إلى أين تسحبوني دعوني قاطراتي إهيء إهيء قاطراتي . هكذا كانت القاطرة تنادي حين سحبوها ليخرجوها من الخدمة . حين وصلوا الى مقبرة القطارات دفعوا القاطرة وتركوها وهي تبكي . فجأة سمعت القاطرة صوتاً يحييها ويرحب بها , نظرت ودارت ببصرها تجاه الصوت . فإذا بقاطرة كبيرة صدئة تنظر لها وهي مبتسمة . ردت القاطرة السلام وعادت لبكائها فقالت لها القاطرة القديمة لاتبكي يا ابنتي انتهى دورك . سكتت القاطرة وقالت دوري كيف انتهى دوري . ضحكت القاطرة الكبيرة وهي تقول قبل مائة عام , كنت سيدة السكة الحديدية أنقل المسافرين والبضائع وكان موقدي عامراً بالفحم ومحركي نشيطاً ببخاره وصافرتي لا تسكت . حتى أتيت أنت فاستبدلوني بك فأنت الأقوى والأسرع والأيسر عملاً . فرحت القاطرة الصغيرة بالإطراء وقالت نعم محركي يعمل بزيت الغاز (الكازولين) وهو نشيط جداً . ردت القاطرة الكبيرة وقالت في حينه وكيف في حينه ؟ انظري لعادمك تحول الى اللون الأسود وهذا بسبب الكربون الإنسان ماعاد يحب التلوث بالكاربون فاستبدلك بقاطرات الكهرباء والوسائد المغناطيسية , وهل تلك القاطرات أسرع مني ؟ نعم أسرع بكثير وأنظف للبيئة بكثير . اقتنعت القاطرة بكلام القاطرة الكبيرة وقالت مادام في الأمر خيرٌ للبشر فهذا يسعدني لأني قضيت عمري أخدم البشر واساعدهم وقطع حوار القاطرتين صوت طيران حمامتين . أقبلتا تجولان حول حطام القاطرات . وفجأة نزلتا في القاطرة الصغيرة ودخلتا غرفة محركها . انصتت القاطرة للحمامتين وهما تتفقان على ان تبنيا عشا في القاطرة . وشرعتا بعملهما وهنا قالت القاطرة في نفسها تخلى الإنسان عني فأوت لي الطيور سبحان الله لكل دوره في الحياة