 1967 , سنة 1973 كان يمكن للسينما العربية معالجتها بشكل عصري حديث , يعمق مفاهيم الثبات على المواقف , ويقوى الارادة والتحدي لدى المقاتل العربي ضد اعدائه .. وفي فيلم " الناص صلاح الدين " نعيش درسا في التخطيط العسكري حين يوقع العرب والمسلمون , جماعات الصليبيين , في ممر ضيق بين جبلين , لاحكام الحصار حولهم , وايقاع الهزيمة بهم – وهذا يذكر الانسان العربي المعاصر بممرات سيناء , التي تحدث عنها فيلم " اغنية على الممر " بمرارة حول حرب سنة 1967 – اما معاملة الاسرى في الحروب , فنجدها قضية يعالجها فيلم الناصر صلاح الدين , حيث يكاد الصليبيون يفتكون بالاسرى من العرب والمسلمين الا ان معاملة صلاح الدين المثلى لاسرى الحرب من الصليبيين , انقذت الاسرى المسلمين من بطش الصليبيين .. وهذا وحده يمكن ان يكون سيناريو حول اسرى الحروب العربية العصرية ضد اعدائها وفي فيلم واإسلاماه , نجد دسا ينبهنا الى ضرورة الوحدة وجمع الشمل والكلمة لمواجهة الاخطار الكبرى , ونسيان الماضي بخلافاته , وتجاهل ما يعيق نصرة العرب والمسلمين ضد اعدائهم , كما فعل الظاهر بيبرس حين تقدم الى قطز مادا يده للمصالحة , لكي يقفا صفا واحدا ضد التتار , الذين صرقوا كل شئ بلا رحمة او هوادة , كانت التفرقة والانقسامات الخلافات وتوزع العرب حواشي طوائف السبب في طمع التتار زحفهم القادر على المسلمين حتى قفوا صفا واحدا , تحت قيادة احدة , وبخطة واحدة , ليحققوا نصر الاكيد في عين جالوت , وهي روس نجدها واضحة في فيلم واإسلاماه ".
    اما الثورة الشعبية والمقاومة المسلحة ضد الظلم وضد الاحتلال لطغيان فقد عشناها في فيلم " عمر المختار " حيث تصور قيادة هذا الرجل الاسد او الاسد الشيخ امام جحافل الايطاليين من موقعة الى اخرى , كما شاهدناها في فيلم المماليك , مع ذلك الحداد الشاب الذي يجمع حوله الانصار والاعوان من الرجال والشبان لنصرة الحق , فيما يشبه الحرب الشعبية التي يمكن ان تبدا باعمال فدائية او كما يطلق عليها حديثا اسم – حرب العصابات – تتحول بالقوة والتنظيم الجيد والقيادة الواعية الي ثورة شعبية شاملة ضد الاحتلال , وما اكثر ما عاشه المواطن العربي في الاراضي المحتلة من مواقف مماثلة لحرب شعبية دامت شهورا طويلة في غزة والقدس ولم تجد لها نفس الصدى في أي فيلم عربي روائي – وليس وثائقيا – لان الفيلم الروائي يؤثر علي المشاهد , ويعيش زمنا طويلا محفورا في الذاكرة يمجد تلك المواقف الشعبية الاصيلة لاهلنا في الارض المحتلة بالضفة الغربية وقطاع غزة . والآن في صيدا وصور من جنوب لبنان , ولا يمكن ان يدعى احد عدم القدرة علي انتاج فيلم عصري علي غرار " المماليك " عن تلك المواجهة والفيلم الحربي غالبا ما يتحدث عن معركة بذاتها , او بطولة جماعة من الجماعات ضمن الحرب , وما اكثر المعارك التي خضناها ببسالة حتى في 1967 وما اكثر البطولات التي تحدث عنها المؤرخون لتلك الحرب من المقاتل العربي المصري والفلسطيني في خان يونس والكانتيللا – لنؤكد علي ان الانسان العربي لم يهزم رغم كل ما تم وانه كان بطلا , بحاجة الي قائد , مثل سعد بن ابي وقاص , الذي خطط لحرب سرشة وقوية في معركة القادسية , وانتصر , رغم كل العدة والعتاد , والاعداد الغفيرة من الجنود والقيادات الذكية النافذة بين صفوف اعدائه , فقد حقق النصر بحكمته في معالجة كل كبيرة وصغيرة , ومتابعة كل امر , فالقيادة نصف النصر , هكذا علمنا سعد بن ابي وقاص , وخالد بن الوليد , وهم ينتصرون لحقهم ولامتهم متجاهلين انفسهم وذاتياتهم , وقد عشنا ذلك في السينما العربية مع فيلمي " القادسية " و " خالد بن الوليد "
    ولم تكن العودة الي الفيلم التاريخي في الحديث عن الفيلم الحربي , الا تاكيدا علي اهمية الانتباه الي امكانية انتاج العديد من الافلام العربية عن الحروب المعاصرة , ضمن ما سبق واستلهمناه من دروس وعبر عن معارك العرب والمسلمين التي تم تصويرها في الافلام التاريخية .. لاننا اذا كنا قادرين علي انتاج فيلم تاريخي باهظ التكاليف , وفيلم سياسي فيه من المباشرة والنقد الواضح الصريح – فما الذي يمنعنا من انتاج فيلم حربي , وبطولات الانسان العربي تملا صفحات الحروب العربية العصرية الخمسة .. لماذا ..؟

  3. #3
    اظن ان هذا النوع من السينما جذي كم هائل من الجمهور لواقعيته واسقاطاته المحقة غالبا
    شكرا لك اخي يسري
    ابو فراس

  4. #4
    العزيز القدير

    الاخ ابوفراس الموقر

    احترامي

    الفيلم الحربي والتاريخي يحتاج لانتاج واخراج بكفاءه عاليه

    وبالطبع تكاليفه مضاعفه عن الفيلم العادي

    تحتاج المجاميع والتصوير الخارجي والديكورات

    كل شيء في الحربي والتاريخي يحتاج تدقيق وتكوين

    دمت راقيا متالقا

    دمت سالما منعما وغانما مكرما

  5. #5
    أعتقد احيانا الفيلم الحربي رغم علو تكلفته
    هناك اسباب فنية وسياسية قد تؤدي لفشله
    ظميان غدير

المواضيع المتشابهه

  1. نحن والحرب والسلفيين
    بواسطة مصطفى إبراهيم في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-16-2017, 10:13 AM
  2. القذافى والحرب الكيماوية
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-25-2011, 07:59 AM
  3. الصومال والمجاعة والحرب
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-28-2011, 03:47 AM
  4. الشيعه الرافضه والحرب على الاسلام/5
    بواسطة السيد الحسيسى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-18-2010, 05:49 PM
  5. الشيعه الرافضه والحرب على الاسلام/4
    بواسطة السيد الحسيسى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-18-2010, 05:24 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •